قال ديبلوماسي بريطاني امس أن لا احد في العالم ولا في الدول العربية قادر بسرعة على فعل اي شيء لوقف حمام الدم ضد الشعب السوري. ويأتي تصريح الديبلوماسي البريطاني، بعد تصريحات لاحد قادة "تنسيقيات الثورة السورية" اعلن فيها الانتقال الى مرحلة الهجوم على مؤسسات النظام السوري الامنية والعسكرية ومراكز الاتصالات. وفي سياق تصريحات الديبلوماسي البريطاني اشار الى انه "حتى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لم يملك سوى مطالبة الأسد من بيروت (أمس الاول) بالتوقف فوراً عن قتل شعبه لأن حكم شخص واحد لاي امة او دولة لم يعد مقبولا وقد وصل الى طريق مسدودة". وخلص الديبلوماسي البريطاني الى ان ذلك "يبعث على التركيز منذ الآن على الوسائل الكفيلة بكسب السوريين حربا مدنية ضد النظام، قد تكون بدأت بالفعل منذ ثلاثة أسابيع، عندما أعلن احد قيادات الثورة من ريف دمشق قائلا: (لقد تحولنا بالفعل من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم لانه لم يعد امامنا سوى المقاومة الشعبية دفاعا عن اطفالنا ونسائنا وأهلنا ولقمة عيشنا، جنبا الى جنب مع "الجيش السوري الحر" الذي منحنا الثقة بإمكانية الانتصاب على اقدامنا وبإمكانية النصر النهائي على الطاغية بشار الاسد وعصاباته)". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الصادرة أمس نقلت عن ديبلوماسي غربي في دمشق قوله: "لا بصيص أمل هناك في نهاية هذا النفق. ولا أعرف الى اي نهاية تتجه هذه البلاد. وعلى الرغم من ان الاوضاع الامنية لم يصل حريقها بعد الى هنا في قلب دمشق ولا الى حدود الخطر بالنسبة لنا رغم تقليصنا عدد موظفي سفاراتنا الى اكثر من النصف، إلا اننا نشعر بذلك الضغط النفسي المشوب بالخوف والترقب، ونحن نرى ذلك الحريق ينتشر بسرعة في كل مكان حولنا". "الجيش السوري الحر": بدأنا الهجوم "لقد بدأنا ستراتيجية الهجوم بعد أكثر من عشرة اشهر من اعتماد الدفاع والتظاهر السلمي"، هذا ما أكده احد ضباط "الجيش السوري الحر" في منطقة درعا، مهد الثورة، لصحيفة "السياسة" الكويتية، كاشفاً النقاب عن "عمليات هجوم ليلية ونهارية على مخافر وثكنات وتجمعات وحواجز الجيش النظامي وقوات الامن والشبيحة في مختلف المدن والمحافظات، وبالاخص في ريف دمشق كالزبداني وبلودان وسواهما، وفي حمص وحماة والمناطق الحدودية مع لبنان وتركيا". ونقل أحد قادة تنسيقيات الثورة عن الضابط قوله ان "معظم الناس وحتى آليات قوات الاسد لم يعودوا يتجولون او يسافرون في الليل بعد ارتفاع نسبة هجماتنا على عصابات القتل والقمع الحكومية". وأطلع القيادي في "التنسيقيات" "السياسة" في لندن أمس على شريط فيديو يظهر فيه ضابط مقنع من "الجيش السوري الحر" في منطقة الزبداني بريف دمشق القريبة من الحدود اللبنانية، يلقي بياناً باسم وحدته العسكرية التي أطلق عليها اسم "وحدة حمزة بن عبدالمطلب"، حيث يؤكد انطلاق "حرب التحرير" ضد نظام البعث عبر الخطوات الأولية التالية: خطوات حرب التحرير 1- مقاومة قوات احتلال بشار الاسد لمناطقنا (الزبداني) ومنعها من دخولها بأي ثمن. 2- منحت "وحدة حمزة بن عبدالمطلب" قوات الاحتلال الحكومية مهلة 24 ساعة للانسحاب من المنطقة، وإلا فإن الوحدة ستبدأ بتدمير الوسائل الحيوية التالية: - آبار الماء الارتوازية التي تسقي العاصمة دمشق وتزود مناطق اخرى واسعة بمياه الشفة، بما فيها المراكز العسكرية والثكنات التابعة لكتائب الأسد في ديماس وارتوز والصبورة ومناطق اخرى. - نسف خطوط التوتر الكهربائي العالي التي تربط سورية بلبنان. - تدمير كل ابراج شركات الهاتف الخليوي التي يمتلكها رامي مخلوف ابن خال الأسد. - قطع الطريق الدولية التي تربط دمشقببيروت وتمر في ريف دمشق. - هناك العديد من الوسائل الحيوية التي ستستهدف إذا لم تنسحب قوات الأسد من الزبداني والمناطق المحيطة بها خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة. الحرب الأهلية وقال قيادي التنسيقيات في لندن انه كان من المفترض بث هذا الشريط المصور للضابط السوري المنشق مساء السبت الماضي ما يعني ان المهلة الواردة في الشريط للجيش النظامي بالانسحاب قد انتهت. وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أعرب اول من امس مخاوفه من وقوع حرب أهلية في سورية، وذلك بعد المخاوف المماثلة التي ابداها في وقت سابق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من اقتراب تلك "الحرب الأهلية"، داعين الاسد الى التنحي لتجنيب سورية الكوارث التي قد تكون لم تعد بعيدة عنها. الانقلاب إلا ان الخوف الأكبر الذي يعتري الديبلوماسي البريطاني في لندن هو "انزلاق الآلة العسكرية السورية النظامية الى خارج الانضباط الرسمي والتفلت من أيدي الاسد واخيه (ماهر) وصهره (آصف شوكت) وبطانته المسيطرة على الوحدات الجوية والبرية والبحرية حتى الآن، باتجاه القيام بانقلاب عسكري يقضي على النظام والثورة في آن واحد قبل انفراط عقد الجيش وبلوغه مرحلة التحلل، اذا استمرت الأزمة على ما هي عليه حتى الآن".