أبوقرقاص والتي تحتل المركز الأول من بين مراكز المنيا التسعة في حوادثها الطائفية على مدى العشرين عاما الماضية والتي أصيبت اليوم بحادث مروع في مسلسل لايكاد ينتهي خاصة مع اختلاط ماهو ثأري بما هو شخصي بما هو طائفي في مركز يزيد عدده عن المليون وتنتشر بة كافة أنواع الأسلحة وتزدهر به تجارة الدم والموت. ومابين أحداث أبوقرقاص الأولى والتي جرت وقائعها فى مارس 1990نتيجة شائعة عن شبكة دعارة للمسلمات يديرها قبطي وأسفرت عن اشتباكات وحرق منازل وقتيلين وعدة جرحى ومابين حادث الجمعة 29يوليو 2011 دم كثير جرى من دماء أبناء هذه المدينة. وبالعودة لحادث اليوم والذي وقع عند قرية الأقسام الواقعة غرب قرية سفاى 5كيلو جنوب مدينة أبوقرقاص عندما استهدف مسلحون مجهولون معلومون سيارة كانت تقل خمسة أقباط عائدة من عرس بقرية زعفرانة منتصف ليل الخميس وأمطروا السيارة بوابل من الطلقات فسقط قتيلين هما نبيل إسحاق إبراهيم ورامز وديع حكيم. بينما أصيب كل من سامي وديع حكيم وحنا حكيم حنا والأخير هو المستهدف من عملية إطلاق النار حسبما صرح لنا اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا والذى أرجع سبب الحادث لخصومة ثأرية بين عائلتي حنا وبو طالب مؤكدا أن جذور الخلاف تعود لسنة 2006عندما قتل شاب قبطي على يد العائلة المسلمة يدعى صموئيل فرج الله شفيق وأنه تعددت وقائع الاستهداف المتبادلة بين العائلتين. وكان آخرها ماحدث اليوم الخطير فى الأمر أن مدينة أبوقرقاص شهدت على مدى الشهور الأربعة الماضية عدة حوادث مماثلة أبرزها حادث المطب والذى راح ضحيته ثلاثة من المسلمين وأصيب 12 آخرون على خلفية قيام محامي قبطي يدعى علاء رضا رشدى صلاح الدين بعمل مطب صناعى أمام منزله ترتب عليه وقوع مشاجرة بين الأقباط والمسلمين فى قرية أبوقرقاص البلد وما أعقب ذلك من حرق منازل وإتلاف مزروعات والذى أدى لحظر تجول فرضته القوات المسلحة والشرطة. ولم تمر شهورعلى حادث أبوقرقاص البلد الذى جرت وقائعة فى أبريل الماضي حتى وقع حادث قتل لم يكشف النقاب عن مرتكبيه حتى الآن عندما استهدف مجهولون شابا قبطيا يدعى زكى صموئيل فرج 25سنة من قرية نزلة رومان ذات الغالبية القبطية أثناء عودة الشاب من حقله يوم الثلاثاء12يوليو الجاري فسقط قتيلا وأصيب شخصان آخران وهرب الجناة. وفى عام 2009شهدت قرية نزلة رومان أيضا صدامات بين المسلمين والأقباط أدت إلى إصابة 6من الجانبين وفى الوقت الذى استنكرت فيه الكنيسة الأرثوذكسية بأبوقرقاص تكرار مثل هذه الحوادث والاستهداف المتكرر للأقباط حاولنا أن نحصل على إجابات على أسئلة كثيرة حول الدوافع والأسباب لهذه الحوادث حيث قال لنا أمير فهمي عبد العزيز القيادي بحزب التجمع بأبوقرقاص أن الفراغ الأمني الذي أعقب الثورة وانتشار الأسلحة بشكل غير مسبوق ساعد على انتشار هذه الحوادث بشكل كبير وأن الحل يكمن فى جمع الأسلحة من قبل الدولة بأية وسيلة لأن أبوقرقاص تعيش خطرا حقيقيا ونخشى من تفجر الأوضاع فى أية لحظة. ويطالب أمير فهمى بتشديد القبضة الأمنية واعتقال الخارجين عن القانون بشكل حاسم وحازم، اللواء ممدوح مقلد مدير أمن المنيا قال أن الأمن يبذل قصارى جهده لوأد الفتن في مهدها لكن الجهود الأمنية وحدها لا تكفي وأنهم يستعينون بقيادات كنسية وشعبية لعمل مصالحات خشية تفجر المواقف مؤكدا أن الجناة فى حادث اليوم سيلقى القبض عليهم ويقدمون لعدالة وأضاف أن هناك تراكمات من السنوات السابقة أدت إلى وجود مناخ محتقن وأن الأمر يتطلب بعض الوقت لعودة الأمور لنصابها.