قالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إنه لفترة قريبة كان الفيس بوك محظورًا من قبل الحكومة المصرية وكان معظم المصريين يتجاهلونه تمامًا، حتى أصبح وسيلة اتصال مهمة للتعبير عن آراء المصريين في الحرية التي اكتسبوها مؤخرًا بعد الثورة المصرية وعن أي شئ آخر "ماعدا الجيش المصري." ووفقًا لما أورده المحلل "نيك جونزاليس" للصحيفة، أصبح الفيس بوك الآن "بطل" الثورة التي أطاحت بالرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير الماضي، لدرجة إنه بات يستخدم بواسطة الحكومة نفسها. كما أشار إلى النمو المتزايد والملحوظ لمستخدمي الفيس بوك، فقد وصلوا إلى 7 مليون مصري في مارس فقط. مما يجعل مصر ضمن دول سوق وسائل الإعلام الاجتماعي. وأضافت إنه بين مستخدمي الفيس بوك الأكثر نشاطًا، الحكومة الانتقالية. فقد وصل عدد أعضاء الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى حوالي مليون عضو. وهي الطريقة الأساسية للتواصل بين الحكومة والشعب. ولا يتم نشر أي شئ على هذه الصفحة بخلاف التصريحات الرسمية ما بين إعلانات عامة أو رسائل تهنئة. ففي مصر الحديثة، أصبح من حق المواطنين العاديين التعليق على تصريحات الحكومة بحرية. ونقلت جيروزاليم بوست عن محمد قدري – لواء متقاعد بالجيش المصري ويرأس حاليًا وحدة الدراسات الأمنية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية – إن تجربة الديمقراطية والحوار خبرة جديدة على المصريين. فسابقًا، كانوا يخافون التحدث عن الرئيس أو الجيش، ولكن، اليوم يلقون النكات على المجلس الأعلى للقوات المسلحة على الفيس بوك. وأضافت إنه من ضمن التغييرات التي طرأت على مصر منذ احتجاجات التحرير، هي حرية الرأي والتعبير ووسائل الإعلام، حتى الصحف ووسائل الإعلام شبه الحكومية مثل صحيفة الأهرام التي نشرت أخبار تطالب باستقالة أحد المحافظين يوم الأربعاء الماضي. وليست صفحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة هي الصفحة الوحيدة التي فتحت مجالاُ لتعبير المصريين عن آرائهم ورفع شكاوهم. فقد قام أحد الموظفين بوزارة التربية والتعليم بوضع تعليق على الفيس بوك يشكو فيه من عدم صرف راتبه الشهري حتى الآن. وقد ذكر اسمه بالكامل ورقم الضمان الاجتماعي. وانتقد آخر الحكومة نفسها. ونقلت عن المدونة المصرية ومدير مكتب شمال أفريقيا لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأمريكي "داليا زيادة" إنه من الحكمة استخدام المجلس الأعلى للفيس بوك كوسيلة للتواصل مع الشعب بعيدًا عن قنوات التليفزيون الحكومية التقليدية. فقد كان شباب الثورة يستخدمونه بصفة منتظمة أثناء الثورة.
وقد شجعت صفحة المجلس الأعلى بأهميتها المقلدين على إنشاء صفحات مشابهة. وبدلاً من إغلاق مثل هذه الصفحات، كما كان يحدث في السابق، أصدر المجلس الأعلى البيان رقم 47 يوم الأثنين الماضي، وحذر فيه المصريين من مخاطر الفيس بوك والإنترنت. كما نقلت عن الأمين العام لمراسلين بلا حدود "جان فرانسوا جوليار" إن الطرق التي يستخدمها الجيش المصري لم تتطور كثيرًا منذ سقوط مبارك. فهم مازالوا يحرمون انتقادهم، وحاكموا أحد المدنيين في محكمة عسكرية بسبب ذلك. وهذه الأشياء لا تصلح أن تكون في مجتمع ديمقراطي يطمح إليه المصريين.