الناشط جورج رمزي كتب على لابسه "ياريتني كنت أمريكاني" قضاء مصر شامخ، جملة طالما رددها كافة المصريين، الذين يحترمون قضاء بلادهم، ولا يعقبون على أحكامه، احتراما له ولنزاهته، لكن القضاء أصبح يصيب نفسه في مقتل، بعد أن أصبح الحكم على النشطاء السياسيين، وحبسهم في جرائم لم يقترفوها، أمرا اعتياديا، خاصة مع استمرار حبس الناشط السياسي ومؤسس حركة شباب الثورة العربية " أحمد دومة" على ذمة التحقيق في أحداث مجلس الوزراء، واستمرار حبس الناشط وعضو حركة 6 أبريل "جورج رمزي" على ذمة التحقيق في أحداث وزارة الداخلية فبراير الماضي. أحمد دومة، كل ذنبه أنه شارك في أحداث مجلس الوزراء، وكل مرة تأمر النيابة بتجديد حبسه منذ يناير الماضي، بعد اتهامه في أحداث مجلس الوزراء، شهر ديسمبر الماضي بحرق المجمع العلمي والاعتداء على أفراد الجيش أثناء تأدية خدمتهم، فيما أمرت النيابة بحبس الناشط جورج رمزي، بالحبس مجددا 15 يوما على ذمة التحقيق بعد اتهامه بالتحريض على اقتحام وزارة الداخلية في أحداث وزارة الداخلية فبراير الماضي. رمزي تهكم على الحكم وكتب على ملابسه " يا ريتني كنت أمريكاني كنت روحت"، في إشارة إلى فضيحة تهريب المتهمين الأمريكيين المتهمين في قضية التمويل الأجنبي. الأمر لم يتوقف عند هذا، فالحكم الذي صدر بحق الناشطة السياسية أسماء محفوظ، بالحبس سنة وغرامة ألفين جنيها، بعد اتهامها بالاعتداء على المدعو عبد العزيز فهمي، بالضرب والسب، لن يكون الأخير، خاصة مع استمرار عرض مسلسل تشويه الثوار. أسماء محفوظ قالت في تصريحات ل"الدستور الأصلي" أنها لم تلتق أبدا بالمدعو عبد العزيز فهمي، موضحة أن الحكم صدر بحقها غيابيا أثناء وجودها في لبنان. وأضافت أسماء أن الحكم الهدف منه هو تصفية النشطاء، وهذا يتضح من خلال تحويل النشطاء مرات عديدة إلى القضاء بسبب البلاغات الكيدية، لكن الغريب في الأمر، على حد قولها، أن يتم الحكم عليها بالحبس سنة وغرامة ألفين جنيها دون وجود دليل واضح ضدها، وأن يتم الحكم عليها بتلك السرعة. أما طارق الخولي المتحدث الرسمي لحركة 6 ابريل، الجبهة الديمقراطية، وعضو المكتب التنفيذي بائتلاف شباب الثورة، فقال أنه يتعجب من أحكام القضاء الذي طالما احترمه المصريون، وتساءل الخولي، كيف يتم تهريب المتهمين في قضية التمويل الأجنبي في حين يتم حبس النشطاء دون أدلة. فيما قال خالد تليمة، عضو المكتب التنفيذي بائتلاف شباب الثورة، فعلق قائلا " حبس النشطاء الغرض منه هو حبس الثورة نفسها والقضاء عليها". الغريب أن المدعو عبد العزيز فهمي، الذي اتهم أسماء محفوظ بالاعتداء عليه، كان قد قدم بلاغات قبل ذلك ضد طارق الخولي، والناشطة نوارة نجم، والشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، وكأنه أخذ توكيلا بتقديم البلاغات ضد كل من وطأت قدماه ميدان التحرير.