الإسلاميون الذين تذكروا ميدان التحرير الأسبوع الماضى، يعودون إليه، اليوم، للسيطرة عليه، وعلى «جُمعة إسقاط الفلول»، التى حشدت لها، فى الأساس، قوى ثورية وأحزاب مدنية، للمطالبة باستكمال أهداف الثورة وتعديل المادة «28» من الإعلان الدستورى، وإسناد الإشراف على الانتخابات إلى هيئة قضائية تتشكل من قضاة غير معيَّنين من النظام السابق. الإسلاميون يعودون إلى الميدان، لا خوفا على الثورة، ولكن بعد تهديد مصالحهم، وبعد أن كان الإخوان، مثلا، يتّهمون الثوار بتعطيل عجلة الإنتاج عادوا إلى الميدان دون خوف على «العجلة»، وبعد أن كانوا يقولون إن الشرعية للبرلمان لا للميدان، عادوا إلى الميدان لأن معركتهم على «تورتة الرئاسة» أجبرتهم على ذلك. عاد الإسلاميون كلهم وامتنع حزب النور وحده، وحسب تصريحات أحد المتحدثين الرسميين باسمه فإنه مهتمّ أكثر بتشكيل لجنة الدستور!
نبدأ من القوى الثورية، صاحبة الدعوة الحقيقية للمليونية. أكثر من 40 حركة وحزبا سياسيا أعلنت مشاركتها فى المليونية، وقامت بالحشد لها، داعين الناس إلى المشاركة والنزول إلى ميادين مصر كافة. القوى السياسية أكدت ضرورة تشكيل لجنة الدستور، من فئات الشعب المصرى كافة، بعيدا عن الأغلبية والأقلية، وأن تكون ممثَّلة من النقابات العمالية والتنظيمات الفلاحية والقطاعات والطوائف المجتمعية، بشرط أن يختار كل تنظيم من يمثله، دون وصاية أو تدخُّل، وكذلك إقالة حكومة الجنزورى وتشكيل حكومة تعبّر عن الثورة وتعمل على تحقيق أهدافها.
الحركات المشاركة فى مليونية الغد طالبت مجلس الشعب بإصدار قانون إنشاء محاكم ثورية للقصاص من قتلة الشهداء، ومحاسبة أركان النظام السابق وعدم الاكتفاء بعزلهم سياسيا، وإلغاء المادة التى تُتيح للمجلس الأعلى للقوات المسلحة حق الاعتراض على القوانين الصادرة من مجلس الشعب، وأن تصبح القوانين نافذة بمجرد صدورها من المجلس، وإلغاء قانون الطوارئ بشكل كامل، وإعادة محاكمة المحبوسين عسكريا أمام القضاء المدنى.
أما القوى الإسلامية فلم تُتعب نفسها فى صياغة أسباب جديدة لنزولها، وبدت كأنما اطّلعت على دعاوى القوى الثورية وأخذت منها. الجماعة الإسلامية أكدت مشاركتها، من أجل توحيد القوى الوطنية والإسلامية والثورية، فى مواجهة التزوير المتوقع للانتخابات الرئاسية، أما حزب الوسط فأكد أن مشاركته تأتى فى مواجهة فلول النظام السابق، الذين أداروا الثورة المضادة على مدار العام الماضى، بينما دعا حزب الفضيلة المصريين إلى المشاركة فى تلك المليونية للتصدى للتزوير، والمطالبة بتسليم السلطة فى موعدها المحدد.
النائب الإخوانى صبحى صالح قال إن تسليم السلطة فى موعده أحد أهم الأسباب للنزول اليوم، لافتا إلى أن الإخوان لم ينزلوا بسبب استبعاد الشاطر، واعدا بعدم حمل الإخوان لافتات أو هتافات تخصّ المرشح المستبعد، أما «النور» فقد أعلن على لسان المتحدث باسمه، يسرى حماد، أنه لن يشارك، معللا ذلك بأنه يهتم أكثر بتشكيل لجنة الدستور.
أما الأقباط، الذين شاركوا فى ثور يناير بالدم والهتاف والعرق، فيشاركون فى مليونية اليوم، لكنّ انقساما واضحا بين الحركات القبطية يظهر حاليا، حيث يمتنع «شباب ماسبيرو»، بينما يشارك «ائتلاف أقباط مصر»، و«أقباط بلا قيود».