كما كل يوم جمعة يخرج السوريون اليوم في تظاهرات جديدة اختاروا لها اسم " جمعة طرد السفراء" للمساهمة أكثر فأكثر في عزل النظام السوري عربياً ودولياً. هذا وتنتهي غداً المهلة التي منحتها الجامعة العربية للنظام السوري للتوقيع على برتوكول بشأن المركز القانوني والتنظيمي لبعثة المراقبين العرب المكلفة حماية المدنيين. وكان أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي أكد أن نص البروتوكول المتعلق بالمراقبين العرب "أرسل الى وزير الخارجية السوري" وليد المعلم، وان 16 منظمة عربية معنية بحقوق الانسان ستشارك في ايفاد مراقبين. وكان وزراء الخارجية العرب هددوا الاربعاء في الرباط بفرض عقوبات اقتصادية على النظام السوري ما لم يوقع خلال ثلاثة ايام بروتوكولا يحدد "الاطار القانوني والتنظيمي" لبعثة المراقبين العرب التي سيتم ارسالها الى سوريا لحماية المدنيين. وامل وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري الخميس بان تتمكن البعثة الانسانية للجامعة العربية من التوجه الى سوريا "في اقرب وقت"، وفق ما نقلت وكالة الانباء المغربية الرسمية. ميدانياً، قال نشطاء محليون إن قوات سورية قصت قريتين في شمال سوريا يوم الخميس وذلك بعد هجوم شنه منشقون عن الجيش على قوات موالية للاسد وذلك في تصعيد لحملة عسكرية لسحق الاحتجاجات وتمرد مسلح وليد. وقال النشطاء ان ثمانية قرويين أصيبوا حينما سقطت قذائف الدبابات والهاون الثقيلة على مدى ثلاث ساعات على قريتي تل منيج ومعرشمشة والزراعات المحيطة بهما. وقال ناشط ذكر ان اسمه الاول رائد "رحلت مئات العائلات. وانقطعت خدمات الكهرباء والانترنت". ولم يمكن التأكد من مصدر مستقل من انباء القصف. وقد حظرت سوريا معظم وسائل الاعلام الاجنبية منذ بدء الاضطرابات. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان القوات نفذت "عملية نوعية" في المنطقة واعتقلت 58 شخصا مطلوبا وصادرت بنادق ومفجرات قنابل. وكانت القوات السورية حتى الان تستخدم في الاغلب الاسلحة الالية الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات في محاولتها اخماد انتفاضة على حكم الاسد مضى عليها ثمانية أشهر. سياسياً، اعتبرت روسيا على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف ان على المجموعة الدولية أن تدعو كل الاطراف في سوريا بما يشمل المعارضة الى وقف العنف، مشيرة الى ان خطة الجامعة العربية حول سوريا يجب ان تكون "واضحة" حول هذه النقطة. واذ حذر لافروف من أن الهجمات التي يشنها المنشقون عن الجيش السوري يمكن ان تؤدي إلى "حرب اهلية"، رفضت الولاياتالمتحدة هذا الامر. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية الخميس ان تصريحات لافروف هي نتيجة "تقييم خاطىء"، معتبرا ان "نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد يخوض حملة عنف وترهيب وقمع ضد متظاهرين ابرياء (...) ولا نرى في ذلك حربا اهلية". وعبرت الصين الخميس عن "قلقها الشديد" ازاء الوضع في سوريا، على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية ليو وايمين. في هذا الوقت، قالت دول اوروبية عدة الخميس انها حصلت على دعم عربي كبير للعمل على استصدار قرار من الاممالمتحدة يدين انتهاكات الحكومة السورية لحقوق الانسان. وقال مسؤولون المان ان دبلوماسيين من المانيا وفرنسا وبريطانيا سيتقدمون بمشروع قرار في اجتماع جمعية حقوق الانسان في الجمعية العامة للامم المتحدة الخميس للتصويت عليه الثلاثاء المقبل. واوضح السفير البريطاني لدى الاممالمتحدة مارك ليال غرانت ان الاردن والمغرب وقطر والسعودية وافقت على المشاركة في رعاية المشروع على ان تنضم دول عربية اخرى الى هذه المبادرة. وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انتقد في وقت سابق الخميس المجموعة الدولية "التي لم تتصد بالحزم الكافي لقمع المعارضة في سوريا"، مؤكدا ان ذلك ما كان ليحصل لو كانت سوريا تنتج مزيدا من النفط. واكد ان سوريا لا تستأثر بالاهتمام الذي استأثرت به ليبيا "لانها لا تمتلك كميات كافية من النفط"، واتهم القوى الكبرى الدولية التي لم يسمها باظهار "شهيتها" لليبيا، لكنها لزمت الصمت حيال "المجازر" في سوريا. من جهته، اكد المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة الخميس في اسطنبول ان السوريين مستعدون لقبول تدخل تركي في سوريا لحماية المدنيين من اعمال العنف التي يرتكبها نظام دمشق. وقال الشقفة في مؤتمر صحافي ان "الشعب السوري سيقبل بتدخل (في سوريا) من تركيا اكثر من الغرب اذا كان الامر يتعلق بحماية المدنيين". وتابع "قد نحتاج لطلب المزيد من تركيا لانها جارة"، بدون ان يوضح طبيعة التدخل الذي تامل الجماعة فيه. وكان مئات من الموالين للنظام السوري تظاهروا امام عدد من البعثات الدبلوماسية المعتمدة في العاصمة السورية احتجاجا على سياسة دولها المناهضة لسياسة الرئيس السوري وقامت بالهجوم على بعضها. ودفع هذا الامر وزارة الداخلية السورية الى اصدار بيان ليل الاربعاء الخميس حذرت فيه من انها "سوف تتخذ الاجراءات القانونية المناسبة بحق (...) كل من يحاول انتهاك حرمة المباني الدبلوماسية او يحاول الدخول او احداث اي ضرر بهذه البعثات". في موازاة ذلك، ذكرت الوكالة السورية الرسمية الخميس ان "خمسة وفود من الصين وروسيا واسبانيا والمانيا وكوبا زاروا مدينة حماة (وسط) اليوم للاطلاع على عدد من المرافق العامة والخاصة التي تعرضت لاعمال التخريب والحرق والسرقة على يد المجموعات الارهابية المسلحة". واضافت الوكالة "كما زار اعضاء هذه الوفود بعض المشافي الخاصة التي زعمت القنوات الفضائية المغرضة انها تعرضت للدمار والهدم من قبل قوات الجيش وشاهدوا أن هذه المشافي لا تزال قائمة ولم تصب باذى".