يبدو أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لديه تعريف للإصلاح مغاير تماما لما يعرفه "نبيل العربي" - أمين عام الجامعة العربية - الذي التقاه في دمشق، أو يعرفه الناس الأسوياء. ففي الوقت الذي كان العربي يتحدث إلى الصحفيين في مطار القاهرة لدى عودته من دمشق عن خطوات للإصلاح في سوريا قال إنه اتفق عليها مع الأسد، مطالبا بضرورة الوقف الفوري للعنف ضد أبناء الشعب السوري، مؤكدا أن "ما سيحدث لاحقا يتوقف على موقف القيادة السورية"، كان النظام الدموي يجيب في نفس اللحظة بلغة القتل التي يجيدها بشدة. حيث واصل النظام حملته العسكرية والأمنية الدموية بلا هوادة، وارتفع على أثرها عدد الشهداء أمس – السبت - إلى 27، في عدة مدن منها حمص وإدلب ودرعا. كان لحمص النصيب الأكبر من دموية الأسد بمقتل 18 شخصا على الأقل، وفق الهيئة العامة للثورة السورية، في حملة شنها الأمن لليوم الرابع على التوالي مدعوما بالجيش، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية. ذكرت الهيئة أيضا أن مروحيات عسكرية حلقت فوق حمص مرات عديدة خلال اليوم، فيما تم قطع الكهرباء عن مدينة تلبسية، في وقت تشهد فيه المدينة انشقاقات واسعة في صفوف الجيش. تتوالى المظاهرات المطالبة برحيل الأسد في عدة مدن سورية، ووتتوالى معها الانشقاقات العسكرية، لكن اللافت في المظاهرات اتساع دائرة المطالبين بحماية دولية للمدنيين، فيما لا تزال صور تعذيب المدنيين العزل على يد الأمن والشبيحة وعناصر من الجيش تتسرب إلى شبكة الانترنت، لتزيد السوريين إصرارا فوق إصراهم على التخلص من هذا النظام بأي طريقة كانت. مدينة داريا بريف دمشق، تدخل اليوم احتجاجا عاما، احتجاجا على مقتل غياث مطر، واسم جديد يضاف إلى قائمة من شهداء الثورة، تلطخ دماؤهم وجه النظام السوري، الشاب الذي يقول أصدقاء له إنه كان من الناشطين الأساسيين في منطقة داريا، عصر أمس السبت، قتلته قوات أمن الأسد بعد أيام من اعتقاله، بل ومثلت بجثته، قبل تسليمه لأهل يوم السبت، بحسب الهيئة العامة للثورة السورية. وفي هذه الأثناء قالت رئيسة الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان "سهير بلحسن" إن الفدرالية بالتعاون مع العديد من المنظمات الحقوقية العربية أعدت تقريرا مفصلا بجرائم نظام الأسد ضد الشعب السوري تحت عنوان "بشار الأسد مجرم ضد الإنسانية". عدد القتلى منذ بداية الثورة منتصف مارس بلغ نحو 2200 على الأقل، وفق تقديرات الأممالمتحدة، لكن المعارض السوري رضوان زيادة قال السبت إن العدد يصل إلى 3000 آلاف، معظمهم من المدنيين منهم 123 منهم تحت سن 18.