"غريق يبحث عن طوق نجاة".. كان هذا هو تفسير قيادات بحزب الوفد للزيارة التي قام بها الدكتور سيد البدوي رئيس الحزب للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين بحثا منه عن تحالف انتخابي قد ينقذ حزبه من هزيمة في الانتخابات البرلمانية القادمة في ظل تراجع اسهم الحزب مؤخرا. خرج البدوي من اللقاء مبتسما ويتحدث عن تنسيق وتحالف قد يجمع الوفد مع جماعة الاخوان في الانتخابات البرلمانية القادمة ، ولكن قيادات الهيئة العليا في الحزب تؤكد أنه نسي انه لا يمكن لأحد الاستئثار بالقرار بمفرده في الوفد خاصة اذا كان القرار يتعلق بتحالفات انتخابية وائتلافات حاكمة. شريف طاهر-عضو الهيئة العليا للوفد – أكد أن هذا القرار لا يمكن أن يكون قرارا فرديا لرئيس الحزب ولا حتي للمكتب التنفيذي الذي شكله كما يريد ولكنه قرار الهيئة العليا بالكامل وهي التي لها صلاحيات تحديد التحالفات التي بها مصلحة الحزب مع التمسك بالثوابت الوفدية. واضاف طاهر أنه مما لا شك فيه ان الاخوان سيكونوا في البرلمان ، وكذلك سيكون للوفد اعضاء في البرلمان شاء الاخوان او رفضوا ولكن في النهاية عندما يخرج رئيس الوفد او غيره ليتحدث عن تصريحات بدون الرجوع للهيئة العليا للحزب فهو رأي فردي لرئيس الحزب ولا يعبر عن رأي الوفد. واتفق معه خليل العوامي – المتحدث باسم وفديو 27 مايو – مشيرا إلي أن البدوي اعتاد علي اصدار تصريحات واتخاذ قرارات فردية دون الرجوع للوفديين منذ تولي مهمة رئاسة الحزب وهو امر لا يعرف الوفد طوال تاريخه.
وأكد العوامي أن البدوي قال منذ عدة اسابيع انه سيتحالف مع جماعة الاخوان ثم خرج القيادي الاخواني عصام العريان ينفي وجود اي اتفاق بين الوفد والاخوان علي التحالف وهو ما تسبب في حرج شديد لحزب الوفد وكأننا نستجدي التحالف مع الاخوان ورغم ذلك فوجئنا برئيس الوفد يذهب الي مكتب الارشاد دون اي مراعاة لشعور الوفديين ، ولكن يجب ان يدرك البدوي جيدا أن قرار التحالف مع الاخوان هو قرار الوفديين جميعا وليس قرارا لرئيس الوفد او الهيئة العليا وذلك حتي لا تتكرر مأساة التحالف معهم عام 1984 والتي تسببت في خسارة كبيرة للوفد "بخروج رموز كبيرة من الحزب مثل فرج فودة وكثيرا من الأقباط الذين فقدوا الثقة في الحزب بعد التحالف مع جماعة الاخوان".