الجيش اقتحم الميدان ".. فجأة وفي منتصف نهار أول أيام شهر رمضان ، بنفس طريقة العنف التي اعتاد عليها الثوار أيام مبارك ولم تتغير كثيرا في عهد المجلس العسكري ليفض اعتصام أهالي الشهداء بميدان التحرير بالقوة ويقوم باعتقال عدد منهم ومنع الصحفيين والمصورين. "فض الاعتصام بالقوة معناه توجيه رسالة للناس لتعود من جديد للميدان" هكذا أكد سامح عاشور – رئيس الحزب الناصري – مدينا بشدة استخدام الجيش للعنف وإصراره على فض الاعتصام بالقوة مؤكدا أن الاعتصام حق مكفول مضيفا أن المجلس العسكري يعتبر نفسه الحكومة والدولة ورئيس الجمهورية ويتصرف على هذا الأساس ولا يختلف في أسلوبه عن النظام السابق فيستخدم العنف ويرفض الإعتصام حتى في الحوار يستمع ثم يقرر من طرف واحد ، مشيرا إلى أن الأعداد انخفضت بالاعتصام وكان من الممكن أن ينسحب الباقيين في الميدان من تلقاء أنفسهم لو كان الجيش صبر 24 ساعة. وقال وحيد عبد المجيد- الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية-انه لم بكن هناك ضرورة للاعتصام من البداية منذ يوم 8 يوليو معبرا عن حزنه الشديد لهذا المشهد وفض الاعتصام في اول يوم رمضان و بهذا العنف . وأضاف عبد المجيد ان هذا المشهد المؤلم والمحزن هو نتيجة لأخطاء كثير من الأطراف مضيفا أن المشكلة الاساسية هي أن هذا المشهد هو اعلان عن فشل المرحلة الانتقالية و نتيجة لتراكمات ومقدمات خلال الأشهر الماضية حيث ان من يديرون المرحلة الانتقالية لا يدركون ان رفضهم لحل المجالس المحلية وإجراء انتخابات جديدة بها و رفضهم لاجراء انتخابات عمداء الكليات هو اعلان عن اصرارهم ان يتركوا البلد فى فراغ سياسى مما جعل الوسيلة الوحيدة امام الناس هى النزول للشارع مشيرا الى انه على من يديرون البلد تحمل ذلك . ويرى عبد المجيد ان المسؤلية التاريخية والوطنية تقتضي إعلان ان إدارة المرحلة الانتقالية التى تمر بها البلد قد فشلت كما طالب بفتح باب الترشيح للانتخابات البرلمانية خلال أيام خاصة بعد إصدار قانون تقسيم الدوائر وإجراء الانتخابات بعد رمضان او خلال النصف الثاني من شهر سبتمبر على الأكثر ويتم تسليم السلطة بالكامل إلى البرلمان المنتخب ليشكل حكومة تتعدى هذه المرحلة وتضع مشروع الدستور بالإضافة الى انتخاب رئيسا في أسرع وقت ممكن . وأكد على ضرورة تسليم السلطة إلى برلمان منتخب. بينما أدان باسم كامل –عضو ائتلاف شباب الثورة والقيادي بالحزب المصري الديمقراطي- تعامل الجيش والأمن المركزي بنفس المنطق القديم من العنف مع أسر الشهداء المتواجدين بالميدان ،وأضاف كامل أن السياسيون تعودوا علي قمع النظام لهم لكن أسر الشهداء لم يعتادوه وليسوا بلطجية حتي يتلقوا هذه المعاملة فالجيش في بيانته يعظم الشهداء و علي أرض الواقع يعذبهم ويعتقلهم! لافتا إلي عدم صواب طريقة الجيش في انهاء الاعتصام والأولي برجال القوات المسلحة أن يتناقشوا المعتصمين في مخاوفهم والتوصل لتفاهم بدلا من استخدام القوة فالأهالي خائفون من العودة لمنازلهم بسبب مضايقات ضباط الشرطة المهتمين بقتل الثوار لهم للتراجع عن اتهاماتهم، إذا يري كامل أنه لو وفر لهم الجيش الحماية فهم علي استعداد للعودة لبيوتهم ،مشيرا إلي اجتماع شباب الائتلاف اليوم لاتخاذ موقف مما حدث وكيفية الرد عليه. عبد العزيز الحسيني –عضو اللجنة التنسيقية لحزب الكرامة- قال أن الاعتصام افتقد لتعاطف الناس وخاصة بعد إغلاق حركة المرور بالميدان رغم عدم وجود عذر لذلك وهو ما استفز الرأي العام ومن هنا تأتي الخطوة وهو أنه مادام قد سقط الغطاء الشعبي المؤييد للاعتصام فالسلطة عندها قد تأخذ أي خطوة للتصدي له دون أن يعارضها أحد ، مضيفا انه لو كانت الناس متعاطفة مع الاعتصام كنا سنرى الميدان يمتلأ بأضعاف أعداد المعتصمين الذين تم إخلاء الميدان منهم مشددا علي آلا يحال من تم اعتقالهم لمحاكم عسكرية.