جاء رمضان بإفطار الأسد على دماء شعبه وصيام العرب عن الاحساس والحركة، فالأغلب أنهم قد استحلوا رؤية الدماء السورية تغرق نشرات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي في مشاهد قليلة من جرم كبير لم يصل منه سوى ما استطاع بعض المدنيين نقله للعالم. ورغم ذلك لم تفلح أنباء المذابح والاعتقال إلا فى اثارة بعض المواطنون العرب دون حكوماتهم حتى مجلس الأمن مازال يتشاور وكأن "قتل امرء فى غابة، مسألة لا تغتفر وقتل شعب آمن، مسأله فيها نظر". قوات الأمن السورية واصلت أمس قصفها لحماة ومهاجمتها لمناطق شهدت مسيرات احتجاجية بعد صلاة التراويح حيث قامت بقتل ستة مدنيين على الأقل بضاحية عربين بدمشق بعدما تجمعت سيارات مكشوفة لقوات الأمن حاملة للرشاشات واطلقت النار على الأحياء كما هاجمت الدبابات بلدة الزيدانى الحدود مع لبنان مخلفةً عدد من المصابين و24 مدنياً قتلوا برصاص القوات العسكرية والشبيحة فى عدة مدن وفقاً لما قاله المرصد السورى لحقوق الانسان. فى المقابل، عبر مواطنون عرب عن غضبهم لما يحدث فى سوريا، حيث شهدت السفارة السورية فى القاهرة وقفة احتجاجية أمامها للتضامن مع حماة فيما اقتصر رد الفعل المصرى الرسمى على تصريح نادر لوزير الخارجية محمد كامل عمرو نقلته وكالة انباء الشرق الاوسط قال فيه أن مصر تشعر بالانزعاج الشديد تجاه مستوى العنف وعدد الضحايا كما أذاعت الوكالة بياناً للأمين العام للجامعة العربية دعى فيه الدول العربية للاستجابة للمطالب المشروعة لشعوبها والالتزام بحقوق الانسان دون ذكر سوريا بالاسم. وعلى الصعيد الدولي، كان من المتوقع أن تلتقى وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس بنشطاء سياسيين سوريين مغتربين، بينما تسعى واشنطن لبلورة رد مؤثر على حملة العنف السورية، كما قرر المجلس استئناف مشاوراته أمس بعدما انهى اجتماع مغلق أمس الأول دون التوصل لإجراء. الدبلوماسيون ذكروا أن قوى أوروبية أحيت مسودة قرار للمجلس يدين سوريا بخصوص القمع الدموي للمحتجين؛ لكن مبعوثين اختلفوا بشأن هل ينبغي ان يتبنى المجلس مشروع القرار الذي يسانده الغرب او يتفاوض على بيان أقل الزاماً والى الأن يقف عاجزاً عن أى تحرك عملي بشأن سوريا . أما ايطاليا فقد قامت باستدعاء سفيرها بدمشق كما أنها دعت باقى دول الاتحاد الاوروبى – الى وسعت العقوبات المفروضة على نظام الأسد- لاستدعاء سفرائها بدمشق.