ومصر في مفترق الطرق لا يصح، ولا يجوز أن نستمر في عضوية "حزب الكنبة" (حزب الأغلبية الحقيقي في مصر على مدار السنوات الماضية) نشاهد ونتلقى ما يُراد لنا أن نراه ونتلقاه. لا يليق بنا أن نكتفى بالغضب على كل شيء، محاربة الاشباح، ومصمصة الشفاة ونحن نشعر بالأسى.. مرددين أغنية "هاتوا لي حبيبي"، فنحن نرى أنه حان وقت المبادرة، و حان الوقت الذي نخطو فيه خطوات نحو الحبيب (وننتظر منه أن يخطو هو أيضا في اتجاهنا وأن يبدي جدية ومسئولية). لن نظل مجرد "أصوات عائمة" مترددة سنحسم قرارنا، وسنشارك في رسم ملامح مصر الجديدة بزيارات استكشافية -دون وسطاء- للأحزاب التي تطرح نفسها على الساحة. الحياة قائمة على اختبار الأشياء ولولا هذا ما تطور الإنسان، فالفرد يجرب أن يقف على قدميه، ويجرب أن يركب الدراجة، وأن يقود سيارة ..وأن يجرب أن يقودها في شوارع القاهرة أو الإسكندرية (تلك مهارة مختلفة عن القيادة في أي مكان آخر في العالم). ونحن الآن بصدد الولوج لاختبار جديد.. تجربة غير مسبوقة لاستكشاف عالم جديد لا يقارن بانتخابات في نادي أو نقابة ..تجربة أن تشارك في رسم وجه مصر لسنوات قادمة (على الأقل لاربع سنوات قادمة)، انا وغالبية من حولي كذلك لم ننتخب سوى في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في مارس 2011، ومع هذا يوجد أكثر من نصف الناخبين لم يذهبوا حتى في هذا الاستفتاء الحر للإدلاء بأصواتهم . عادة ما تحسم الأصوات العائمة أو المترددة نتائج الانتخابات..وعلى هذا رأينا أن نتحد معا، ونرتب أفكارنا، وننظم تحركاتنا، نحن الذين لن نرشح أنفسنا وليس لدينا قريب أو نسيب سنمنحه صوتنا، نحن الراغبين في تبادل الخبرات المتواضعة سياسيا ..كلنا متساوون في الحقوق والواجبات، كل واحد فينا له صوت واحد ..أمانة في عنقه، لا نريد أن يحجبه أو يوجهه لمن لا يستحقون أو من يخدعونه. نحن من نرى أن فلول "الوطني" لن تذهب إلى الجحيم من تلقاء أنفسهم ..وقد شرعوا بالفعل في تنظيم صفوفهم والتستر خلف أسماء جديدة ولافتات متنوعة، بمساعدة اللجنة الإلكترونية بالحزب الوطني وبتمويل سخي من فاسدين..والمتضرر الأساسي هو المصري العادي المصري (الحاف) من ليس له مصلحة شخصية يقدمها على المصلحة العامة، نحن من نرفض التطرف الديني بجميع صوره ..نحن مثل المياه العذبة النقية المهدرة في البحر..كنا لعشرات السنوات لا نذهب لصناديق الانتخابات والآن نحن في حيرة كيف ومن نختار؟ نحن من نخشى أن يكون قرار أغلبيتنا في النهاية "أي حاجة والسلام"، و"متفرقش" (وقد يكون من هؤلاء أصدقاء لهم مكانتهم الاجتماعية والوظيفية) ونحن من نرى أن الحل هو تجميع الأصوات العائمة ومنع إهدارها في البحر. علينا تحديد المشكلة تحديداً دقيقا.. وهي هنا إهدار أصوات كثيرة بسلبية عدم التصويت أو التصويت بناء على تشويه حكومي سابق لجماعة ما أو من خلال انطباع ظاهري عن بعد. يلى هذا مرحلة جمع المعلومات عن هذه المشكلة من خلال مناقشة من حولنا، وتبين أسباب سلبيتهم - ووضع الفروض المقترحة لحل المشكلة عدم الاقتناع ببديل محدد. واختبار صحة الفرض. والتوصل إلى نتائج يمكن تعميمها. لي صديق (الشاب النابه أحمد عبد العزيز) قال لي: إنه حين يتحاور مع من حوله من الأصوات العائمة أو حزب الكنبة يقتنعون بضرورة التفاعل والمشاركة، وفي نفس الوقت يجدهم في دهشة حقيقية لأن العناصر الفاعلة التي ترغب في مصر أفضل بلا مصالح شخصية أو هوى لا تتفاعل مع الشارع، ومع الأغلبية الصامتة بشكل فعال ومباشر. وهنا نحن نفترض أن الحل لا يكمن في تأسيس حزب لهؤلاء الناخبين: فهذا سيفتت الأصوات وطبيعة تكوين تلك الشريحة العريضة لا تناسب الطموح في السعي لتأسيس حزب. إذن فالبديل العملي هنا هو اختبار نوايا أحزاب لم تتلوث بوضع يدها في يد مبارك وأمنه ، على أن يتم هذا الاختبار دون وسيط إعلامي أو من خلال رسائل معلبة اختار أن يبثها هذا الحزب أمام الكاميرات أو عبر أوراق جافة..وعدم انتظار ما سيقدمه لنا المطبخ الخاص بتلك التيارات، بل دخول هذه المطابخ لنتابع ونرصد ونقترح ونتفاعل ونصيغ. الأسس التي يرتكز عليها هذه الإئتلاف أو هذه الكتلة التصويتية: -من واجبنا تصحيح مفهوم خاطيء رسّخ أن السياسة إما "ترف" وإما "خطر" على العامة. فواقع الحال يوضح لنا أن السياسة ترتبط بشكل وثيق برغيف العيش، ومستوى المعيشة، وضمان الحريات الشخصية، والسياسة ضمانة للحصول على حقوق وفرص متساوية، وهي أداة فعالة لتحقيق مبدأ المراجعة والمحاسبة. -لسنا في جيب أحد، ولن نعطي توكيلا مسبقا لأحد. - الجدل حول دعم مرشح رئاسي مؤجل مؤقتا، ونمنح الأولوية لاستشكاف الأحزاب وتقييم جدوى دعمها. -في جميع الأحوال نرى أن دورنا الأساسي ينصب على توعية عن قرب لشرائح لم تحسم أمرها في الانتخابات وهذه الشرائح ستوعي بدورها من هم حولها. -مطلوب تأثير وتأثر أكبر من الأغلبية الصامتة من الأصوات العائمة في "المطبخ السياسي" دون وسيط. -مطلوب تشجيع وبث حيوية أكبر لقوى طرحت نفسها على الساحة كبديل ..وقالت لا لمبارك ونظامه بكل شجاعة في ذروة جبروته وليس بعد أن واراه التراب. - قد ندرس أن نكّون كتلة تصويتية داخل حزب أو أكثر. -نرحب بدعوات الأحزاب السياسية لنتحاور معها بشكل مباشر..نرى ونعي ما في عقولهم، ونطرح ما لدينا من هواجس أو أفكار أو مقترحات. جدول عملنا لمن يرغب في التفاعل: الأسبوع الحالي (1- 8 إبريل) أسبوع بلورة الأفكار والمقترحات وتجميع الأعضاء الراغبين في التفاعل والتواصل..وترتيب مواعيد للقاءات الاستكشافية مع التيارات السياسية الواعدة التي لها خبرة غير ملوثة التي نرى أن تبدأ من الأسبوع التالي 8- 15إبريل. وقد حدث بالفعل تنسيق، وتم الاتفاق على لقاء مع قيادات حزب الغد، ولقاء آخر في نفس الأسبوع مع قيادات الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، على أن تتوالي اللقاءات المباشرة مع بقية القوى المبشرة الواعدة في الأسابيع التالية حسب جدول أعمالنا وأعمالهم. هيا بنا إلى المطبخ السياسي نشارك في التجهيز لما سنأكله لسنوات قادمة. الملفات لا تزال مفتوحة وندعوكم للتواصل لصياغة -عبر جروب أو صفحة على شبكة الفيس بوك- للقاءات والحوارات مستقيلين نهائيا من حزب الكنبة.