فيما يبدو أنها ليست فقط عبارة أو تصريحاً مشابهاً لمقولة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر «أنا الدولة»، وهي المقولة التي نسمعها من أي رئيس ديكتاتوري، صرح الرئيس الفنزويلي المعروف دائما بتصريحاته الغريبة والجريئة بأنه «الشعب»، ولم يكتف بذلك بل طالب الفنزويليين ككل أنصاراً ومعارضة بإعلان الولاء المطلق لقيادته، فيما أكدت المعارضة أن عام 2010 سيكون «سنة التغيير» في البلاد، قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر المقبل. جاءت تلك التصريحات التي لن تكون غريبة علي رئيس قام بإجراء تعديل دستوري ليصبح رئيساً لفترة ثالثة باستفتاء شعبي، خلال مظاهرات ضخمة نظمها أنصاره في مواجهة مظاهرات المعارضة في العاصمة كراكاس السبت الماضي، وفيما اعتبر أنصار الرئيس الفنزويلي أن الديمقراطية تتعزز في البلاد، ندد أنصار المعارضة بتقييد الحريات، متهمين تشافيز بالمسئولية عن ارتفاع معدل الجرائم وتقنين المياه والكهرباء لمواجهة أزمة الطاقة وخفض قيمة العملة، خصوصا مع بلوغ التضخم نسبة 25% عام 2009. تشافيز قال أمام أنصاره: «أريد ولاء مطلقا لقيادتي، لست فرداً واحداً، أنا الشعب، وواجبي أن أطالب بالاحترام للشعب»، وأضاف متوجها إلي الحشد : «إذا كنتم تحبون أرض الآباء، انضموا إلي تشافيز»، طالبا أصواتهم لتجديد سيطرة الحزب الحاكم علي مجلسي البرلمان في الانتخابات المقبلة، وتابع: «مرة أخري علينا أن نكسب الغالبية في المجلس الوطني، ونواصل بناء دولتنا الاشتراكية»، وتظهر استطلاعات الرأي أن شعبية تشافيز الذي أنتخب رئيسا عام 1999، انخفضت إلي ما دون ال 50%. لم يكتف تشافيز بذلك، بل قام مؤخرا بتعيين اثنين من المقربين منه في منصبي وزير الدفاع ونائب الرئيس، فيما تشهد البلاد موجة من التمرد ضد قرار السلطات الفنزويلية بمنع بث قناة تليفزيونية تابعة للمعارضة. تشافيز قام بعدة خطوات مؤيدة للقضايا العربية، إذ أعلن نية بلاده فتح سفارة لها في الأراضي الفلسطينية، وقرر إعطاء الطلاب الفلسطينيين عددا من المنح للدراسة في بلاده، وأكد تشافيز مواصلة النضال مع الشعب الفلسطيني ضد ما وصفه بالإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل وقام بقطع علاقات بلاده الدبلوماسية معها أثناء عمليتها العسكرية الأخيرة ضد قطاع غزة في يناير من العام الماضي. يعرف تشافيز بميوله الثورية خاصة ضد الولاياتالمتحدة التي لا يتردد في الهجوم علي سياساتها أو يصفها بالاستعمارية، ويعد من المؤيدين لامتلاك إيران برنامجا نوويا، ولديه علاقات متميزة مع كل أعداء الولاياتالمتحدة، وأهمها بوليفيا، روسيا، إيران وكوبا، وهو حليف أساسي للرئيس الكوبي فيدل كاسترو، ومناهض للعولمة ويدعو لضرورة وجود عدة أقطاب في العالم، ويحظي تشافيز باحترام بين دول أمريكا الجنوبية و أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك». أسس تشافيز عام 1997 حزبا باسم «حركة الجمهورية الخامسة» حظي بمساندة اليساريين والطبقات الفقيرة، وقد أعلن عن برنامج يركز علي مقاومة الفقر والرشوة وقام بتعديل دستوري في ديسمبر 1999 وانتخب بعده في 2000 لمدة ست سنوات. قامت ضد تشافيز محاولة انقلابية في 11 أبريل 2002 نظمتها بعض الأوساط العسكرية والمالية والنقابية بمباركة الكنيسة، وقد وجهت أصابع الاتهام في الانقلاب إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية التي نفت أن يكون لها ضلع فيه. فاز بفترة رئاسية ثانية لمدة ست سنوات أخري، وذلك بنسبة 35.61% من أصوات الناخبين، وعلي إثر فوزه بالانتخابات أخذ ثقة البرلمان لتحويل الدولة إلي دولة اشتراكية، وأدي القسم علي أن يحول فنزويلا إلي دولة اشتراكية علي أسس الماركسية - اللينينية، وغير اسم الدولة من الجمهورية الفنزويلية البوليفارية إلي الجمهورية الفنزويلية الاشتراكية.