ما أن تجلس مع مُدرس حتى يؤكد لك أنه لكى ينصلح حال وزارة التربية والتعليم فلابد من تولى رجل منها الوزارة، أى أن يصبح مدرسا وزيرا، ويَسوق لك المدرس أسبابا كثيرة، منها أن هذا الوزير المُدرس أمسك الطباشير بيديه وعانى كثيرا من "دوشة" الطلاب والامتحانات وتصحيحها والتوجيه والعلاقات المعقدة بين الإدارات التعليمية والمديرية والوزارة، كذلك عرف خبايا وزارة التعليم ودهاليز الفساد فيها ولذا سيصبح قادرا على إدارتها.. الحقيقة أن المدرسين يقولون هذا دون إدارج أى تصور لإصلاح العملية التعليمية نفسها أو مناهجها..لكن ما علينا. تحقق حلم المدرسين وأصبح العربي وزيرا، وبعيدا عن كون حكومة الجنزورى لا تمثل ثورتنا من قريب أو بعيد، وقول العربى إن اختياره كمعلم للوزارة "كياسة وذكاء" من الجنزوري، فيمكن للعربى ورغم قصر مدة الوزارة أن يُصلح جزءً من مشاكل "التعليم" التي لا تحتاج سوى لبعض القرارات البسيطة حتى تنضبط الأمور تماما، ويتم تهيئة التعليم المصرى ووزارته للتفكير فيما بعد فى تغيير المناهج الدراسية وطرق التدريس، لذا لن نطلب من "العربى" الذى يصر على أنه مُدرسا وليس "دكتورا" كما يناديه منافقوه – هم بالتأكيد منافقين ليس إلا – أن يغير المناهج ويجعلها تضاهى تلك التى يدرسها طلاب أوروبا أو حتى شرق آسيا! يمكن للعربى أن يبدأ بهيكلة ملف مرتبات العاملين بالوزارة جميعا مدرسين أو إداريين.. الآن هناك الكادر الذى يحصل بمقتضاه البعض على زيادة فى الراتب تقدر أحيانا ب50 % من الأساسى وتصل إلى 200 % لآخرين دون فروق جوهرية تذكر بين اثنين يعملون في وزارة واحدة ولا فضل لمدرس على آخر سوى بالأقدمية والدرجات العلمية، حتى الذين يتساوون فى سنة التخرج والمؤهل والتعيين هناك فوارق غريبة فى مرتباتهم، ولو أحب العربى التعرف على بعض الحالات فلدينا منهم كُثر "بس هو يقول". الوزير السابق أقر في أول يوليو الماضى أن يتقاضى الإداري في الوزارة مرتبه + 200 % حافز، والمدرس يتقاضى مرتبه + 50% كادر؟؟؟ مشكلة نقص عدد المدرسين فى بعض المراحل أو بعض المحافظات.. هناك محافظات بها كثافة عالية من المدرسين وأخرى بها زيادات وببساطة يمكن إعادة ترتيب هذه الخريطة