بعنوان «الاقتصاد المصري في طريقه إلى الانهيار»، قالت صحيفة «معاريف» العبرية في تقرير لها أمس إنه منذ 3 أشهر تعاني القاهرة من نقص في الوقود، وبدأ نوع من المحنة يضرب المصريين، وهو ما جاء وسط هروب المستثمرين الأجانب وانخفاض الاحتياطي النقدي وانعدام السياحة، مضيفة أن اقتصاد البلاد يُحتضر، وكذلك المجتمع. الصحيفة لفتت إلى أن القاهرة تعاني نقصا في كميات البنزين والسولار وغاز الطهي بنسبة 35%، مما يخنق مصر، لكن هذا جزء من مشكلة أوسع بكثير، هي الاقتصاد واقترابه من الوفاة، موضحة أن السبب في تدهور الأمور هو حالة الانفلات الأمني التى أدت إلى انهيار إيرادات الدولة المصرية في ما يتعلق بالعملة الأجنبية، لافتا إلى أن مصر تمتعت على مدى الأعوام بتدفق مالي سنوي ودائم بلغ أكثر من 10 مليارات دولار أتت إليها عبر السياح الذين يريدون رؤية أهرامات الجيزة وأبو الهول، لكن الثورة الشعبية وانعدام الاستقرار أديا إلى التأثير على تلك الإيرادات.
«معاريف» نقلت عن يتسحاق جال، الخبير في اقتصاد الشرق الأوسط بجامعة تل أبيب، قوله «احتياطي النقد الأجنبي هو المشكلة الحادة التي تواجهها القاهرة، وإذا لم تعالجها خلال عدة شهور، فسيجد المصريون صعوبة في شراء الغذاء من الخارج، وهو الوضع الذي سيكون له نتائج اجتماعية وسياسية»، مشيرا إلى وجود مشكلة أخرى هي «حجم العجز فى الميزانية الذي لا يصمد أكثر من بضعة أشهر».
كما نقلت عن ديفيد جولدمان الاقتصادي الإسرائيلي قوله «ارتفاع الأسعار في القاهرة لا يعد تهديدات لمستوى الحياة الاعتيادي، وإنما نقلة لحالة المجاعة، فمصر التي يعمل نصف سكانها تقريبا فى الزراعة ويعيشون بأقل من دولارين يوميا، لا تنجح في إنتاج غذاء كافٍ لإطعام مواطنيها، وانضمَّت إلى قائمة الدول المستوردة للمواد الغذائية، كذلك قام كثيرون ببيع الوقود المدعم في السوق السوداء، ويبدو أن الحكومة المصرية لا تستطيع امتلاك كميات الوقود التي اعتاد عليها المواطنون بسبب الوضع الاقتصادي».
وأضاف «كلما ساء الوضع أكثر، قويت شوكة الإسلاميين أكثر»، موضحا أن جماعة الإخوان المسلمين احتلت موقع المجتمع المدنى والسلطة المركزية التى لم تنجح فى توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الضرورية»، لافتا إلى أن «القاهرة تعيش وضعا يحتل فيه الإسلاميون تدريجيا الشوارع».
في المقابل دعا البرلماني الإسرائيلي أرييه إلداد، رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست، إلى استغلال انهيار الوضع الاقتصادي المصري كفرصة لتحسين نظيره الإسرائيلي، قائلا ل«معاريف»: «إذا كانت تل أبيب تعتقد أن هناك فرصة لوقف القاهرة عن التحول إلى دولة عدو، فالوسيلة لذلك هي الاقتصاد»، موضحا أنه على إسرائيل تحذير مصر بأنها إذا لم تسيطر على سيناء وتمنع تصاعد الإسلام المتشدد فإن تل أبيب سوف تخنقها اقتصاديا أو تلغي إتفاقية السلام.
القاهرة تتلقى مساعدة أمريكية، وهذه إحدى أنابيب الأكسيجين للعملة الأجنبية التي تحصل عليها مصر بعد انهيار السياحة».
إلداد أضاف أن «جهات معية تستغل الوضع الاقتصادي بالقاهرة، ومن بينها إيران التى تقوم بتمويل حالة الفوضى في سيناء، فعندما ينفجر خط أنابيب الغاز المصري المورد إلى عمان، يتحول الأردنيون إلى طهران ويطلبون منها ضخهم بالكميات».