في أول حكم تصدره نقابة الصحفيين في قضايا التطبيع النقابي والمهني مع إسرائيل، قضت هيئة التأديب بالنقابة بمعاقبة الدكتورة هالة مصطفي -رئيس تحرير مجلة الديمقراطية-بلفت نظرها لمخالفتها قرار الجمعية العمومية للنقابة بحظر التطبيع لاستقبالها السفير الإسرائيلي بمقر مؤسسة الأهرام، كما حكمت هيئة التأديب علي حسين سراج -نائب رئيس تحرير مجلة أكتوبر- بمنعه من مزاولة المهنة لمدة ثلاثة أشهر. وذلك لاعترافه بزيارة إسرائيل 25 مرة وحضوره حفلات بمنزل السفير الإسرائيلي ومستشاره الإعلامي بدعوي المهنية. وقالت هيئة التأديب التي يرأسها صلاح عبد المقصود -وكيل النقابة- وتضم المستشار محمد الدمرداش -نائب رئيس مجلس الدولة- وجلال دويدار ممثلاً عن المجلس الأعلي للصحافة، بالإضافة إلي جمال فهمي وهاني عمارة عضوي المجلس وعبد المحسن سلامة ممثل الادعاء ووكيل النقابة، في حيثيات حكمها إن رئيس تحرير مجلة الديمقراطية لم تنكر استقبال السفير الإسرائيلي وبررت لقاءها بأن هدفه بحث عقد ندوة حول مبادرة أوباما للسلام في الشرق الأوسط يحضرها باحثون من كل جهة، كما أنها طرحت أسماء عدد من الصحفيين قابلوا السفير الإسرائيلي وعقدوا لقاءات معه وهم الدكتور عبد المنعم سعيد وجمال عبد الجواد ومحمد عبد السلام وحازم عبد الرحمن وطارق حسن. وأكدت في النهاية التزامها بقرارات الجمعية العمومية بحظر التطبيع. أما بالنسبة لحسين سراج فأكدت اللجنة أنه أقر باستقباله وحضوره حفلات استقبال بمنزل المستشار الإعلامي للسفارة الإسرائيلية ولقائه رجال أعمال إسرائيليين، بل إنه أفصح عن اعتزازه بعلاقاته مع بعض الإسرائيليين، الأمر الذي اعتبرته الهيئة مخالفة وخروجاً صارخاً علي قرارات الجمعية العمومية وثبوتًا للذنب التأديبي. وفي أول رد فعل علي الحكم أكد حسين سراج أنه سوف يلجأ للقضاء الإداري للحصول علي حقه، مؤكداً أن هناك سوء فهم كبير لدي النقابة في الفرق بين العمل المهني والتطبيع، وتابع سراج: إنه محرر شئون إسرائيلية ويزور إسرائيل منذ عام 1980 وفي كل مرة يكتب زيارته ويقول فيها رأيه انطلاقًا من ضرورة معرفة العدو وطرق تفكيره، كما أكد سراج أنه مستمر في عمله ولن يتوقف عن الكتابة إطلاقًا وسوف يستأنف علي الحكم الصادر ضده. من ناحيته، قال المستشار محمد الدمرداش -نائب رئيس مجلس الدولة- إن الحكم الصادر عن هيئة التأديب حكم ابتدائي ويجوز الطعن عليه أمام هيئة التأديب الاستئنافية في محكمة استئناف القاهرة وأكد الدمرداش أن مخالفة نائب رئيس تحرير أكتوير الحكم الصادر ضده وممارسة عمله الصحفي أثناء فترة العقوبة معناه جريمة تأديبية أخري يحال بها للتأديب حتي لو تقدم للاستئناف علي الحكم. فيما قال صلاح عبد المقصود - رئيس هيئة التأديب- إن الحكم الصادر هو أول حكم تصدره النقابة في قضايا التطبيع، لذا رأت الهيئة أن تميل إلي التحقيق فيه مشدداً علي أن النقابة من الآن فصاعدًا تتوعد بملاحقة المطبعيين مع الكيان الصهيوني. من ناحية أخري، أعلن جمال عبد الرحيم -عضو مجلس النقابة- أنه قدم مذكرة للمجلس يطالب فيها بتحويل حسين سراج ويحيي غانم «الأهرام» وحسام العايدي «الجماهير» للتحقيق النقابي لمخالفتهم قرار الجمعية العمومية وحضورهم المؤتمر الصحفي الذي عقده السفير الإسرائيلي بمنزله الأسبوع الماضي، مؤكداً أن المجلس سوف يصدر قراراً في اجتماعه 15 فبراير بتحويلهم للتحقيق. إلي ذلك قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: بالرغم من مرور ثلاثين عامًا علي معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل فإن القاهرة مازالت تفرض عقوبات علي الصحفيين لاتصالهم بإسرائيل. ووصف يديعوت ردود الفعل المصرية ب «القاسية» وأنها أثارت استياء في إسرائيل وأن مسئولين بالسفارة الإسرائيلية في القاهرة أعربوا عن أسفهم وعن خيبة أملهم من تلك الإجراءات وقالت الصحيفة إنه بالرغم من كون مصر دولة ديمقراطية فإنها تحتل المرتبة 143 من أصل 175 دولة، وفقاً لترتيب منظمة «مراسلون بلا حدود» موضحة أن القاهرة تأتي بعد تل أبيب بفارق 50 دولة.