«إذا أردت أن تعرف أسباب اعتراض طلاب الجامعات على اللائحة الطلابية الجديدة ففتِّش عن المسؤولين عن وضعها». بهذه العبارات واجه أمناء اتحادات طلاب الجامعات الحكومية وزير التعليم العالى الدكتور حسين خالد منذ أسابيع قبل أن يكرروها أمس، متهمين الدكتور عصام الهلالى مدير صندوق الأنشطة الطلابية، بتغيير صيغة اللائحة الطلابية التى وضعها الطلاب نحو مزيد من التضييق على الأنشطة الطلابية. الوزير الذى تجاهل نصيحة الطلاب بإبعاد الهلالى عن صياغة اللائحة الطلابية، تجاهل أيضا ما نشر ب«التحرير» قبل أسبوع عن دور الهلالى فى إفساد الحياة الجامعية لسنوات، وهو ما يطرح تساؤلا مهما: هل يواصل الوزير تجاهله بعد نشر السطور القادمة عن دور الهلالى وأعوانه، مدعمة بمستندات تحمل توقيعه، توضح كيفية إدارة صندوق الأنشطة الطلابية لخدمة الحزب الحاكم فى السنوات الماضية. الوثائق التى اطلعت عليها «التحرير» عبارة عن خطابات متبادلة بين الهلالى والمهندس محمد هيبة أمين شباب الجمهورية بالحزب الوطنى، من بينها تقرير أعده الهلالى للعرض فورا على هيبة عن مظاهرة لطلاب الإخوان بجامعة كفر الشيخ، توضح عدد المشاركين فى المظاهرة وهتافاتهم، بينما طالب فى خطاب آخر الحزب الوطنى بتقديم دعم مالى لأنشطة الصندوق بسبب انخفاض ميزانية الصندوق إلى 7 ملايين جنيه فى 2010، بدلا من 12مليونا فى الأعوام السابقة، مشيرا بالنص على أن ذلك الدعم «سيكون له مردود إيجابى على تيسير عمل المنسقين والسادة أعضاء هيئة التدريس داخل الجامعات، وسيتيح مكافأة العاملين فى رعاية الشباب ذوى الاتجاهات السياسية الإيجابية الذين يقومون بدعم وتنفيذ البرامج والخطط الاستراتيجية المختلفة، ويوفر سيولة مالية لمواجهة الحالات الطارئة التى يمكن أن تهدد استقرار الجامعات أو عمليات استقطاب الطلاب». الخطاب الثالث بين الهلالى وأمين شباب جمهورية الوطنى المنحل عبارة عن تقرير أشبه بتقارير أمن الدولة عن اجتماع بين الهلالى بصفته أمينا لصندوق الأنشطة الطلابية والدكتور هانى هلال بصفته وزيرا للتعليم العالى الذى عقد فى حضور منسقى الأنشطة الطلابية على مستوى جامعات الجمهورية لمناقشة تكليفات الحزب الوطنى التى أشار إليها الخطاب بالعبارات التالية: «توجيه وحشد الرأى العام داخل الجامعات لصالح قضايا المواطنة والديمقراطية والمشاركة فى الانتخابات خلال الفترة القادمة» وهو الخطاب الذى حرص الحزب الوطنى على نشره قبل انتخابات 2010 البرلمانية وبعد انتخابات المجمع الانتخابى للحزب التى أدارها أحمد عز، واتُّهم فيها بإقصاء أقباط الحزب من الترشيحات. أما الخطاب الرابع الموجه من الهلالى إلى هيبة فتضمن تقريرا عن الدور الذى قامت به الأنشطة على مستوى الجامعات لمواجهة دعوة الاحتجاجات يوم 6 أبريل 2009 ومواجهة تلك الدعوة بحملة الحزب الوطنى «شباب فاهم أولوياته.. يكمل ويبنى حياته» حيث تضمن التقرير عبارات مثل «لم يحدث أى نشاط معادٍ.. والوضع مستقر.. ومظاهرات محدودة للمحظورة» للحديث عن الاحتجاجات، بينما ذكر التقرير أنه تمت إقامة حفلات غنائية فى ذلك اليوم للمطرب محمد حماقى فى جامعة عين شمس وإقامة مسابقات رياضية وفنية فى عدد من الجامعات لمواجهة دعوة الاحتجاج. حشد طلاب الجامعات لمعسكر أبى قير التابع للحزب فى الإسكندرية بجهود الهلالى كشفها خطاب آخر من الخطابات المتبادلة بين هيبة وذراعه اليمنى بالجامعات الدكتور عصام الهلالى مرفق به كشوف بأعداد الطلاب وأعضاء التدريس المرشحين للمشاركة فى الملتقى الحزبى. الطلاب الذين طالبوا بإبعاد إدارة صندوق الأنشطة الطلابية الذى يرأسه الدكتور عزت عبد الله محافظ بنى سويف، فى آخر حكومات المخلوع، عبروا عن سخطهم من إصرار وزير التعليم العالى على الاستعانة بمستشارى الأنشطة الطلابية ممن بلغوا سن المعاش، رغم تقديم ما يثبت أنهم كانوا يمثلون حلقة الوصل بين الجامعات والحزب الوطنى وجهاز أمن الدولة، مشيرين إلى أن تدخلات هؤلاء فى صياغة اللائحة الطلابية الجديدة كانت السبب الرئيسى لرفض اللائحة الطلابية، التى أعلنها الوزير قبل أسابيع بإضافتهم بنودا تضمن لإدارات الجامعات إحكام سيطرتها التام على النشاط الطلابى، وتفتح أبوابا خلفية لتقييد الأنشطة الطلابية، والتلاعب فى المخصصات المالية للأنشطة بعد استبعاد مسؤولى الصندوق نصوص اللائحة المالية للنشاط الطلابى، التى تتناول كل ما يتعلق بالرقابة الطلابية على مخصصات الصندوق، ومخصصات اتحادات الطلاب المالية وبنود صرف المكافآت للإدارات الجامعية، ومن يتم انتدابهم من الموظفين وأعضاء التدريس للمشاركة فى الإشراف على عمل طلابى.