"أنا أخشى من إسرائيل، لأن ما يحدث في سيناء الآن خطر شديد على مصر، و قيام جماعة عددها 6000 شخص بتسليح نفسها و فرض سيطرتها و هيمنتها على منطقة الشيخ زويد و العريش و فرض أحكامها و تعطيل المحاكم المدنية، بالإضافة إلى تصريحات نيتنياهو و مدير المخابرات الحربية الإسرائيلية الذي قال أن لديه أخبار مؤكدة أن مصر لا تستطيع السيطرة على أمنها لا تبشر بالخير، و إسرائيل لديها خطة لعبور الحدود المصرية بدعوى تأمينها" هذا ما قاله اللواء سامح سيف اليزل الخبير الأمني و الاستراتيجي في ندوة " الطامعون في مصر بعد الثورة" التي عقدت أمس في نقابه الصحفيين و أدارتها الحركة الشبابية للاستقرار والتنمية. و أضاف سيف اليزل " عندما تقول إسرائيل أن الأمن في سيناء غير مستتب، و مصر غير قادرة على السيطرة على أمنها، هذا يؤدى إلى وجود خطة إسرائيلية لعبور الحدود المصرية، بدعوى تأمين الحدود، و تقوم باحتلال 7 كيلو من سيناء و تقول هذا شريط حدودي جديد مؤقت لها إلى أن تستعيد مصر أمنها و سيطرتها، و هذا أن حصل سيكون اعتداء على السيادة المصرية، و سيحصل على موافقة و شرعية دولية أشار سيف اليزل إلى أن غزة هي أكثر المناطق ازدحاما في الإقليم و مع استمرار ازدياد تعداد السكان في غزة، لابد من أن يحدث مد، و إسرائيل لا تريد لهذا المد أن يتجه شمالا أو شرقا، بل تريد له أن يتجه جنوبا باتجاه سيناء، لأنها هي المطمع الإسرائيلي للمد الغزاوي، وما حدث في سيناء من الوارد تكراره في بعض المحافظات الأخرى و قال سيف اليزل " أنا أخشى على مصر من الفتنة الطائفية، و البعض يريد إشعال فتنة طائفية، و من السهل إشعالها، و هذه هي المشكلة و يجب أن نواجهها، و نعمل لها ألف حساب، و أطالب بعمل إدارة خاصة لحماية دور العبادة تابعة لوزارة الداخلية، لأنه لو اشتعلت الحرب الأهلية في مصر لقدر الله لن تهدأ، و بالتالي المحرضين علينا من الداخل أو من الخارج من السهل عليهم أن يشعلوا فتيل هذه الأزمة، و الفتنة أن حدثت بشكل عنيف ستكون بأجندات خارجية، و نحن وضعنا في مصر ليس جيد و لدينا انفلات أمني، و أي دولة تريد الشر لمصر، سيكون هذا هو الوقت المثالي لها لعمل أي شئ، و نحن مستهدفون، وهناك تعاون إسرائيلي فلسطيني يستهدف مصر". و استنكر سيف اليزل الإنفلات الأمني في مصر الآن و قال " لا يوجد عذر واحد للداخلية عن التقاعس الأمني في الآداء، و السلاح يباع الآن في الشارع " على عينك يا تاجر " و هناك 8000 سجين هارب في الشارع، و لا يوجد سبب أو عذر يسمح بهذا التقاعس، و أوضح سيف اليزل أنه يخشى على الثورة من ديكتاتورية الديمقراطية، و هي ما تحدث عندما تعتبرني عدوك حينما لا أوافقك الرأي، و من ليس معي فهو ضدي، و هذا أحد الأخطاء الموجهة إلى الثورة، و أنا أخشى على الثورة من ابتعاد الرأي العام عنها، و الرأي العام أصبح منتقدا للثورة، و أنا مع التعبير عن الرأي بالكامل و الإضرابات و التظاهرات و الاعتصامات، حق مكفول للجميع و لكن مفهوم الحرية فيها يجب أن يكون واضح للمجتمع، و ألا تعتدي على حرية الآخرين. و من جانبه أكد الدكتور نادر الفرجاني أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية أن النظم الرجعية العربية، و هي نظم حكم تسلطي بنيتها قائمة و أن اختلاف الشكل على ما كان لدينا في ال 30 سنة الماضية، و السعودية هي رأس هذا المعسكر، و هي نظام حكم تسلطي ديكتاتوري يحكم بأسوأ ما جاء في الإسلام، و هو في الواقع أيضا يرى أمنه مع إسرائيل و أمريكا و يتحالف معهم لأنه يخاف من إيران، و هذا المعسكر يهمه ألا يستقر في هذه المنطقة بعد ثورة مصر و تونس، فكرة أنه يمكن إسقاط نظام حكم ديكتاتوري استبدادي و فكرة أن هناك إمكانية لمحاكمة رأس الحكم الديكتاتوري بعد إسقاطة، و هي لديها إمكانيات مادية تساعد على ترويج أفكارها الرجعية. و قال الفرجاني" أن الثورة المصرية بدأت و لم تكتمل، ولدينا خطر شديد في ألا تكتمل، لأن الغاية كانت إسقاط نظام استبدادي، و ليس إسقاط رأس النظام فقط، و السلطة الانتقالية القائمة متمثله في المجلس العسكري و حكومته، ليست ثورية، و لا تبدو حريصة على الثورة و تعمل بأساليب إصلاحية لنظام فاسد قامت الثورة من أجل إسقاطه ". و أشار الفرجاني إلى أن المجلس العسكري يحكم طبقا للإعلان الدستوري، و يده مطلقه و لا يوجد فرصه لمساءلته و مراجعته فيما يفعل أو الاعتراض علية، و هو ليس سلطة ثورية، و يقدم نفسه كحامي للثورة، و هو ما لم يحدث.