النظام المصري قضى على مصدر رزق البدو ببناء الجدار العازل وهدم الأنفاق توقعات أمريكية بتوترات في مصر بسبب الجدار الفولاذي قالت مجلة «تايم» الأمريكية أمس إن بدو سيناء أصبحوا مشكلة كبيرة للغاية وتحديًا قويًا للحكومة المصرية ولنظام الرئيس مبارك، خاصة مع الظروف الأخيرة التي وضعت الحكومة هؤلاء البدو فيها عندما قطعت عنهم مصدرهم الأساسي للرزق وهو تهريب البضائع إلي قطاع غزة وبالتالي الحصول علي الأموال التي تعينهم علي حياتهم، إضافة إلي استمرارها في تجاهلهم وعدم تقديم أي خدمات لهم. وأكدت المجلة الأمريكية في تقريرها الذي نشرته أمس تحت عنوان «بدو سيناء الغاضبون.. التحدي الجديد للحكومة المصرية» أن البدو توقفوا عن اعتبار أنفسهم مصريين منذ أن أهملتهم الدولة وتعاملت معهم باعتبارهم مجرد قبائل وليسوا كمصريين لهم حقوق كأي مواطن مصري، إضافة إلي عمليات القمع المستمر التي تستعملها ضدهم السلطات الأمنية كلما حدثت أزمة أو اضطراب. وأضافت «تايم» الأمريكية أن ما قد يشعل فتيل الخلاف مجددا بين الحكومة والبدو هو أن البدو في مناطق شمال سيناء كانوا يعتمدون في رزقهم علي الأنفاق التي كانوا يوصلون من خلالها البضائع إلي قطاع غزة، وخاصة خلال العامين الأخيرين اللذين كان القطاع محاصرا خلالهما بشدة، وبالتالي استفاد البدو خلالهما وحققوا مكاسب جيدة، إلا أن الجدار الفولاذي الذي بدأت مصر بناءه للقضاء علي الأنفاق عطل هذا المصدر من مصادر رزق البدو. ونقلت المجلة الأمريكية توقعات المحلل السياسي المصري عمرو حمزاوي بأنه قد تكون هناك اضطرابات وتوترات قريبة بين الحكومة المصرية وبدو سيناء بسبب الجدار الفولاذي الذي يقضي علي أهم موارد الرزق بالنسبة لهؤلاء البدو، وهو ما قد يسفر عن نتائج كارثية، خاصة أن الرئيس مبارك كان قد أعلن أن الهدف من بناء الجدار هو منع أي عمليات إرهابية ضد مصر كتلك التي وقعت في طابا والقاهرة وغيرهما من مدن مصر. وأشار تقرير المجلة الأمريكية إلي أن البدو أصبحوا لا يعتبرون أنفسهم مصريين، حيث إنهم في المباراة الأخيرة بين مصر والجزائر أعلنوا أنهم يشجعون منتخب الجزائر ضد منتخب مصر، والسبب في ذلك أن الحكومة توقفت عن اعتبارهم مصريين بدورها، إلي جانب أن بعض هؤلاء مسلح. وأشارت ال «تايم» أيضا إلي أن أحد البدو ويدعي «أبو داود» - وهو ليس اسمه الحقيقي - كان يحمل سلاحه أمام مراسل الصحيفة، مؤكدا أنه يحمله من أجل «المصريين"، فيما أكد آخرون أنه في حالة حدوث حرب بين مصر وإسرائيل، فإنه ليس من المستبعد أن يحملوا السلاح ضد مصر التي مازال نطامها الحاكم يعاملهم كأنهم غير مصريين ولا يعترف بهم أو بحقوقهم. وأوضحت المجلة الأمريكية أن التوترات الحالية بين الحكومة المصرية والبدو في سيناء لها جذور تاريخية، حيث إنهم متهمون - في كتب الدراسة- بأنهم كانوا علي علاقات مع الإسرائيليين أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، إضافة إلي أن الحكومة اتهمتهم بالتورط في أحداث إرهابية أودت بحياة ما يزيد علي 130 شخصًا في سيناء، وهو ما قامت علي إثره باعتقال 3000 شخص منهم، مازال نحو 1000 منهم قيد الاعتقال. وأضافت أن البدو بسبب الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشونها فإنهم متقاربون بشدة مع الشعب الفلسطيني وحركة حماس التي يعتبرها النظام المصري إرهابية ويحاربها وهو ما جعل مشاعرهم متضاربة ما بين حبهم لحركة حماس وكراهيتهم لنظام مبارك.