هناك حاجة لتحول كل من تجمعوا في ميدان التحرير إللى أحزاب وحركات سياسية السفير مارك فرانكو أكد السفير مارك فرانكو أن موضوع مقتل الجنود المصريين داخل الحدود المصرية مع اسرائيل كان له تأثيره على العلاقات المصرية الاسرائيلية، مشيرا الى أن هناك جهودا كبيرة يتم بذلها للتهدئة حتى لا يكون لهذا الحادث تأثير مستدام على العلاقات أو على عملية السلام. جاء ذلك خلال حوار سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر مع عدد من الصحفيين والإعلاميين المصريين عقب حفل الإفطار الذي أقامه الليلة الماضية.. وكان يرد بذلك على سؤال حول تأثير حادث مصرع جنود مصريين على الحدود مع اسرائيل على السلام بين البلدين. وردا على سؤال حول ما إذا كان من شأن تجاهل الاتحاد الأوروبى الضغط على إسرائيل بعد الحادث أن يعزز فرص قوى التشدد القومية الدينية والعلمانية فى الانتخابات المصرية القادمة ، أعرب سفير الاتحاد الأوروبى عن أمله فى أن تتمكن المحادثات المصرية الاسرائيلية الحالية من حل الموضوع وتهدئة الأوضاع .. وقال ان هناك لجنة لتقصى الحقائق ستقوم بعملها وعلينا الانتظار لنرى نتائجها . ومن جانب آخر أكد فرانكو، أن الثورة المصرية كانت بدون زعماء أو ايديولجيات وأن من تجمعوا فى ميدان التحرير كانوا يدركون أهدافهم " لكن هناك حاجة الآن لأن يتحولوا إلى أحزاب وحركات سياسية " ليكون لديهم تأثير أكبر فى المجتمع من خلال البرلمان لأن ما حدث فى 25 يناير وما بعدها هو بداية فقط للديمقراطية .. وسقوط مبارك لا يمثل وحده سقوط النظام . واستطرد قائلا إن التحول فى مصر لن يتم فقط بسقوطه بل بإيجاد نظام يحترم الديمقراطية و وتداول السلطة .. وأن يكون الحكم من خلال البرلمان وليس من خلال الادارة وحدها، موضحا أن ديمقراطية الميدان والشارع لا يجب أن يكون لها التأُثير وحدها فى القرارات السياسية لأن مطالب الشعب فى الدول الديمقراطية يتم تجسيدها فى البرلمان المنتخب ديمقراطيا. وأكد أن مصر تحصل الآن على فرصة فريدة لم تكن متاحة منذ أكثر من ستين عاما وهى أن يكون للشعب الحق فى التصويت بحرية ولهذا فمن المهم أن يتم تأمين عقد انتخابات حرة من أجل مجتمع ديمقراطى لديه قدر من الرخاء والتنمية،مشيرا إلى أنه سيكون هناك نجاحات وفشل لكنه يثق فى أن المسألة ستنجح فى النهاية . جاء ذلك خلال خلال الحوار الذى عقده سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة مع عدد من الصحفيين المصريين والأجانب عقب حفل الافطار الذى أقامه الليلة الماضية . وأضاف أنه من المهم كذلك أن تركز الادارة الجديدة على الاستمرار فى خلق أجواء صديقة للاستثمار الأجنبى وتحويل الهدف الأساسى للاستثمار إلى هدف اجتماعى أيضا عن طريق خلق مزيد من فرص العمل، مضيفا أنه مع وجود ديمقراطية ونمو اقتصادى وبرلمان ومساندة للمجتمع المدنى ستتم عملية التحديث والديمقراطية فى مصر وستكلل بنجاح كبير ولكن كل ذلك يتم من داخل المجتمع وليس عن طريق عوامل خارجية. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبى سيساند ذلك التحول الديمقراطى خاصة وأن لديه تصورا جديدا للتعامل مع دول الجنوب، موضحا أنه تم وضع أهداف مختلفة وقد تمت اجتماعات منذ أسبوعين وسيكون هناك اجتماع اليوم أيضا لمزيد من المشاورات. وردا على سؤال عما إذا كان يرى أنه من الأفضل تأجيل الانتخابات البرلمانية فى مصر حتى تستطيع الأحزاب الجديدة الحصول على فرصتها فى المنافسة، قال مارك فرانكو سفير الاتحاد الاوروبى بالقاهرة أنه لا يؤمن بالتأجيل، قائلا إن القرار يرجع إلى المجتمع المصرى ولكن من المفيد أن يتم انتخاب برلمان جديد له شرعية خاصة وأن التأجيل لأشهر قليلة لن يكون ذو فارق كبير .. والمهم هو وجود شرعية وأن يتم انتخاب برلمان شرعى بدلا من الوضع الحالى لأن السلطة الآن فى يد المجلس العسكرى الذى يقوم بعمل جيد ولكن المطلوب أن يكون هناك برلمان منتخب يتمتع بالشرعية . ومن ناحية أخرى قال فرانكو إن موقف الاتحاد الأوروبى لم يتغير بالنسبة لأهمية وجود مراقبة دولية للانتخابات فى مصر، وقال إننا نشعر بأن وجود مراقبين ليس هو الأساس لأن الحكومة المصرية قد أبلغتنا بشكل متكرر أنه سيكون هناك رقابة من جانب القضاء المصري والمعروف بحياديته ونزاهته وسيكون القضاة متواجدين فى المقار الانتخابية . وأضاف أنه من المفيد أن يكون هناك مراقبة دولية للانتخابات من أجل انجاحها غير أن علينا أن نقبل بوجهة النظر المصرية، فإذا كانت مصر ترى أن وجود القضاة ضمانة كافية لنجاح الانتخابات فان الشيىء الوحيد الذى يمكن أن نفعله فى الاتحاد الأوروبى هو أن نقبل ذلك . وأشار إلى أنه ورغم أن موضوع ارسال مراقبين لا يزال مطروحا فإنه يعتقد أن الحكومة المصرية لن تأخذه فى الاعتبار . وأضاف السفير مارك فرانكو أن الربيع العربى سيكون له تأثيره على العالم كله وليس على دول المنطقة وحدها، مشيرا إلى أن العديد من ورش العمل والمؤتمرات التى تعقد حاليا تناقش هذا الموضوع . وأعرب عن تقديره للاعلام المصرى والعربى لدوره المؤثر المميز فى الربيع العربى، وأوضح أن هناك ثلاث ظواهر اثارت دهشته اولها عدم ادراك الانظمة الشمولية أن الحرية والكرامة مطلب انسانى اساسى و لهذا جاء كأحد اهم مطالب الثورة نظرا لكونه مطلب اساسى من المطالب الانسانية التى لا يمكن الاستغناء عنها، مضيفا أن النقطة الثانية تمثلت فى اهمية دور الشباب خاصة فى الفئة العمرية اقل من 25 عاما فنصف الشعب المصرى فى تلك الفئة العمرية والنتيجة أن الشباب هم الذين قادوا الثورة نظرا لأنه لم يكن أمامهم فرصة لبدء حياة كريمة وقاموا بالتحرك الأساسى فى الثورة بعيدا عن الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدنى وهى ظاهرة جديدة جعلت لهذه الثورة دللالات خاصة . وأضاف أن النقطة الثالثة تتعلق بتأثير وسائل الاعلام الالكترونى والتواصل الاجتماعى وهو أمر يختلف عن الايديولوجيا والاحزاب والاعلام، مشيرا إلى أن هذا النموذج سينتشر وسيتم بناؤه على نفس الدلالات التى حدثت فى مصر فقد أصبحت مصر نموذجا لما يحدث فى العالم . ورفض فرانكو التعليق على محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، مشيرا إلى أنه قرار يرجع للمجتمع المصرى وليس لأى طرف أجنبى أن يحدد هذا الأمر. وفيما يخص الانتقادات الموجهة بشأن التمويل الأجنبى لمنظمات مصرية، أكد فرانكو أنه وبالنسبة للاتحاد الأوروبى فإن هذه الأمور تتم بشفافية كبيرة ولدينا خبرات طويلة فى تمويل منظمات المجتمع المدنى، وقد كان هناك بالفعل مشاكل أثناء حكم مبارك فى تسجيل بعض تلك المنظمات ونحن نتعامل مع الجمعيات المسجلة ونبلغ الحكومة بتلك المعونات . وقال إنه لا يعتقد أنه كانت هناك مشكلات فى الماضى أو الحاضر بالنسبة للتمويل الأوروبى لمنظمات حقوق الانسان والمجتمع المدنى وهناك رسالة واضحة من الجانب المصرى بعدم السماح بتمويل الأحزاب السياسية وهو أمر مقبول لأن التمويل الخارجى للأحزاب السياسية أمر مرفوض ونحن نتفهم ذلك بكل تأكيد. وأضاف أنه لا توجد مشاكل مع الحكومة المصرية حول هذه المسألة وربما تكون هناك بعض الاختلافات الصغيرة فى وجهات النظر ونحن نبحثها معا للوصول إلى حلول ونحن لم نسمع حتى ألآن بأن هناك انتقادا أساسيا للاتحاد الأوروبى فيما يخص تمويله لبعض تلك المنظمات. وحول الموقف الأوروبى بالنسبة للسعى لاعلان إقامة الدولة الفلسطينية من خلال الأممالمتحدة الشهر المقبل، أشار فرانكو إلى أنه من المبكر التحدث حول الموقف الأوروبى لأن هناك آراء مختلفة داخل دوله وهناك مناقشات تجرى الآن ونحن نعمل بجد للوصول إلى موقف موحد فى الاتحاد الأوروبى يرضى جميع الأطراف. وحول إمكانية وقف اعمال حلف الناتو فى ليبيا، قال سفير الاتحاد الأوروبى إنه ليس هناك شيىء نهائى بعد، وقد كانت مهمة الناتو هى حماية المدنيين الليبيين وهذا ما عمل الناتو على تطبيقه بكل شفافية، وأعتقد أنه ليس هناك دور للناتو بعد انتهاء العمليات العسكرية وسقوط القذافى وسيطرة المجلس الانتقالى على أرجاء ليبيا.