يبدأ وزير خارجية السودان على كرتى مساء اليوم الجمعة زيارة لمصر تستغرق ثلاثة أيام يجرى خلالها غدا السبت مباحثات مهمة مع كلا من رئيس مجلس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري ووزير الخارجية محمد كامل عمرو. وقال السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية لشئون السودان أن محادثات الوزير السوداني غدا السبت بالقاهرة تتناول تطور مسيرة العلاقات الثنائية وأهمية تنميتها في كافة المجالات خلال المرحلة القادمة خاصة ما يتصل بدعم التعاون الاقتصادي والاستثماري فضلا عن مواصلة التنسيق المشترك في شأن القضايا الإقليمية وفي مقدمتها مسألة مياه النيل. وأعرب مساعد وزير الخارجية عن ارتياح مصر لنتائج الجتماعات المصرية- السودانية التي اختتمت أعمالها مساء أمس الاول بالقاهرة والخاصة بهيئة مياه النيل وكذلك نتائج الاجتماعات الثلاثية التي ضمت خبراء من مصر والسودان واثيوبيا والخاصة بسد الألفية الاثيوبي مشددا على أن موقف مصر كان ولايزال هو الحرص على توطيد أواصر العلاقات الطيبة وسبل التعاون التي تربط بين مصر ودول حوض النيل ..مشيرا إلى ان الحوار هو وحده الكفيل بتسوية كافة الأمور والقضايا في ضوء احترام المصالح والحقوق.
كما أعرب مرسي عن أمله ان تشهد المرحلة القادمة المزيد من التنامي في العلاقات المصرية السودانية. وأشار إلى ان جولة وزير الخارجية محمد كامل عمرو الجاري الإعداد لها في دول حوض النيل ومن المقرر أن تبدأ يوم 7 يناير بزيارة جوبا وهو الأمر الذي يترجم مدى اهتمام مصر وحرصها على تدعيم العلاقات مع جنوب السودان وكافة دول حوض النيل.
ويستطلع كرتي خلال لقائه الأول مع رئيس الوزراء الدكتور كمال الجنزوري سبل تحقيق الطفرة المنشودة في علاقات التعاون الثنائي التي تم الاتفاق عليها عقب ثورة 25 يناير..ومتابعة سير العمل في المشروعات المشتركة في مجال الأمن الغذائي والزراعي والحيواني والاستثماري وفرص تبادل الزيارات المستقبلية بين كبار المسئولين في البلدين وعقد اجتماعات اللجنة المشتركة العليا لتقييم العمل في هذه المشروعات وتزليل العقبات أمامها.
ورغم زيارات وزير الخارجية السوداني المتكررة لمصر إلا أن هذه الزيارة تكتسب أهمية بالغة لكونها تأتي أولا في ظل الوضع المشتعل في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وثانيا عقب مقتل زعيم التمرد في دارفور الدكتور خليل غبراهيم وتوجه قطاع كبير من قواته الرئيسية إلى حنوب السودان عن طريق وادي هور بشمال دارفور كما تأتى ثالثا عقب اول زيارة علنية لرئيس جنوب السودان سيلفاكير لاسرائيل تم فيها تدشين التعاون العلني بين الدولتين ضد نظام الحكم في الخرطوم وتقدر المصادر المعنية أن سيلفا كير زار إسرائيل مرتين على اقل تقدير خلال الاسابيع الماضية قبل زيارته العلنية وتم خلالها الاتفاق على تصدير اسرائيل شحنات أسلحة متطورة لجوبا وتقديم مساعدات عسكرية واستخباراتية لجنوب السودان في مواجهة الخرطوم..وأخيرا تأتي هذه الزيارة عقب تورط حكومة جنوب السودان الواضح والملموس في دعم حركة التمرد بالشمال ضد نظام حكم الرئيس عمر البشير.
وتتوقع مصادر معنية ان تشهد الاشتباكات السياسية والعسكرية الجارية بين شمال وجنوب السودان تطور نوعي على ضوء تدخل اسرائيل بشكل مباشر الى جانب جنوب السودان وان ترتفع حدة الحملات الموجهة ضد نظام الخرطوم في المنظمات الدولية خاصة مجلس الأمن وكذلك في الولاياتالمتحدة والدول الأفريقية لدمغة بارتكاب جرائم حرب والقيام بعمليات تطهير عرقي. وكانت حكومة السودان قد قررت امس التقدم بشكوى لمجلس الأمن الدولي وللاتحاد الافريقي ولعدد من المنظمات الدولية والاقليمية تبلغها فيها ، أن قوة عسكرية تتكون من تسعة وسبعين سيارة مسلحة ، تحمل على متنها قوة تقدر بثلاثمائة وخمسين مقاتلا من حركة العدل والمساواة ، فضلا عن ثمانية وعشرين عربة تجارية ، تمكنت من دخول جمهورية جنوب السودان. و طلبت حكومة السودان من المنظمة الدولية ، أن تساعدها في الضغط على دولة جنوب السودان ، لكي تمتنع عن تقديم أي مساعدة لهذه القوة وأن تقوم بتجريدها من سلاحها ، وتسليم المطلوبين منهم للعدالة في السودان . وقال بيان صادرعن الخرطوم حصل المحرر الدبلوماسى علية ان السلطات المختصة في السودان تقدر القوة التي دخلت من وادي هور بشمال دارفور بمائة وعشرين عربة لاندكروزر مسلحة بأسلحة اسناد مختلفة ، زائدا عربة لاندكروزر مصفحة كانت تقل زعيم الحركة ، وثلاث عربات كبيرة محملة براجمات أربعين ماسورة ، وثلاث أخرى محملة برشاش 37 ملم وأثنتان محملتان بمدفع 32 ملم زائدا عربة عربة اتصالات ، عليها تسعة من القادة الميدانيين للحركة وحوالي 430 فرد ، وقد كان هذا جزء من السلاح الذي حصلت عليه الحركة من سلطات العقيد القذافي . واضاف البيان ان هذه القوة نهبت من القرى التي هاجمتها خمسين عربة تجارية و12 عربة لاندكروزر من تجار الذهب واختطفت مع هذا نحو خمسمائة مواطن من مختلف المناطق التي هاجمتها ، وتقدر السلطات حجم الأموال المنهوبة بحواي أثنين مليار ، منها أموال عينية وأخرى نقدية . وأشار البيان إلى ان القوة المسلحة ، والعربات المنهوبة والمواطنون المختطفون عبرت الى دولة الجنوب عبر معبر السرج والسكارة ، جنوب أبومطارق ( ج الضعين ) ؛ وتتمركز الآن في منطقة تمساحة جنوب حدود 1956 ؛ وقد تم نقل الجرحى الى مستشفي قوق مشار في المنطقة . كما تم تخصيص معسكر قريب من منطقة راجا لتجميع وتدريب المقاتلين بما في ذلك المواطنين الذين تم خطفهم .