هي أم متعلمة وتحترم التعليم.. بل تقدسه. حاصلة علي درجة الماجستير وتحاول التسجيل لدراسة الدكتوراه، رغم أنها موظفة بإحدي الوزارات الحكومية وعمرها 45 سنة ودخلها لا يتحمل مصاريف الدراسة. ابنتها الصغري في الصف الأول الثانوي بإحدي المدارس الحكومية القديمة. لم يسمح دخل الأسرة باستمرار البنت في مدارس اللغات. قررت الأم - في مغامرة محسوبة تماما- أن تنقلها إلي المدرسة العريقة التي تلقت فيها تعليمها الثانوي والقريبة من البيت وتسد النقص في اللغات بمجهودها كأم. خطة عبقرية، شجعها علي تنفيذها أن موقع المدرسة في حي راقٍ جعل مستوي تلميذاتها الاجتماعي مناسباً لمستواهم. انتهي الترم الأول بصعوبة.. مرت الابنة والأم بالعديد من المواقف غير المتوقعة كان أصعبها عندما قدمت البنت لأمها «ورق فلوسكاب» مكتوباً بخط جميل وقالت: «الميس أدتني الورق ده وقالت اكتبيه علي الكمبيوتر واكتبي اسمك وهاتي صورتين... عشان أدخل المسابقة». اعتقدت الأم أنها فقدت تركيزها فلم تفهم ما قالته البنت، سحبت الورق وقرأت كلاماً عن النظام العالمي الجديد وتأثيره في ثقافة الشعوب، فازداد الغموض. «يا ماما.. فيه مسابقة في المقال الصحف، والميس ادتني المقال ده علشان أدخل بيه المسابقة». «مين اللي كتب المقال؟» «الميس يا ماما» «ازاي يا حبيتي الميس تكتب مقال وإنتي تدخلي المسابقة علي إنك كتباه.. دا ينفع؟». «أيوه يا ماما ينفع... فيها إيه؟ الميس اختارتني لأني شاطرة ومؤدبة.. هي قالت كده». لأ ما ينفعش.. والبنت المؤدبة لازم تعرف إنه ما ينفعش وكان لازم ترفضي إنتي». «لو رفضت هتديه لواحدة زميلتي.. وتزعل مني.. إزاي أرفض يعني؟» انسحبت البنت وتركت لأمها المقال.. وتركت معه حيرة وذهولاً بعد أن استوعبت الأم الموقف ..وقعت في حيرة كيف تتصرف؟ وطلبت نصيحتي اتفقنا أولاً علي الرفض وأصبحت المشكلة كيف نقنع البنت بالرفض ثم كيف نبلغ المدرسة الرفض دون أن نستفزها حتي لا تضطهد البنت. هل أحتاج إلي التعليق علي الواقعة؟ هل أحتاج إلي التعليق علي موقف المدرسة؟ورد فعل التلميذة؟ هل يتصور أحد مدي غرابة موقفي أنا شخصيا؟!. إنها «مصر.. بلدنا»