قرر مجلس حقوق الانسان بالأمم المتحدة، تشكيل لجنة تحقيق لبحث الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة السورية تجاه مواطنيها، وانتهاكها الممنهج لحقوق الإنسان، واستخدام العنف المفرط من قبل قوات الأمن ضد المتظاهرين، وذلك بموافقة 33 دولة من الدول الأعضاء. جاء ذلك عقب الجلسة الاستثنائية التي عقدها المجلس أول أمس –الاثنين- حول الأوضاع فى سوريا، والتي شهدت جدلاً واسعًا بين الحكومات الأعضاء والحكومة السورية، فعلى الرغم من تقرير لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة حول الأوضاع في سوريا، والتي وصفتها المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، بأنها قد تصل إلى حد جرائم ضد الإنسانية، إلا أن الحكومة السورية شككت في مصداقية هذا التقرير وموضوعيته، رافضة اعتبار ما يحدث في سوريا قمع لمظاهرات سلمية من أجل الديمقراطية، وإنما -على حد وصفها- هي معركة بين مجموعة من العصابات المسلحة وبين قوات الأمن التي تضطر لرد عدوان هذه العصابات المسلحة. وقد حرصت العديد من الحكومات العربية وغير العربية على انتقاد تردي الأوضاع في سوريا. وفي السياق نفسه قدم مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان، ومؤسسة هيثم المالح للدفاع عن المدافعين عن حقوق الإنسان، والمركز السوري للعدالة الانتقالية وتمكين الديمقراطية، مداخلة حول أوضاع حقوق الانسان في سوريا، طالبوا فيها بسرعة إنشاء لجنة للتحقيق حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا استنادًا إلي عدد من التقارير التي رصدت جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها الحكومة السورية ضد المواطنين، كما طالبت المداخلة باستكمال أعمال لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، والتي قدمت تقريرها حول الأوضاع في سوريا منذ أسابيع قليلة، تمهيدًا لعرض هذه التقارير والتحقيقات على مجلس الأمن الذي من المقرر أن يحيلها بدوره إلى المحكمة الجنائية الدولية. المداخلة أيضًا أدانت اتجاه بعض الدول مثل روسيا، والصين، وكوبا، والإكوادور، إلى الدفع بعدم اتخاذ قرار لصالح سوريا وتصويتها ضد القرار لحماية القيادة السورية، وطالبت المنظمات الدول المؤيدة للقرار بالدفع في الإتجاه المعاكس حفاظًا على أرواح الأبرياء في سوريا، ولاسيما بعد وفاة أكثر من ألفي مواطن، وانتشار التعذيب الممنهج بما يضاعف من أعداد الضحايا والقتلى، ووقوع العديد من المدن السورية تحت حصار عسكري كامل باستخدام المدفعية الثقيلة من الدبابات والعثور على مقابر جماعية في مدينة درعا.