الجماعات الإسلامية و الإخوان و السلفيين ليس لديهم تصور للدولة الدينية يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية إن الدولة الدينية خرافة لم تتحقق كثيراً، و حين تتحقق تتحول إلى كوارث و مصر لم تشهد هذه الخرافات ، و لم يكون هناك و جود حقيقي للدولة الدينية في مصر، و الجماعات الإسلامية و الإخوان المسلمين و السلفيين ليس لديهم تصور للدولة الدينية ، و كل ما لديهم هو تطبيق الشريعة و قطع الأيادي و هو شئ مبتذل جداً ، و الشريعة الإسلامية ليست كتالوجاً يجب الالتزام به في جميع المواقف و الأزمات و الثورة أعادت للجيش ما كان يحلم به و لم يستطع أن يفعله . هذا ما قاله الدكتور يوسف زيدان مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية في اللقاء الذي أقيم أمس في ساقية عبد المنعم الصاوي تحت عنوان " خرافة الدولة الدينية " و الذي أثار فيه الباحث و الروائي الحائز على جائزة البوكر عن روايته " عزازيل " مجموعة من القضايا الدينية والسياسية والفكرية المهمة، الوثيقة الصلة بمجريات الأحداث وتطورها في مصر بعد الثورة . قال زيدان أن خرافة الدولة الدينية خرافة لم تتحقق كثيراً ، و مصر لم تشهد هذه الخرافات ، و لم يكون هناك و جود حقيقى للدولة الدينية في مصر ، و حينما تطبق تتحول إلى كوارث ، مثل ما قام به البشير الذي زعم أنه سيقيم مع الترابي جمهورية إسلامية ، فترك نصف السودان كي تتركه أمريكا دون ملاحقة بمذكرة اعتقال ، و كانت هناك تجربة أخرى في القرن الرابع لقطر و البحرين قامو فيها بقتل الحجاج و خلع الحجر الأسود . وأضاف زيدان أن الجماعات الإسلامية لا يوجد لديها تصور لإقامة دولة إسلامية في مصر، و كل ما هو موجود لديهم هو تطبيق الشريعة و قطع الأيادي وهو شئ مبتذل جداً ، و تسائل زيدان عن ما هو التصور للدولة الدينيه لدى جماعات الإخوان المسلمين - كما سماها – أو لدى السلفيين على اختلافهم و خلافهم، و أكد زيدان أن المزج بين الدين و الدنيا على مر العصور كان لأغراض سياسية ، و الشريعة الإسلامية ليست كتالوجاً يجب الالتزام به في جميع المواقف و الأزمات ، بل هي لديها من المرونة في التطبيق ، و العلمانية مفهوم مرتبط بالحقبة الأوروبية و لم يعرف تاريخنا هذا النظام . و أشار زيدان إلى أنه لم يكن هناك واحداً من الخلفاء الراشدون يعتقد بأنه ينطق باسم السماء أو الدين، بل هو حاكم في الأرض تجب الطاعة له ليس باعتباره ناطقاً بإسم الإله بل لأنه حاكم مدني ، لأن التاريخ السياسي للدولة الإسلامية ، لم يعرف نظاماً كان الحكم فيه للرجال الدين ، وقد كان الخليفة قائداً سياسياً في المقام الأول وكانت شئون الحكم والدولة تدار من جهة أهل الاختصاص ، و أبو بكر الصديق قال للناس " لقد وليت عليكم و أنا لست بخيركم فأطيعوني ما أطعت الله فيكم " و عمر بن الخطاب عندما أخطاء قال " كل الناس افقه منك يا عمر " و لم يجمع أحد من الخلفاء بين السلطة الدينية و المدنية . و أوضح زيدان أن الأمويين حكموا لأنهم هم الغالبين على على بن أبى طالب ، و العباسيين حكموا لأنهم تغلبوا على الأمويين ، و الفاطميين لم ينطقوا كلمة و واحدة في الدين ، و كذلك صلاح الدين و المماليك لم يحكموا بإسم الدين . و على صعيد آخر أكد زيدان على أن الشرطة في مصر اكتسبت كراهية الشعب ، و أصبح هناك شبه إجماع على أن الشرطة جهاز فاسد في أغلبه ، و انفجار الثورة اقترن بعيد الشرطة، و أفراد الشرطة الآن منكسرين في داخلهم ، و استغرب من أن تتم محاكمة الرئيس المخلوع مبارك في أكاديمية الشرطة ، و كشف زيدان أن آخر وقت وجدت فيه الشرطة - من وجهة نظرة- كانت سنة 97 لأنه من بعدها أصبح لدينا كيان غريب أخذ سلاح كامل من الجيش إسمه الأمن المركزي لا يدخل إليه أى فرد من حملة المؤهلات المتوسطة ، و الثورة أعادت للجيش ما كان يحلم به، و لم يستطع أن يفعله .