لم يكن سهلا على المنتمين إلى الجمعية الوطنية للتغيير، أن يقبلوا قرار مؤسسها الدكتور محمد البرادعى بالامتناع عن ترشحه للرئاسة. الجمعية أصدرت بيانا أمس، عبرت فيه عن معانى الأسى التى استقبلت بها قرار البرادعى، وأوضحت أن ذلك لا يعنى ابتعاده عن الإسهام فى التفاعلات الجارية على الساحة المصرية، بل سيجعله أكثر تحررا فى الحركة وأقرب إلى قوى الثورة الحية. الجمعية قيمت الموقف الذى اتخذه البرادعى، وقالت إنه بقدر ما أحدث صدمة لدى قطاعات عريضة من الشعب المصرى، خصوصا الشباب، فإنه موقف صائب ومسؤول وشهادة دامغة على أن من يديرون شؤون مصر، لا يمتلكون خارطة طريق واضحة ومحددة لعبور المرحلة الراهنة. ولفتت إلى أن ما يهمها هو أن تذكر بأن البرادعى كان صاحب دور هائل فى بلورة تطلعات وأشواق التغيير، على نحو متصاعد، حتى اكتمل فى لحظة 25 يناير من العام الماضى بثورة، أزاحت رأس النظام الفاسد، وعليه أن يواصل المسيرة لإعادة توحيد قوى الثورة، وبشكل خاص الشباب الذى أشعل فتيلها، من خلال الدعوة إلى إنشاء كيان سياسى جامع لكل التيارات والاتجاهات الوطنية. واتفقت الجمعية مع رؤية الدكتور البرادعى فى أن نظام حسنى مبارك لم يسقط بشكل كامل، وأنه يعيد إنتاج نفسه بخطوات حثيثة، بما يجعل الأهداف والمطالب التى رفعتها ثورة الشعب المصرى فى خطر حقيقى. بيان الجمعية دعا البرادعى إلى تبنى حوار موسع مع كل القوى الثورية فى مصر، للتنسيق والتجمع تحت مظلة واحدة تشكل ضمانة حقيقية لاستعادة الروح الوطنية العظيمة التى عاشتها مصر فى مثل هذا الوقت من العام الماضى. وعبر عن أمل أعضائها أن تلتقى القوى المدافعة عن الثورة والمتمسكة بضرورة استكمالها على جملة من المطالب والأهداف الموحدة لتكون برنامج عمل موحدا من الآن وحتى موعد العيد الأول للثورة، بحيث تتوحد الرؤى والأهداف والجهود لكى يخرج يوم 25 يناير عيدا حقيقيا تسترد فيه الثورة بوصلتها الضائعة وتنطلق مثلما بدأت سلمية بيضاء، لكنها شديدة الإصرار على بلوغ غايتها والتمسك بتحقيق أهدافها المشروعة.