نفسك تبقي صحفي ناجح، نفسك تكون محاور جيد، عايز تبدأ تعمل تحقيقات صحفية، نفسك تحترف العمل الصحفي نفسك تنضم للسلطة الرابعة، لسه بتدرس ومفيش فرصة إنك تكتب مقالاتك؟.. فرصتك أمامك والعدد محدود، فقط انضم لدورة الصحفي المحترف علي يد الأستاذ شاهر نور الدين - رئيس تحرير جريدة الرأي الحر -، فقط بمبلغ 200 جنيه لتحقق هذه الأحلام. هذا ما أقدم عليه جروب «فرصتك إنك تكون صحفي وتحمل كارنيه الصحافة.. العدد محدود» علي الفيس بوك نفسه ليظهر في ثوب تسويقي جذاب، وهو ما أيده مؤسس الجروب «أحمد» في وصف نفسه بأنه من أول 4 مسوقين محترفين في مصر. هذه المفاجأة دفعتنا لزيارة عالم «الجروبات» المتعلقة بالصحافة والإعلام والصحفيين علي الفيس بوك والتي حملت مجموعة من المفاجآت. فمواصلة لاستغلال الجانب التسويقي، تأسست جروبات «للصحفيين والإعلاميين فقط» و«مبادرة تدريب الصحفيين والإعلاميين.. بادر بتحقيق حلمك» الذي يعد بتوفير فرص عمل لمن يدخل دوراته ذات الأسعار المتميزة والجروبات المتعلقة بالمهنة ومشاكلها كانت لها الغلبة عدديًا مثل «صحفيون بلا حقوق» «صحفيون بلا نقابة» و«صحفيون بلا حقوق.. أجر عادل» و«لا لحبس الصحفيين» و«حركة الصحفيين المستقلين» و«نطالب بحق الصحفيين المصريين في الكويت للانضمام للنقابة المصرية» و«معًا من أجل صحافة حرة»، حيث تهدف هذه الجروبات جمعيها إلي توحيد الصحفيين ضد ظروف العمل القاسية وإدارات الصحف وابتعاد النقابة عن دورها أضافة إلي تحسين أوضاعهم ووضع لائحة أجور وأخري للترقي ومساندة غير النقابيين وغير المعينين ودعم العلاج. المتضررون من عدم الحصول علي فرصة للعمل والكتابة وجدوا ضالتهم في «صحفيين ممنوعين من الكتابة» و« شباب يعشقون الصحافة والإعلام ولكن الواسطة ضدهم» و«صحافة الفيس بوك» والتي توفر فرصة للكتابة وتبادل الأفكار. وفي محاولة للاستقلال عن النقابة والمؤسسات الصحفية، أنشأ جروب «شباب يعشقون الصحافة والإعلام» جوائز لأفضل موهبة شابة وأفضل تحقيق أو عمود صحفي، فيما دعا جروب «صحافة لايت» لانتقاد المجتمع وتثقيف الشباب. وقد وصل طموح بعض هذه المجموعات إلي ضرورة الوجود في انتخابات نقابة الصحفيين، حيث ظهر عدد منها مثل «الصحفيون الشبان» و«نقيب مصر ضياء رشوان» لتأييد «رشوان» ضد مكرم محمد أحمد الذي ظهر لمناصرته جروب يطلق علي نفسه «مكرم نقيبا لكل الصحفيين شبابا وشيوخا وجيل الوسط». قضايا النقابة أيضا كان لها نصيب في هذه الجروبات مثل «عايزين كارنيه نقابة الصحفيين» و«أعضاء نقابة الصحفيين المصريين» و«عايزين حقنا من نقابة الصحفيين» و«جمع توقيعات الصحفيين الإلكترونيين للمطالبة بانضمامهم لنقابة الصحفيين» وهدف هذه الجروبات هو المشاركة في قضايا النقابة وإحداث تغيير حقيقي فيها بما يضمن صحافة نزيهة وحرية التعبير، وأيضا الربط بين النقابة ونقابات وروابط وجمعيات الصحافة، إضافة لمطالبة شباب الصحفيين بالعضوية لتحميهم بعد المرمطة ومسح بلاط صاحبة الجلالة علي حد تعبيرهم. بعض «الجروبات» اتسمت بالطابع الخدمي ممثلا في مجموعات طلاب الصحافة والإعلام، مثل «آداب إعلام حلوان 2010» و«آداب إعلام عين شمس» و«ملخصات المناهج لرابعة إعلام عين شمس» و«تمهيدي ماجستير إعلام القاهرة 2009»، حيث تهدف جميعها لتبادل المعلومات الدارسية، والملخصات والإعلان عن الرحلات، فضلاً عن الحديث بحرية في قضايا الدراسة وأخيرا الشكوي مثل جروب «حرام اللي اتعمل فينا إحنا طلاب الفرقة الثانية صحافة إلكترونية» والذي يشكو فيه طلاب قسم الصحافة الإلكترونية بكلية إعلام القاهرة من إجبارهم بعد مرور الترم الأول علي التوقيع علي إقرارات بالاستمرار لعام آخر وهو ما رضخوا له. في الإطار ذاته لم تغفل «الجروبات» الجانب السياسي، فهناك مجموعتا «قاطعوا صحافة الحزب الوطني» و«قاطعوا الصحف الحكومية» اللتان تدعوان لمقاطعة الصحف القومية التي وصفتها بصحف التضليل بسبب نفاقها النظام وتنفيذها تعليمات الأمن، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل ظهر هناك ربط بين الصحافة والدين ممثلاً في «صحفيون من أجل الإسلام» الذي يسعي للدفاع عن الإسلام ضد الأقلام المسيئة له و«الأقباط في الصحافة المصرية والعالمية» الذي يقدم تقريرا يوميا شاملا عن كل ما يكتب عن الأقباط محليا وعالميا. وشملت العناوين كذلك محاربة الفساد والافتراءات بالصحافة والصحف الصفراء مثل «صحفيون في قفص الاتهام.. ابتزاز، رشاوي، فضائح مالية وأخلاقية» و«القائمة السوداء للصحفيين والإعلاميين» و«الصحافة الصفراء.. لتجميع طرائفها وكشف الأقلام المأجورة» و«دعوة لمقاطعة الصحافة» الذي صمم إهداء لروح هبة ونادين- اللتين قتلتا في حادث الشيخ زايد العام الماضي- احتجاجا علي نشر أخبار مغلوطة عنهما. بدوره علق جمال فهمي - عضو نقابة الصحفيين - ل «الدستور» علي لجوء الصحفيين لبحث مطالبهم وشكواهم عبر الفيس بوك، قائلاً: إنه أمر طبيعي أن يلجأ الصحفيون مثلهم مثل الآخرين للإنترنت، لكونه بلا قيود ولصعوبة تحقيق ذلك من خلال الصحف، مشيرا إلي أن هذه المجموعات لن يكون لها تأثير مثلها مثل أي وسيلة تعبير أخري في المجتمع المصري الآن،. وشرح د. محمود علم الدين - رئيس قسم الصحافة بكلية إعلام القاهرة - رؤيته حول جروبات الصحفيين قائلاً: إنها شكل من أشكال التواصل الإيجابي الذي قد تتحقق أهدافه بفضل انتشار الإنترنت، وكون متخذو القرار أصبحوا علي اتصال به، محذرًا في الوقت ذاته من أن هذه المجموعات علي المدي الطويل تخلق عالمًا افتراضيًا يؤدي إلي وقوع المستخدمين أحمد عبدالرسولفي جزر منعزلة، لافتًا إلي أن تفتيت الجمهور والاهتمامات يؤدي إلي مزيد من الانعزال.