القبض على 10 متظاهرين، و إصابة أكثر من 15 آخرين، كانت هي حصيلة الاشتباكات التي وقعت أمس- الجمعة - قرب مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في وزارة الدفاع بمنطقة كوبري القبة، بين قوات الجيش و البلطجية و مؤيدو المجلس العسكري من ناحية، و المتظاهرين من ناحية أخرى، بعد قيام المئات من المتظاهرين المشاركين في جمعة "استرداد الثورة" بالتوجه في مسيرة حاشدة إلى وزارة الدفاع مقر المجلس العسكري عقب انتهاء فعاليات المليونية، لرفض سياسات المجلس العسكري، والمطالبة بتحديد جدول زمني لنقل السلطة في مصر، وردد المتظاهرون هتافات تطالب "بإسقاط حكم العسكر" قائلين: " الشعب يريد إسقاط المشير" و "واحد اثنين.. تسليم السلطة فين" و " سلمية.. سلمية"". و أوضح المتظاهرين خلال الأحداث أنهم لا ينتمون إلى تيار سياسى معين، قائلين: " أن فكرة الخروج بمسيرة من ميدان التحرير إلى وزارة الدفاع كانت بسبب الاعتراض على إدارة المجلس العسكري، و عدم قيامه بتسليم السلطة إلى قوى مدنية كما وعد، نافين أي نية لديهم للإضرار بأحد، مؤكدين على حرصهم على سلمية المسيرة". من جانبها قامت قوات الشرطة العسكرية بغلق كل الشوارع المؤدية لوزارة الدفاع، ما دفع المتظاهرين إلى تنظيم وقفة احتجاجية أسفل كوبري القبة، شارك بها المئات، مما أدى إلى وقوع العديد من الاشتباكات خارج محطة مترو كوبري القبة، القريبة من مقر المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بسبب سماح الجيش للبلطجية والعسكريين بملابس مدنية و أفراد الشرطة العسكرية بالاحتكاك بالمتظاهرين، و مطاردتهم بالعصي لمحاوله إيذائهم، و هو ما أسفر في النهاية عن اقتحام الشرطة العسكرية لمحطة مترو كوبري القبة و اعتقال بعض النشطاء، مما تسبب في تحطم محطة المترو، وتهشم بعض الشبابيك والأبواب نتيجة الرشق بالحجارة من البلطجية. و خلال هذه الاشتباكات قام أحد لواءات الشرطة العسكرية بمطاردة المتظاهرين الذين نظموا المسيرة شاهرا سلاحه في وجوههم، محاولا تهديدهم و إبعادهم عن مبنى الوزارة، إلا أن المتظاهرين قاموا بترديد هتاف "مدنية.. مدنية"، مما أثار اللواء الذي أخذ في سب المتظاهرين وإهانتهم، و قام لواء أخر بالانفعال على المغادرين من محطة المترو و قام بسبهم، و دفعهم بالقوة إلى مغادرة المكان بسرعة. و قد شهدت أحداث كوبري القبة نفس سيناريو أحداث العباسية الذي حدث في شهر يوليو الماضي، عند وصول المتظاهرين بالقرب من مقر وزارة الدفاع ، بعد أن وصلوا إلى كوبري القبة، حيث تصدى لهم بعض أهالي المنطقة، ووقعت اشتباكات بين الطرفين، و قام الأهالي بتحريض الجيش على استخدام العنف مع المتظاهرين لإجبارهم على الابتعاد. الجدير بالذكر أن مسيرة ثانية مؤيدة للجيش كانت قد انطلقت في نفس الوقت نحو مقر المجلس العسكري من ضاحية مصر الجديدة حيث يوجد قصر الرئاسة، مرددين شعارات معارضة للتحرير و لجمعة استرداد الثورة ، قائلين: "يا مشير يا كبير.. يالا إقضي على التحرير" و لكن الشرطة العسكرية حالت دون وصول أي من المسيرتين إلى مقر المجلس العسكري، وقد أدت الأحداث إلى شلل تام في الحركة المرورية بمنطقة حدائق القبة والشوارع المجاورة لها، إلى أن قرر المتظاهرين العودة إلى ميدان التحرير للانضمام المعتصمين داخل الميدان وهو يهتفون "زنجا زنجا دار دار.. و التحرير حيولع نار".