ما من حزب يتم الإعلان عنه إلا وتجد في ديباجة بيانه التأسيسي كلمات منمقة عن كرامة المواطن الليبي وسعي الحزب لتوفير سبل العيش الكريم للمواطن الليبي الحر في وطنه السعيد، وأن الحزب من المواطن وإلى المواطن مهمته الأساس صون كرامة الوطن وإقامة دولة القانون والعدل والشفافية والمساواة والالتزام بكل التشريعات النافذة والتي ليس من بينها قانون الأحزاب كونه لم يصدر بعد !! ومع هذا نعلن تأسيس حزب. تصلك الدعوة لحضور "حفل" إشهار الحزب في أفخم فنادق المدينة أناقة في الملبس، عطور تعبق المكان تحلق بك في أجواء رومانسية، طباعة فاخرة للمطويات والملفات والنشرات التعريفية بالحزب وأهدافه حيث ستكتشف أنها على طريقة (كوبي بست)، ملصقات دعائية، أقلام ومفكرات، وبعد الكلمات الممزوجة بالجناس والطباق المستفزة لسيبويه ونفطويه (واللي مش عارف إيه) وبحضور دبلوماسيين وأعضاء في الحكومة والانتقالي يعلن عن الانتقال إلى (البوفيه) حيث ما لذ وطاب مما تشتهيه الأنفس للأحباب !! حلويات شرقية وغربية في تمازج يعبر عن الوحدة العالمية، فواكه الموسم وخارج الموسم ، مشروبات ساخنة وباردة (اللهم صل على النبي) ، غلمان مخلدون من تركيا العثمانية يطوفون بالصحون وفتيات أشبه باللؤلؤ المكنون يعطرون الحضور!! على مرمى حجر من كل هذا الجهاد السياسي الفندقي يقف تحت المطر يلفحههم الصقيع شباب وفتيات يطالبون بالشفافية والوفاء لدماء الشهداء التي تحولت لعطور باريسية على بدل النخب السياسية !! لا أحد من هذه الأحزاب جاء للقاعدة الشعبية التي احتفل منذ قليل باسمها!! لندع كل هذا !! مخيمات الليبيين تنتشر في كل مكان ، الآن ونحن نعاني برد الشتاء وانقطاع الكهرباء يعيش بيننا ليبيون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء!! في طرابلس ولن أتحدث عن سرت والجنوب وسواها !! في طرابلس أطفال ليبيون يذهبون للمدارس وأطفال ليبيون لا يجدون الحليب ولا ما يستر عوراتهم يتعايشون مع الحيوانات يمتعون أنظارهم بنهر المجاري الدفاق!! أعراضنا التي نبكيها تعيش في الصفيح تحت رحمة ذئاب بشرية تفترس حينا وتغض الطرف أحيانا !! سألتهم كم حزبا زاركم !! بلاش الزيارة !! كم حزب خسر عليكم ورقة فيها كم سطر مساندة!! (هذا اللي ما زال ) !! الأجمل من ذلك لتكتمل الصورة قيام تنظيم سياسي ليبي وطني بالإعداد لقافلة يساند بها أهلنا !! أين !! في سرت (لا لا هذوكا طحالب!! ). في الجنوب ( لا لا هذوكا مش ليبيين طوارق وتبو عبيد أفارقة). (أملا وين) أكيد مخيمات تاورغاء ( باهي والله .. هذا اللي ما زال). آه مخيمات الليبيين في طرابلس ( على رأي بو حجر ما فيش ليبيين يعيشوا في المخيمات هاذم نصابة )!! (زعما) الشرق الحبيب وإلا الجبل الأشم !! (وووووووووووه موسع بالك وقداش فاضي) هذه القافلة يا أستاذ لأهلنا قلنا لأهلنا في غزة . واللي في ليبيا منو بيهم !! مش موضوعنا احني أحزاب راقية )هذا اللي ما زال نخلطوا روحنا مع الببولاري !! ( ما أراه أن جل الأحزاب بدأ يظهر كنواد اجتماعية لطبقة ارستقراطية عانت التهميش (المظهري) أحيانا!! لم يتعاملوا مع العمل الحزبي كمكون أساسي للحراك السياسي نحو بناء دولة القانون (وهو حلم حتى الأوروبيون والأمريكان ينشدونه) !! بل يرون في العمل الحزبي وجاهة اجتماعية وصيتا وتاريخا نضاليا في ساحات فنادق السبع نجوم والمؤتمرات الصحفية محدودة العدد !!! الأدهى والأمر أن تجد عددا ممن يحسبون على النخب يحضرون تأسيس هذه الأحزاب وينشر على لسانهم تصريحات تؤيد الحزب وأهدافه ويعلن الحزب أن فلانا عضو به .... وعندما تقابل الفلان والفلانة يصدمونك بقولهم دعيت لحفل شاي في بيت علان فتفاجأت بها دعوة لتأسيس الحزب !! فتحشمت وجاملتهم !! بصراحة مش حيصير منهم !! هاذم مفلسين !! شيابين!! اكس باي رت !! شخصيا أنا مؤمن بأن نخب ليبيا الحقة في ميدان الشجرة وميدان الجزائر وميدان العدالة فهم من يستحق الاحترام !! المقال ملخبط (صح) !! لأن الوضع ملخبط !!