شيع مساء أمس قرابة ثلاثة ألاف مواطن بمدينة حوش عيسى جنازة "محمد عوض مفتاح" - الناشط السياسي وعضو بحركة شباب 6 إبريل - من مسجد المحطة بالمدينة والذي توفى داخل وحدته بالجيش أثناء تأدية خدمته العسكرية، وقبل تشييع الجنازة طالب أعضاء حركة شباب 6 إبريل ونشطاء سياسيين بالمحافظة من أسرة محمد عدم دفنه إلا بعد عرضه على الطب الشرعي ومعرفة أسباب الوفاة، إلا أن أسرته رفضت ذلك وقاموا بدفنه في جنازة مهيبة عقب صلاة العشاء. ومن جانبها، أعلنت حركة شباب 6 إبريل بالبحيرة في بيان صادر عنها مساء أمس، عن شكها بوجود شبهة جنائية بشأن وفاته لعدة أسباب هى عدم إبلاغ أهل محمد بوفاته إلا عن طريق أحد زملاء وحدته ورفض دخول أي من الأطباء التابعين لمراكز حقوقية أثناء عملية التشريح لكشف سبب الوفاة بالرغم من تأكيدهم لأعضاء الحركة على موافقتهم بوجود طبيب أثناء ذلك وكذلك عدم منطقية التقرير الصادر بعد عملية التشريح والذي انتهى إلى "يعرف لاحقا"، وأنه في قيد البحث وبالتالي فأن سبب الوفاة ما زال مجهولا وبالرغم من ذلك تم إصدار تصريح بالدفن، كما إن الإمضاء بالتقرير قد جاء باسم "إيمان" فقط بدون وضع الأسم الثلاثي للطبيب وهو ما يعد خرقا واضحا لما هو متبع في مثل هذه الحالات. وأضاف البيان أيضا بأنه قد تم إدخال أحد الأطباء أثناء عملية الغسل للشهيد محمد والذي أخبرهم بوجود كسر في رسغ اليد و6 جروح بالطول في ظهره طول الجرح 10 سم. والشاب هو "محمد عوض مفتاح" - 25 سنة – حاصل على بكالوريوس خدمة اجتماعية ، أحد شباب حركة 6 إبريل، شارك في ثورة 25 يناير منذ اندلاعها، حيث كان له الشرف مع زملائه من قلب ميدان التحرير في الإطاحة برموز النظام البائد ولعب دورا هاما مع حركة 6 إبريل بحوش عيسى في التوعية السياسية وتمنى الشهادة منذ اندلاع الثورة ونالها وهو يؤدي خدمته العسكرية، حيث نزل الخبر كالصاعقة على أسرته وأصدقاؤه الذين يحبون حبا جما، نظرا لدسامة خلقه وابتسامته التي لا تفارق شفتاه أبدا، فهو يتمتع بحب جارف بين أصدقائه وزملائه منذ طفولته حيث أنه من بيت علم، فوالده موجه بالتربية والتعليم بالمعاش ووالدته وكيلة مدرسة الشهيد يحيى زنقير الابتدائية، له شقيقان من الذكور "عمرو وأحمد" واثنان من الإناث ويعملان مدرسات بالتربية والتعليم، لذا فقد هرولوا أصدقاءه حين سماعهم خبر وفاته إلى المستشفى بالإسكندرية ولكنهم فشلوا في إلقاء النظرة الأخيرة إليه، كما لم يتمكنوا المشاركة في الجنازة حيث خرجت به أسرته إلى مسقط رأسه حوش عيسى لدفنه ولكن هناك طالب عدد من أصدقاءه ومحبيبه أسرته بعدم دفنه إلا بعد عرضه على الطب الشرعي ومعرفة أسباب الوفاة إلا انه أسرته رفضت ذلك، وقال والده قبل دفنه أمام الجميع من أمام مسجد المحطة بحوش عيسى : "احتسبت نجلي شهيدا عند الله عز وجل".