واشنطن بوست: وجود البرادعي في مصر وانتقاده الصريح للنظام القائم خلقا حالة غير عادية من الجدل حول المستقبل الآلاف أحاطوا سيارة البرادعى خلال خروجه من مطار القاهرة تصدر خبر الإعلان عن جمعية وطنية للتغيير برئاسة الدكتور محمد البرادعي عناوين الصحافة العالمية التي اعتبرت أن تأسيس تلك الجمعية بقيادة شخصية بارزة تتمتع باحترام دولي سيشكل ضغطاً كبيراً علي النظام المصري الذي يصر علي تجاهل الأحداث المتتابعة منذ عودة البرادعي. وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية أمس، إنه لأول مرة تتحالف قوي وطنية تجمع كل التيارات السياسية تحت اسم واحد وهدف واحد هو «المطالبة بتعديلات دستورية من أجل تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية». أما صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فأفردت مساحة كبيرة للموضوع الذي بدأته بالقول إن الرجل الذي يحظي باحترام عالمي كبير والحائز علي جائزة نوبل للسلام قد تولي رئاسة ائتلاف وطني كبير مهمته إحداث تغيير سياسي في بلد لم يعرف التجديد السياسي منذ 30 عاما هي عمر حكم الرئيس مبارك. وتابعت الصحيفة الأمريكية بالقول إن المطالبة بتعديل الدستور من أجل الحرية السياسية وإتاحة الفرصة لوصول رئيس جديد لمصر ليست أمراً جديداً، بل إن الرئيس مبارك نفسه قام بتعديل الدستور في عامي 2005 و2007، إلا أن ظهور البرادعي الذي لم يلوثه الفساد المنتشر في مصر أعطي تلك المطالبات الاجتماعية بتعديل دستوري زخماً كبيراً. وأضافت «واشنطن بوست» أن وجود البرادعي في مصر وانتقاده الصريح للنظام القائم خلق حالة غير عادية من الجدل حول مستقبل مصر وتشكيل جماعات معارضة كانت مكبلة، وتوحيد صفها تحت رئاسة شخص واحد بدون قاعدة شعبية. وفي سياق الاهتمام العالمي بعودة البرادعي لمصر، قال تسيبي مازائيل السفير الإسرائيلي الأسبق بمصر إنه « لا يوجد منافس حقيقي للرئيس مبارك » في سباق الانتخابات الرئاسية الذي سيجري العام المقبل، مضيفا في مقابلة خاصة مع القناة السابعة الإسرائيلية أمس أن كل محاولات المعارضة المصرية لإيجاد منافس للرئيس المصري لن تنجح أو تعود بأي طائل. وأضاف مازائيل في مقابلته مع القناة الإسرائيلية قائلا : مبارك تولي الحكم مدة خمس ولايات متتالية، ومؤخرا رأينا حالة من الانتقاد الشديد والهجوم ضد الرئيس المصري تسود أوساط المعارضة بسبب نية الأخير توريث الحكم لنجله جمال. موضحا أن المعارضين لنظام حكم مبارك يرون أنه قاد البلاد لمستوي من الفقر المدقع والبطالة المرتفعة، وأن 15 % من المصريين مرضي بداء الملاريا، وكثيرون منهم يرغبون في رحيل مبارك علي حد قوله. وأشار السفير الإسرائيلي الأسبق إلي أن مبارك سيفعل كل ما بوسعه كي يمنع وجود منافس آخر لابنه جمال في السجال الانتخابي قائلا: إن انتخابات الرئاسة ستعقد في 2011 والرئيس المصري قام بوضع تعديل دستوري يمنع ترشح أي منافس له من خارج الحزب الوطني الحاكم بمصر حسب قوله. وقال مازائيل إن الانتخابات في مصر غير ديمقراطية، والحزب الوطني الحاكم له فروع في كل قرية ومدينة، والمسئولون عن هذه الفروع يعلمون جيدا ويعرفون الشخصيات المعارضة لمبارك، ومن ثم فهم لن يمكنوا تلك الشخصيات من خوض السباق الرئاسي، والإدلاء بأصواتهم في الاقتراع الانتخابي وحتي إذا استطاعوا حازم فؤاد ومحمد عطيةالاقتراع والتصويت سيتم تبديل بطاقاتهم الانتخابية بعد ذلك . كما لفت إلي أن المعارضة المصرية لا تملك، عمليا، مرشحا جادا مقبولا من جميع الشعب المصري قائلا: إن المعارضة ليست لها شخصية أو طابع مميز كي تتمكن من الوقوف أمام مبارك والتنافس معه. مشيرا إلي أن أقطاب المعارضة المصرية يحاولون إقناع الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية بالانضمام للانتخابات الرئاسية والترشح ضد الرئيس المصري لكن البرادعي يعلم جيدا عدم وجود انتخابات حرة ونزيهة في مصر كما يعلم أن الأمل في هزيمة مبارك هو أمر «خيالي». وأضاف السفير الإسرائيلي الأسبق في نهاية مقابلته أنه بالنسبة لتل أبيب لا يعد البرادعي شخصية محبوبة من قبل الشعب اليهودي، قائلا : لقد رأينا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة السابق يخفي معلومات مهمة عن برنامج التسلح النووي الإيراني.