المستشفى ليس هو المكان الأنسب للمصابين في كل الأحوال، خصوصا إذا كانوا مصابين فى أحداث مجلس الوزراء الأخيرة. داخل مستشفى سيد جلال التعليمى يرقد المصابون مكبلين بالأغلال، رغم إصاباتهم الخطيرة، ويخضعون لتعذيب بدلا من تلقى العلاج.. عدد من المصابين الذى تم تعذيبهم على أيدى أفراد الجيش فى ما سموه «ممر الهلاك» داخل مجلس الشورى، يرقدون حاليا داخل قسم العظام بالدور الثامن فى المستشفى مكبلى الأيدى والأرجل ب«الكلابشات» فى أسرة المستشفى. «الدستور الأصلي» تفقدت المصابين بصحبة وفد من أعضاء مجلس نقابة الأطباء، ذهب لزيارتهم ومعاينة احتجازهم داخل المستشفى، بعد أن ترددت أنباء عن وجود 30 مصابا من أحداث مجلس الوزراء تم تحويلهم من نيابة السيدة زينب إلى مستشفى سيد جلال، وذلك بسبب إصاباتهم البالغة. محررة «الدستور الأصلي »، فوجئت باعتداء ضابط شرطة على المصابين والوفد الطبى بالقول «اطلعوا بره»، فرد عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور أحمد حسين، عليه «أنا طبيب وأطمئن على المصابين، وتكبيلهم بالأسرّة نوع من التعذيب»، فقال له الضابط «ده شغلى وملعون أبو الثورة اللى خلتنا نشوف أشكال زيكم»، ثم خطف شنطة المحررة وموبايلها وقام بتفتيشه. مصدر أمنى من داخل المستشفى قال ل«الدستور الأصلي» إن اللواء عادل المهيرى، رئيس قطاع أمن غرب القاهرة، هو الذى أعطى أوامر بعدم فك «الكلابشات» من أيدى المصابين، رغم صدور قرار بإخلال سبيلهم. الدكتور جمال السلمى، مدير مستشفيات جامعة الأزهر، قال إنه مر بنفسه على 16 مصابا مكبلا فى أسرّة المستشفيات بأمر من الضباط. وأشار السلمى إلى أنه أمر بفكهم، لأن الكلابشات تعيق علاجهم، وتسبب لهم مضاعفات أخرى، لكن الضباط رفضوا. خصوصا حالتى خالد محمد عبد المنعم الطالب بكلية هندسة، وعمرو أحمد فهمى، صاحب ورشة سيارات، لأنهم كانوا يحتاجون عمليات تجبيس، نظرا لكسور فى الأيدى والأرجل، إلا أن الضباط صمموا على الرفض. خالد عبد المنعم، الطالب بكلية الهندسة، قال إنه منذ تحويله مع المصابين إلى مستشفى سيد جلال، تم إيداعهم فى قسم الطوارئ، وسط الحشرات وتكبيل كل المصابين فى سرير واحد. مشيرا إلى أنه فور علم إدارة المستشفى أن وفدا من نقابة الأطباء سيحضر لمعاينة المصابين، تم نقلنا إلى قسم العظام بالدور الثامن. مشيرا إلى أنه تم اختطافه من ميدان التحرير وسحله بالضرب على رأسه إلى داخل «ممر الهلاك» فى مجلس الشورى ولم يدر بنفسه إلا وهو راقد فى المستشفى. عضو مجلس نقابة الأطباء، الدكتور أحمد حسين، قال إن تكبيل المرضى نوع من أنواع التعذيب، وإن الطبيب هو الوحيد الذى له الحق فى التدخل فى وضع المريض داخل المستشفى، وليس من حق ضباط الشرطة التدخل فى كيفية علاجه، وعليهم فقط حراسته من خارج غرفته، مشيرا إلى أنه تقدم ببلاغ إلى النائب العام لإدانة الانتهاكات الصارخة بحق المرضى والاعتداءات على أعضاء مجلس نقابة الأطباء بالسب والقذف. كما تقدم المركز المصرى للحقوق الاجتماعية والاقتصادية ببلاغ مماثل ضد الدكتور فؤاد النواوى، وزير الصحة، يتهمه بتعذيب 16 مصابا من المتهمين فى أحداث مجلس الوزراء، وتقييدهم بالكلابشات وهم يتلقون العلاج على أسرّة مستشفى سيد جلال، بما يعد مخالفا لميثاق العمل الطبى والمهنى، وأشار البلاغ، الذى يحمل رقم 11197 لسنة 2011، إلى أن المصابين هم: هند نبوى، ويسرا صلاح، وعمرو أحمد فهمى، وسامح عبد الرازق، وعمار محمد مهدى، وأبو الحسن طلعت، وخالد محمد عبد النبى، وفتحى إسماعيل، وحمدى السيد حمدى، وأحمد حسين عبد الرازق، ويوسف دسوقى، ووحيد السيد، ومحمد إبراهيم، ومحمد سيد حنفى، ووليد حنفى، وعلاء على.