انا ساكن فى حصون الصخر وليا جناح النسر انا مصنوع من صخر يسوع الغير قابل للكسر بعد دقائق من وصولى الى ماسبيرو- الاعتصام كنت اردد هذه الكلمات معهم بنغمة ترنيمه جميله . كنت قد قررت اخيرا الذهاب الى هناك بعد ان قرأت بيان البابا الذى يدعو المعتصمين الى فك اعتصامهم ، خشيت ان ينفض الاعتصام دون ان ازوره واقترب من اصحابه ولو لدقائق . دخول المكان المخصص للاعتصام يستدعى المرور على نقطة تفتيش تقف عليها شابه ترتدى السواد تنظر فى محتويات الشنطه . ثم نقطه اخرى يظهر الداخل منها بطاقته الشخصيه . بعد ذلك يتم توجيه السيدات والانسات الى ممر مستقل مؤدى الى منتصف مستطيل .يقف الشباب فى صفوف ، صانعين اضلاع المستطيل تاركين منتصفه لتتجمع فيه السيدات . اغلب المشاركين يحملون فى ايديهم صلبان خشبيه . وجميعهم يهتف هتافات عاديه تعبر عن صدمتهم مما حدث ليلة الاحد. يقولون يا مشير يا مشير عندى سؤال وبجد خطير . الاسعاف اتأخر ليه ؟ المطافى غابت ليه ؟ هى مؤامره ولا ايه ؟ من ع الكوبرى جه انذار والكورنيش اتحول نار . عايزين جيشنا يحمى الثوره يسمع لينا مش لمناوره . هذه هى الهتافات التى سمعتها ، ربما كانوا يهتفون بهتافات اخرى فى اوقات اخرى ، وربما استفزت البعض . اما انا فلم اشعر بالاستفزاز بل شعرت بالتعاطف والود . كانت كل المحيطات بى يبدو عليهن سمات الطبقه المتوسطه بعضهن يصطحب اطفالا . بمجرد ان بدأت الكلام مع واحده منهن اسأل عن ليلة الامس حتى اشتركن جميعا فى الحديث معى . بسرعه وجدتنى اسير خلف احد الشباب ليقوم بتوصيلى الى ابونا متياس نصر ، عبرنا الجموع حتى وصلنا الى اقصى اليسار ، سأل زميل له عن ابونا فقال انه ذهب لحضور اجتماع . فسألته ان كان يعرف رأى ابونا متياس فى البيان الذى اعلنه البابا قبل قليل والذى طالب فيه المعتصمين بفض الاعتصام . قال ان هذا الاجتماع هو الذى سيحدد واكمل : انا عن نفسى مش هامشى من هنا الا لما اخد حقى . وقال : انا اسمى يوسف وعايزك تكتبى شاب قبطى يسأل الشعب المصرى لماذا اضطهاد الاقباط فى مصر ؟ قلت له : ماشى يا يوسف بس ممكن انت تجاوبنى الاول مين اللى بيضطهد الاقباط ؟ هل هم المسلمين ولا بعض الاتجاهات السياسيه ولا الحكومه ولا ايه ؟ قال لى : احنا كنا طول ايام الثوره- لما الشرطه اختفت – بنحمى الكنايس والجوامع مع بعض ، مسلمين واقباط ، ليه مافيش كنيسه واحده اتحدف عليها طوبه ولا جامع اتكسر له باب . وليه دلوقتى ده بيحصل ؟ انا كنيستى اتحرقت واخويا اختفى .. مش هاقدر امشى . سألته : حتى لو البابا قال امشى ؟ قال : البابا عليه ضغط كبير ومش هو اللى قال لى اجى هنا اصلا . قلت: حتى لو حسيت ان الرأى العام كله ضدكم ، وان وجودكم ممكن يتسبب فى كارثه .؟ قال : وليه الرأى العام يبقى ضد الضحيه بدل ما يحاكم المجرم . ؟ قلت : امتى ممكن تحسوا ان فى خطوه جاده تطمنكم . ؟ قال : لما المجرمين يتحاكموا . تبادلت ارقام التليفونات مع يوسف وارشدنى الى طريق الخروج . الشباب والبنات عند ماسبيرو ليسوا بلطجيه ولا متطرفين . رأيتهم وتكلمت معهم وعرفت انهم فقط يحتاجون بشده لان يشعروا بالامان . الا يمكن ان نتكاتف جميعا لنشعرهم بالامان بدلا من ان نلعنهم لانهم يعطلون المرور المتوقف اصلا ؟.