زر عينيه، وقال لخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس: «ما بقيتوش تحبونا زي الأول.. بقيتوا تحبوا إيران وسوريا»!! كان خالد مشعل محترما ومنطقيا وهو يخاطب عمرو أديب بتلطف وكأنه يحدث حفيده الأصغر، مجيبا عن أسئلة منها: «طب إسرائيل ليه بطلوا يقتلوك؟» بعد مشاهدة نكبة القاهرة اليوم، تابعت المؤتمر الصحفي الذي عقده الزهار، واقعا في عرض مصر، مؤكدا أن إسرائيل هي الخطر الحقيقي علي مصر وليست حماس! لست بصدد تقييم حماس، فقط أريد أن أعرف ما هذا الذي يلوث حماس أكثر من بقية الأنظمة العربية التي نتعامل معها؟ (أقصد القلة التي لم نتشاجر معها بعد كرامة لأموالهم) ما الذي يجعل حماس أسوأ من النظام المصري نفسه؟ أسأل سؤالا علي نن عيني: لماذا حماس أسوأ من إسرائيل التي نعيش معها شهر عسل باعتراف نتنياهو؟ نتنياهو، الذي توترت علاقته بأكثر الأنظمة العربية ارتماء في أحضان إسرائيل عبر تاريخها (النظام الأردني دون ذكر أسماء). نتنياهو الذي هدد وزير خارجيته بضرب السد العالي وتوعده وزير خارجيتنا بأنه حين يراه سيضع يده في جيوبه؟! (يامي.. أكيد ليبرمان ارتجف خوفا). لنفترض أن الشهيد أحمد شعبان قتل بأيدٍ حمساوية (لم يقدم أي من الطرفين، مصر أو حماس، دليلا علي ادعاءاته بشأن استشهاد الجندي المصري)، فلماذا دمه أغلي من دماء العشرات من حرس الحدود والمدنيين الذين قتلتهم إسرائيل في العامين الماضيين فقط؟ وما تعدش منذ اتفاقية السلام. ولماذا لم تقيم حماس الدنيا وتقعدها لقتلنا أحد أعضائها تعذيبا مثلما نفعل نحن الآن؟ لماذا أصبحنا رحماء علي الأعداء أشداء بيننا؟ إسرائيل هي أكثر من يسكعنا علي قفانا علي مستوي العالم، بينما حماس هي الوحيدة في العالم أجمع التي تتودد لمصر تودد قيس لليلي، وذلك لاحتياجها إلينا، والمثل المصري يقول: «الندل لما يحتكم يقدر ولا يعفيش». حماس فصيل مقاوم، ما يريده هو السلاح والدعم اللوجيستي. تقول القيادة المصرية: «وأنا مالي هه، ياما أكلناكوا وبعتنا كراريس وأقلام جاف ورصاص، وأساتيك من الكبيرة أم ريحة، وبرايات من أم عينين مش عين واحدة، وحامية إيه؟ تدبح، طلقني طلقني طلقني». النظام المصري استكفي بمساعدات عمرها أكثر من أربعين عاما. حسنا، غيره علي أتم الاستعداد للمساعدة، فإذا بالنظام المصري يقول: «يا خاين.. طلقتني؟» مصر ترفض تمرير السلاح لحماس وتعيرهم إما بأن صواريخهم ضعيفة وتسببت في العدوان علي غزة، أو أنهم توقفوا عن إطلاق الصواريخ! ترفض مصر مساعدتهم وتغضب لقبولهم مساعدة الآخرين (إيران وسوريا، دون ذكر أسماء أيضا، بدعوي أن هذه المساعدات ستمكن البلدين من إملاء شروطهما علي حماس! وماذا عن المساعدات الأمريكية التي نقبلها منذ عقود؟ من يتحدث عن التبعية؟ الشخص ده موجود هنا؟)، مصر الدولة ترفض وجود «إمارة إسلامية» علي حدودها وتقبّل دولة يهودية عنصرية من شفتيها، أناس عرب، أو علي الأقل بشر، يسترضوننا ونحن نلكزهم في صدورهم بأقدامنا ونستجدي إسرائيل لتمرر وزير ثقافتنا إلي اليونسكو (وبالطبع وعدتنا وسكعتنا علي قفانا كالعادة). لا أخوّن أحدا، أريد تفسيرا منطقيا، الشك ح يقتلني.