وسط حضور إعلامي وثقافي غير مسبوق، افتتح د.عماد أبو غازي وزير الثقافة ونظيره التركي أرتوغرول جوناي، ود.أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، صباح السبت 12 نوفمبر، جناح مصر في معرض تركيا الدولي للكتاب في مدينة اسطنبول، حيث تحل مصر ضيف شرف المعرض في دورته الثلاثين والتي تستمر حتي 20 نوفمبر، بمشاركة أكثر من 610 دور نشر من كافة أنحاء العالم. حضر الافتتاح أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، والسفير عبد الرحمن صلاح سفير مصر في تركيا، ووفاء الحديدي قنصل مصر العام في إسطنبول، وحسن عوني موتسلو والي إسطنبول، ووفد ثقافي وأدبي رفيع المستوى، ضم كلا من جمال الغيطاني، وإبراهيم أصلان، ومحمد سلماوي، ود.محمد عفيفي، ود.فيصل يونس، والشاعر أحمد الشهاوي، والكاتبة د.مي خالد. أكد د.أبو غازي في كلمته، التي ألقاها في حفل الافتتاح، الأهمية التي تمثلها دعوة مصر لكي تكون الدولة ضيف شرف معرض اسطنبول الدولي للكتاب، مشيرا إلى دور الثقافة في التواصل بين مصر وتركيا وفي وصول العلاقات بين البلدين إلى مرحلة أكثر رحابة. وقال وزير الثقافة إن المشتركات والعلاقات الثقافية والحضارية بين البلدين هي الأهم والأعمق في هذه العلاقة، مشيرا إلى التأثيرات الثقافية المتبادلة بين شعبي البلدين ووقوع البلدين في إقليم شرق المتوسط، والدور الذي تلعبه كل منهما في هذا الإقليم بسبب الموقع المتميز الذي كان نقمة ونعمة في الوقت نفسه. وأكد أبو غازي عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وفي الوقت الحاضر، وبعد نجاح الثورة المصرية في الإطاحة بالنظام السابق في 25 يناير الماضي، كان الرئيس التركي عبد الله جول أول من زار مصر من رؤساء الدول، في إشارة واضحة إلى ما تمثله مصر لتركيا والعكس، واستكملت تلك الزيارة بزيارة أخرى من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، ثم زيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي دشن مع نظيره المصري مجلس أعلى استراتيجي بين البلدين بهدف تعزيز التنسيق والتعاون بين البلدين العريقين، مشيرا إلى أننا نتطلع إلى تدعيم العلاقات في شتى المجالات بين البلدين، وسوف تكون الثقافة هي المدخل الجيد نحو تعزيز تلك العلاقات. وطالب أبو غازي بإعطاء دفعة لعملية الترجمة بين اللغتين العربية والتركية، من أجل فهم أفضل بين الشعبين اللذين ينتميان إلى ثقافتين عريقتين بينهما الكثير من القواسم المشتركة. وفي كلمته أعلن وزير الثقافة التركي ترحيبه بقرار إدارة المعرض بأن تكون مصر هي ضيف شرف دورته الثلاثين، مشيرا إلى أن ذلك سوف يساهم في إكساب المعرض صفته الدولية لأول مرة. وقال جوناي إن وجود مصر، الدولة ذات الحضارة الضاربة في أعماق التاريخ، يعطينا الأمل في غد ومستقبل أكثر، فلا مجال للتقدم من دون أمل، مشيرا إلى الأهمية التي يمثلها أديب نوبل المصري نجيب محفوظ بالنسبة للأتراك، لذلك، فنحن ندرس إبداعاته لطلاب المدارس. وتعهد وزير الثقافة التركي بتعديل القوانين التركية التي لا زالت تحد من قدرة المبدعين الأتراك. وقال السيد أوغلو مدير المعرض إن مصر تربطنا بها على مدار التاريخ رابطة قوية، وكنا نرقبها حتى جاء اليوم الذي نجح فيه المصريون في ميدان التحرير في تحويل طاقة الأمل التي في قلوبهم إلى واقع ملموس أدى إلى نجاح ثورتهم، ووجودهم اليوم في تركيا يمثل شرفا لنا، ونشكرهم على قبول دعوة الحضور. وقال أوغلو إن المعرض سوف يحتفي احتفاء خاصا بمئوية نجيب محفوظ، لكي نسلط الضوء على إبداعات هذا الأديب العبقري الذي استحق جائزة نوبل عن استحقاق وجدارة. أما د.أحمد مجاهد رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المصرية الرسمية المنظمة للمشاركة المصرية في معرض تركيا الدولي للكتاب، فقال إن عدد دور النشر المصرية المشاركة بلغ 22 دار نشر منها 9 دور مشاركة بأجنحة خاصة بها و13 دارا بكتبها، مشيرا إلى أنه بذلك تكون هذه المشاركة الأكبر من نوعها لدور نشر مقارنة بمعرض تورينو (18 دار نشر)، ولندن (22 دار نشر)، ومعرض جنيف (12 ناشرا). وأضاف أن مصر تكون بذلك أول دولة عربية تحل على معرض تركيا كضيف شرف، مشيرا إلى أن ثورة 25 يناير كانت من بين الأسباب الرئيسية التي دفعت الجانب التركي إلى توجيه الدعوة لمصر، وعزز ذلك التنامي في العلاقات السياسية بين البلدين في الآونة الأخيرة. وعقب افتتاح الجناح المصري، افتتح الوزير التركي معرض صور "سجل يا زمان" الذي يؤرخ لأحداث الصورة، ثم استمع إلى فقرة من إبداعات فرقة النيل للفنون الشعبية بقيادة المخرج عبد الرحمن الشافعي.