في هذا العام لم يحتفل الكاتب الكبير أنيس منصور بعيد ميلاده السادس والثمانين بطريقة تقليدية تضاء فيها الشموع علي تورتة كبيرة، ولم ينتظر أن يقدم له قراؤه ومحبوه الهدايا بهذه المناسبة، وإنما قرر هو أن يحتفل معهم، وأن يقدم لهم الهدايا، فكان أن أصدر لهم في معرض الكتاب ستة كتب جديدة دفعة واحدة. الكتب الخمسة الأولي تصدرها دار نهضة مصر، يتصدرها الجزء الثاني من كتاب أنيس منصور الشهير «قالوا»، هو ذلك الكتاب الذي جمع فيه مئات الأقوال المأثورة من كل أنحاء الدنيا في كل مجالات الحياة، وهو الكتاب الذي كان رفيقا حقيقيا لآلاف القراء طوال سنوات فائتة. أما باقي كتب نهضة مصر فهي «أكثر من رأي» و«شمعة في كل طريق» و«معذبون في كل أرض» و«تعالوا نفكر» وجميعها تضم مجموعة من مقالات الكاتب الكبير التي نشرها في السنوات الأخيرة في أكثر من صحيفة مصرية وعربية، وكلها تمتاز بأسلوبه الرشيق والرأي المختلف والمعلومة الجديدة، وهي كلها عوامل صنعت له شعبية كبيرة بين جمهور منذ ما يزيد علي نصف قرن بكثير. وفي دار المعارف يصدر الكتاب السادس وهو «من أوراق السادات»، وهو كتاب يمكن التعامل معه باعتباره مذكرات الرئيس السابق علي مصر، وهي حصيلة اللقاءات التي جمعت بين السادات ومنصور في سنوات السبعينيات، وهو كتاب تعود أهميته لاحتوائه علي آراء متمردة غير مسبوقة للرئيس السادات، خاصة فيما يتعلق بطريقة عبد الناصر في التعامل مع الدول العربية، والكتاب يكتسب مصداقيته بكل تأكيد من كون أن أنيس منصور كان الكاتب والصحفي الأقرب للرئيس السادات طوال سنوات وجوده في الحكم. وعبر ما يزيد علي خمسة عقود حققت كتب أنيس منصور رواجاً كبيراً وانتشرت علي نطاق واسع، حتي إنه كان أول كاتب مصري معاصر، تحقق كتبه مبيعات تتخطي المليون نسخة، وهاهو بسداسيته الجديدة يسأل جمهوره: «هل من ملايين جدد؟!».