مازال لغز ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بقرية أبوحويلة التابعة لمركز السنطة بالغربية يسيطر علي أهالي القرية، رغم التصريحات المطمئنة للمسئولين واللجنة التي شكلتها النيابة من أساتذة كليتي الهندسة والعلوم بمحافظة طنطا لتبحث هذه الظاهرة الغامضة. وقد ساد الفزع أهالي القرية الذين راحوا يرددون عدداً من التخمينات حول سبب هذه الظاهرة التي تمثلت في ارتفاع درجة حرارة التربة إلي 80 درجة مئوية بشكل مفاجئ، وأرجع بعضهم سببها إلي وجود آثار مدفونة، أو جان، أو غازات بترولية، بينما ردد بعضهم أن السبب يرجع لوجود كابلات كهرباء أرضية. وتقول سميرة أبوحويلة «ربة منزل» وأول من أبلغ عن ارتفاع الحرارة بمنزلها: «شعرت منذ عدة أيام بسخونة شديدة داخل المنزل، وخفنا أن يكون بركاناً، فأبلغت شيخ البلد وحتي الآن لم يطمئنا أحد بعدما أخذوا العينات من البيت». ويشير كرم أبوحويلة محام إلي أن مساحة القرية 550 فداناً منها 10 أفدنة فقط كتلاً سكنية يقطنها 10 آلاف نسمة، وأن تربة القرية تكونت من طمي النيل في القرن ال19، وليس بها أي آثار، كما لم تحدث بها ظواهر غريبة من قبل، موضحاً أن عامل الطلمبات بالقرية أخبر الأهالي أنه يواجه صخرة علي عمق 30 متراً بحجم 6 أمتار، لا يعرف أحد طبيعتها. وأضاف: أحد أعضاء اللجنة الهندسية أبلغني أن هذه الظاهرة حدثت في إحدي قري الصعيد عام 1982، مؤكداً أن رئاسة الجمهورية طلبت من اللجنة تقريراً حول الوضع في «أبوحويلة» عبر الفاكس كل ربع ساعة. كما بدأت أمس اللجنة العلمية المشكلة بقرار من اللواء عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية لمعرفة الأسباب التي أدت إلي ارتفاع درجة حرارة الأرض بأحد المنازل بقرية أبوحويلة مركز السنطة بالغربية منذ الأحد الماضي حيث وصلت درجة الحرارة إلي أكثر من 80 درجة مئوية دون إيجاد تفسير علمي حتي الآن. وأكد الحاج رضا أبوحويلة شيخ القرية أنه تم أمس تركيب المجسات بالأرض بعمق 30 متراً في الحفر داخل المنزل تمهيداً لبدء عمل المتخصصين وأضاف أن درجة الحرارة قد بدأت في الانخفاض تدريجياً. من جانبه أكد الدكتور مصطفي الشيخ وكيل كلية العلوم لشئون البيئة بجامعة طنطا وأحد أعضاء اللجنة المشكلة لبحث أسباب الظاهرة أنه تم أخذ عينات من التربة، وأضاف حتي الآن لا يوجد تفسير علمي واضح لما حدث وأكد أن هناك عدة احتمالات لحدوث ارتفاع حرارة الأرض، منها تخمر البكتيريا في باطن الأرض مما أدي إلي تفاعلها ومن ثم ارتفاع درجة الحرارة مرجحاً وجود سبب آخر لحدوث صواعق كهربائية أدت لحدوث احتباس حراري، وأكد أن كل هذه الاحتمالات غير أكيدة والتحاليل سوف توضح الأسباب الحقيقية. ونفي وكيل كلية العلوم ما تردد حول قرب حدوث بركان بالمنطقة، مشيراً إلي أن منطقة الدلتا في مصر بل والجمهورية بأكملها لا تحتوي علي أي نشاط بركاني.