لا وقت للكلام الجميل المنمق ولا للحديث المعسول، فلا صوت يعلو فوق صوت الثورة ولا صوت يعلو فوق صوت شعب مصر ولا صوت يعلو فوق صوت الميادين التي نتنفس فيها الحرية . انزلوا إلى الشوارع في 25 يناير المقبل لاستكمال ثورتكم المجيدة ولا تتراجعوا خطوة واحدة للوراء ولا تتأثروا بهراء وترهيب سقط يوم 25 يناير الماضي تحت أقدام وإقدام وشجاعة الإنسان المصري . انزلوا إلى الشوارع وناضلوا حتى تستردوا ثورتكم و حتى تتنفسون هواء نقيا ممتزجا بالحرية ولكي يشعر هؤلاء الجالسين في " مكاتبهم " أن مصر بها ثورة و ليست انتفاضة تنتهي بمرور الزمن . انزلوا واهتفوا لغد افضل .. اهتفوا للحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ولاحترام حقوق الإنسان و لغد أفضل بلا سجون ولا اعتقالات ولا محاكمات عسكرية . انزلوا لكي تضمنوا حقكم في ثروة وطنكم ولكي تضمنوا لأولادكم مستقبل أفضل من الحاضر ومن الماضي الأسود ولكي لا يستعبدكم حاكم مرة أخرى ولكي يعلم كل مسئول أنه يعمل لديكم وأنكم أصحاب السلطة و الفضل والقوة . انزلوا لكي يصبح الأمن حق لكم وحتي لا يصبح حصولكم عليه تسولا ولكي يصبح حاكمكم مدنيا منتخبا و لكي لا يشعر أحد أنه سرق ثورتكم التي دفعتم فيها الدم والتضحيات . انزلوا لكي تعود لكم الشركات التي بيعت والأراضي التي نهبها اللصوص والأفاقين وأصحاب المصالح و الحظوة ولكي تستطيعوا الحصول على راتب يكفيكم – و ابنائكم – حتى نهاية الشهر . انزلوا لكي تضمنوا أن ابناءكم لن يهانوا – و لن يقتلوا – مرة أخرى في السجون و المعتقلات وأن أمن الدولة و كلابه ومخبريه وجواسيسه لن يحيا بيننا ثانية وأن بناتكم سيسيرون في الشوارع ويشاركون في المظاهرات و الأحزاب بلا خوف و لن تجدن من " يعريهن " بوقاحة مرة اخرى . انزلوا لكي نحصل معا على حق مئات الشهداء والشهيدات – الأبطال – الذين استشهدوا من أجل أن يمنحونا الحياة التي تستحقها مصر الغالية العظيمة الشامخة . انزلوا لكي لا نصبح مرة أخرى " ملطشة " لإسرائيل وجنودها وكلابها ولكي تصبح دماء جنودنا الذين يستشهدون على الحدود لها ثمن و قيمة . انزلوا حتى نستطيع أن نحلم ببلد حقيقي لا يهين الإنسان ولا يظلمه ولا يستغله .. وطن حر ذو كرامة ومتقدم و شامخ ومؤثر في محيطه . انزلوا لكي نطالب بمنع رجال نظام مبارك ومخبريه ورموز نظامه من الترشح للانتخابات أو الحصول على أي مناصب مرة أخري بعد أن " احتلوها " لمدة ثلاثين عاما كاملة و لكي نطالب بمحاكمة مبارك و ابنائه ووزرائه ورجاله محاكمة سياسية بعد أن أفسدوا الحياة على أرض مصر لعشرات السنين . انزلوا إلى الشوارع في مظاهرات سلمية واسعة وقوية تثبت أن الشعب حي وأن الثورة مستمرة وأنها لن تتراجع الى الوراء أبدا إلا بعد أن تحقق كافة مطالبها وأهدافها و بعد أن تتحول مصر إلى وطن حقيقي لكل ابنائه وطن تسوده الحرية و ترفرف عليه رايات العدل و الكرامة . و إنا حتما لمنتصرون .