لم يكن الفوز الذي حققه الزمالك علي الاتحاد السكندري بملعبه فوزاً عادياً لأن المباراة لم تكن عادية بسبب الأوضاع المتدهورة بين مسئولي وجماهير الناديين بعد توقيع محمد ناجي «جدو» نجم الاتحاد للزمالك لذلك كان كل فريق يسعي للفوز للانتصار في الحرب التي اشتعلت قبل المباراة، وكانت المواجهة الحقيقية بين كابرال - المدير الفني البرازيلي للاتحاد - وحسام حسن - المدير الفني للزمالك - فالبرازيلي لعب بطريقة 3/4/1/2 وأعاد جدو لخط الوسط بعدما شارك في المباريات السابقة كمهاجم متأخر ولعب كابرال بالبرازيلي جيان مورو ومحمد المرسي كمهاجمين ثابتين. في حين حافظ حسام حسن علي طريقة اللعب وهي 4/2/3/1 ودفع بحسن مصطفي بدلاً من هاني سعيد في وسط الملعب. لأن العميد كان يعلم أن المباراة ستحتاج «جري كتير». الزمالك تفوق في الشوط الأول بسبب الهدف المبكر الذي سجله علاء علي في الدقيقة السادسة والهدف منح لاعبي الزمالك الثقة والهدوء مما ساعدهم علي تنفيذ الواجبات التي تم تكليفهم بها عكس لاعبي الاتحاد الذين انتابهم القلق والتوتر وهو ما ظهر بوضوح في الخشونة التي مارسها شادي محمد ومحمد جابر وجيان مورو ومحمد المرسي ضد لاعبي الزمالك وخرج فتح الله مصاباً في لعبة كانت تستحق الكارت الأحمر لكن الحكم سمير محمود عثمان اكتفي باحتساب الخطأ دون أن ينذر محمد المرسي الذي عاد وضرب حسن مصطفي «بالكوع» وأيضاً لم يتخذ الحكم أي إجراء وهذه هي عجائب الكرة المصرية. في الشوط الثاني وبالتحديد بعد 9 دقائق لجأ كابرال للمخاطرة الهجومية بإشراك محمود سمير بدلاً من حسين فهمي وأصبح فريد ريكو المدافع الوحيد في وسط الملعب لكن حسام حسن فهم معني التغيير بسرعة، فدفع بهاني سعيد بدلاً من حسام عرفات وأصبحت طريقة اللعب 4/3/2/1 ويبدو أن كابرال علم أن حسام حسن يقرأ أفكاره فتوقف عن إجراء التغييرات. سيناريو الشوط الثاني صار كما خطط له حسام حسن لكن الأداء الهجومي كان يحتاج إلي تدعيم بعد هبوط أداء علاء علي وعندما سجل محمود شاكر هدف الاتحاد لم يتردد حسام حسن في الدفع بحسين ياسر المحمدي بدلاً من علاء علي وكان نزوله نقطة تحول في الأداء الهجومي للزمالك وأهدي حسن مصطفي كرة كان يمكن أن يسجل منها هدفاً وكانت له بصمة في هدف الفوز الذي سجله أحمد جعفر. حسام حسن أكد أنه لم يبعث الروح والحماس في نفوس لاعبيه، لكنه مدرب لديه رؤية ثاقبة ويقرأ الفرق المنافسة ويقرأ سيناريو المباريات، والأهم أنه يجيد التعامل مع كل السيناريوهات بنجاح، لذلك الزمالك لا يكتفي بالفوز فقط، لكنه يقدم أداء ممتعاً علي الأقل لجماهيره لأن جماهير الفرق المنافسة لن تستمتع بالطبع بأداء الزمالك ولا بانتصاراته. الحديث عن الحكم سمير محمود عثمان قد يغضب البعض لأنه للأسف كان أسوأ ما في المباراة والمفروض أن محمد حسام وضع فيه ثقته لإدارة أهم مباراة في الدوري علي الأقل خلال هذه المرحلة، لكن سمير رغم هدوئه كان ضعيفاً للغاية في التعامل مع عنف لاعبي الاتحاد حتي إن جيان مورو ومحمد المرسي أشبعا مدافعي الزمالك ضربا، وخرج محمود فتح الله مصاباً في الدقيقة 25 نتيجة عنف شديد متعمد من محمد المرسي ومع ذلك حصل جيان مورو علي إنذار وخرج محمد المرسي دون إنذار أو طرد. تلخيص ضعف مستوي الحكم وتأثره بنتيجة المباراة يكفي للتأكيد عليه واقعتان متشابهتان الأولي قبل نهاية الشوط الأول عندما خطف حسام عرفات الكرة من محمد جابر وانطلق نحو المرمي وحاول جابر عرقلته وكان قرار الحكم احتساب الخطأ وإنذار جابر لكنه حرم حسام عرفات من الوصول لمرمي الهاني سليمان، وكان يجب علي سمير عثمان أن يعطي الفرصة لحسام عرفات وبعد انتهاء اللعبة يقوم بإنذار جابر، وهو ما حدث في الشوط الثاني عندما ارتكب محمد عبدالشافي خطأ ضد محمد المرسي، وقام الحكم بإعطاء الفرصة لأحمد عادل لاعب الاتحاد الذي انطلق بالكرة وبعد انتهاء الهجمة عاد وأنذر عبدالشافي. قراران متناقضان تماماً عكسا ضعف الحكم وتأثره بنتيجة المباراة لأنه لو منح الفرصة لحسام عرفات وسجل الهدف الثاني كانت المباراة ستنتهي مبكراً، لذلك احتسب الخطأ ثم عاد ومنح الفرصة لإكمال هجمة الاتحاد لعل وعسي أتي منها هدف التعادل. الهدف الثاني للزمالك وقبل أن تصل الكرة لأحمد جعفر تعرض حسن مصطفي لإعاقة واضحة من مدافع الاتحاد وتجاهل الحكم احتساب ركلة جزاء صحيحة، وإذا كان البعض يبرر ذلك بأنه أعطي الفرصة لأحمد جعفر فهذا تبرير غير منطقي لأنه لاتوجد إتاحة فرصة في ركلة الجزاء ولأن الحكم الذي منع انفراد لاعب الزمالك في الشوط الأول كان من المستحيل أن يمنح الفرصة لأحمد جعفر ليسجل الهدف الثاني. بعد الهدف الثاني للزمالك في الدقيقة 76 ولمدة 14 دقيقة و4 دقائق وقت بدل ضائع تحامل سمير محمود عثمان علي لاعبي الزمالك بشكل غريب وأنذر عبدالواحد السيد الذي اعترض علي قيام مساعد الحكم شريف صلاح بإعادة الكرة للملعب وهو شيء ليس من اختصاصاته ثم أنذر حسين ياسر بدعوي تعطيل اللعب وبالتالي يمكن القول إن الكمين كان منصوباً للزمالك في استاد المكس لكن العميد ولاعبيه أفلتوا منه باقتدار.