ربما أعطاك كنت فى يوم من الأيام أفكر فى مواصفات شريكة حياتى فوجدتنى قد تمنيت العديد من المواصفات التى أتمنى أن أجدها فيها وهى تتلخص فى أنها تكون : 1- على خلق ومتدينة . 2- جميلة الطلعة وجميلة الطباع . 3- متناسقة القوام . 4- بيضاء البشرة . 5- متعلمة تعليم راقى . 6- مثقفة . 7- هادئة . 8- متعاونة . 10- رومانسية . 11- من عائلة محترمة . 12- خفيفة الظل . 13- طموحة . 14- ليست مادية . 15- حسنة العشرة . وتسألت مع نفسى وهل أحمل أنا كل المواصفات التى تتمناها المرأة فى شريك حياتها . وبالطبع كانت إجابتى هى ....... لا . كما سألت نفسى وهل من الممكن أن تحمل إمرأة فى هذه الدنيا كل هذه المواصفات وبالطبع كانت الإجابة ..... لا . حقاً لا يوجد إنسان كامل متكامل أو بالمعنى الأدق لا يوجد إنسان كامل الأوصاف فلابد أن تجد كل إنسان منا يحمل بعض النقائص والصفات السيئة مثلما يحمل بعض الفضائل والصفات الجيدة . وهذا ما دفعنى للتفكير فيما هو أكبر من مواصفات شريكة الحياة وهى الحياة نفسها التى نعيشها فى هذه الدنيا . فهى أيضاً ليست مكتملة بالنسبة إلى كل إنسان فكلنا حصلنا على بعض الميزات التى تنقص غيرنا ، وغيرنا حصل على الميزات التى تنقصنا ونحاول ونسعى على أمل أن نحصل على كل المميزات وهو الأمل أو الحلم الذى لن يتحقق ....... فلا يوجد أحد فى هذه الدنيا حصل على كل شيىء . لا يوجد من حقق كل آماله وأحلامه كاملة مكتملة فى دنيانا . وبنظرة متفحصة نجد أن الله مّن علينا بالعديد والعديد من النعم وغيرنا لم يحصل عليها والعكس صحيح . وبالرغم من ذلك فحقيقة وإيماناً ويقيناً ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) صدق الله العظيم . وحقيقة إن النعمة الواحدة من نعم الله تحمل داخلها نعم لا نستطيع أن نحصيها . أنظر فى أى نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى التى أنعم بها عليك وأنظر هل تستطيع أن تحصى النعم التى بداخل هذه النعمة ولنأخذ مثلاً نعمة البصر .... فإنك ...... لن تتعلم بدون نعمة البصر . لن ترى الجمال بدون نعمة البصر . لن تستطيع أن تتنقل بحرية بدون هذه النعمة . لن تستطيع أن تقرأ القرأن بدونها . لن تستطيع أن ترى نعم الله الأخرى بدونها . لن تستطيع قيادة سيارتك من غيرها . ما كنت تستطيع قرأة هذا المقال لولا أن تفضل الله عليك بنعمة البصر . وهكذا ... لن تستطيع .... ولن تستطيع ..... ولن تستطيع ..... إلى ما شاء الله . وهذه نعمة واحدة من نعم الله سبحانه لم ولن نستطيع أن نحصى فضائلها أو نعمها التى تحملها داخلها . تريد أن تتأكد أنظر لغيرك ممن حرم من هذه النعمة وستعرف وتتأكد أنك لا تستطيع إحصاء نعم النعمة الواحدة . ولذلك فإنك تجد أن الله سبحانه وتعالى ...... ربما أعطاك المال ومنعك العيال . وربما أعطاك المال والعيال ومنعك راحة البال . وربما أعطاك راحة البال والعيال ومنعك المال . وربما أعطاك الصحة ومنعك الجاه . وربما اعطاك الجاه ومنعك السكينة . وربما أعطاك السلطان ومنعك الطمأنينة . وربما أعطاك السكينة ومنعك الحكمة . وربما أعطاك التقوى ومنعك الفتوى . وربما أعطاك الجمال ومنعك الحياء . وربما أعطاك البصر ومنعك البصيرة . وربما أعطاك البصيرة ومنعك البصر . وربما أعطاك الحلم ومنعك العشق . وربما أعطاك الحب ومنعك العزيمة . وربما أعطاك العلم ومنعك الفهم . وربما أعطاك الصبر ومنعك الهيبة . وربما أعطاك قوت الأرواح ومنعك قوت الأشباح . وربما أعطاك قوت الأشباح ومنعك قوت الأرواح . وربما أعطاك القوة ومنعك حسن التدبير . وربما أعطاك الفطنة ومنعك الشدة . وهكذا ... وربما أعطاك وربما منعك .... وربما ..... وربما ...... وربما ...... لكن المؤكد أننا كلنا جميعاً متساويين فى إجمالى النعم . لكننا مختلفين فى نسبة كل واحد منا من هذه النعم . فلو فرضنا أن إجمالى النعم يمثل نسبة 100 % فسنجد مثلاً من يحصل على ... 30 % نعمة الصحة . 20% نعمة راحة البال . 25% نعمة الأبناء. 10 % نعمة المال . 15 % نعمة العلم . وهكذا تجد غيره يحصل على ..... 50% نعمة المال . 5 % نعمة راحة البال . 15% نعمة الصحة . 10% نعمة الفهم . 15% نعمة الحياء . 5 % نعمة الحب . كلنا يأخذ 100 % كاملة غير منقوصة ولكنها بنسب متفاوتة وتلك لحكمة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى . فهو الذى خلق عباده وهو الذى قدر لهم أرزاقهم . وهو سبحانه وتعالى لايسأل عما يفعل . ولو تيقن كل منا من هذه الحقيقة لأراح قلبه وإستراح ليقينه أن ما قدره الله له سيصله بدون شك . ولذلك ..... فلا داعى للتطاحن . ولا داعى للصراعات . ولا داعى للحسد . ولا داعى للتباغض . ولا داعى للضغائن . ولا داعى للأطماع . فبعد كل هذا لن يصلك إلا ما قد قدره لك فارح قلبك وإسترح وأرضى حتى تكون عند الله راضياً فيرضيك . ولا تسخط فتكون عند الله ممقوتاً وأيضاً لن يصلك إلا ما أراده الله سبحانه أن يصلك . فسبحان من خلق العباد وهو أعلم بشؤونهم . نسأل الله أن يجعلنا من الراضيين المرضيين . اللهم آمين .... اللهم آمين .... اللهم آمين .