نشرت مجلة "هعين هشبيعيت" الإسرائيلية جزء من كتاب"ألف ليلة دوت كوم..العالم العربي اليوم" الذي أعده جاكي حوجي مراسل شئون الشرق الأوسط للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، والذي يتناول أحداث الثورة الشعبية في مصر وماسبق هذه الثورة من عمليات انتقاد ومعارضة للنظام المصري وكشف لقضايا الفساد والمحسوبية وغيرها على مدى سنوات. وقامت المجلة بنشر جزء خصصه حوجي عن الزميل الصحفي إبراهيم عيسى وانتقاداته للنظام المصري السابق برئاسة مبارك من خلال رئاسة تحريره لصحيفة الدستور ورد الفعل القمعي الذي مارسه هذا النظام ضده في محاولة لكبت حرية التعبير في مصر وهي المحاولة التي لم تنجح في مسعاها بل جعلت الشعب المصري يعلم أن انتقاد الرئيس ليس امرا محظورا واعتبار هذا الانتقاد امرا مشروعا لا "مخاطرة بالحياة " وفقا لما اورده حوجي في كتابه. وبعنوان "شائعات موته كانت مثمرة" قال حوجي في كتابه أنه عندما يتم كتابة تاريخ الصحافة بمصر لا مفر ولا مهرب من إفساح المكان لصحيفة الدستور اليومية برئاسة تحرير الصحفي المصري إبراهيم عيسى، والتي كانت وسيلة اعلامية قامت بإغضاب اصحاب المقامات الرفيعة والعالية من ناحية وتعرضت الى موجة من العقوبات بعيدة المدى على رأسها عقوبة السجن على عيسى والتي اراد مبارك من خلالها تقييد حرية الرأي في مصر من ناحية أخرى. وقال حوجي :" في يناير 2009 حكم القضاء المصري على الصحفي ابراهيم عيسى بالسجن لمدة شهرين بسبب سلسلة من مقالاته بصحيفة الدستور والتي تم نشرها قبل عام ونصف قبل ذلك الوقت قال فيها عيسى أن الرئيس مبارك لم يظهر للجماهير لمدة 10 أيام مما يشير إلى أن هناك شيئا ما غير صحيح " كما قال أن " الرئيس يعاني من مشاكل في ضغط الدم مما يخلق صعوبة في ضخ الدم وتدفقها لخلايا المخ وهو من شأنه التسبب في وقوعه في حالات إغماء أحيانا " وأضاف الكاتب الأسرائيلي :" أن من يقرأ ما وراء السطور فيما كتبه عيسى يمكنه الاستنتاج ان مبارك يفقد وعيه وأنه ربما يكون على فراش الموت ، ورجاله يحاولون اخفاء هذا السر عن الشعب المصري " لافتا الى أن بطرح تساؤلات وعلامات دهشة واستفهام حول الاختفاء القسري للرئيس مبارك جاء بسبب الاهتمام الدولي بالوضع الصحي للرئيس المصري السابق ، وهي ايضا الخطوة التي لم يعلق عليها مستشارو الرئيس مبدين عدم اهتمامهم على ما يتم نشره " و أوضح حوجي أن " عدم الرد من قبل مستشاري مبارك قوى وعزز الشكوك حول الوضع الصحي للأخير وبعد 10 أيام قام التليفزيون المصري بنشر صور مبارك وهو يتجول في مدينة الإسكندرية وقرينته سوزان مبارك اعلنت للتليفزيون ان الحالة الصحية لزوجها " زي الفل " وهو تعبير مصري شعبي معناه أن صحة مبارك ممتازة" مضيفا :" وهنا هدأت الأمور وبدأت عملية الانتقام من ابراهيم عيسى والذي تم اتهامه بنشر معلومات كاذبة عن الوضع الصحي للرئيس وبعد ان تمت الحكم عليه بستة اشهر تم تخفيفها الى شهرين وقبل لحظات من تنفيذه للعقوبة قام الرئيس السابق بالغاء الحكم " وذكر حوجي ان "قضية ابراهيم عيسى كانت أحد المحطات التدريجية لخلق وصياغة مستقبل مصر الليبرالي فمن خلال تلك القضية عرف الشعب المصري عامة والأوساط الإعلامية والصحفية خاصة انه من الممكن انتقاد الرئيس دون الاهتمام بما في هذا من مخاطرة على حياتهم" . ولفت حوجي إلى أن " الحديث عن قضايا الفساد و المحسوبية بنظام مبارك كثيرا ما تناولته صحف المعارضة وعلى رأسها الدستور قضية وراء قضية وعرفتها الجماهير المصرية بالتفصيل وكان من بينها غرق مسافري العبارة المصرية دون ان يسعفهم احد ما بأي مساعدة ومبنى البرلمان المصري الذي شبت النيران فيه بسبب الإهمال وعربات القطار التي احترقت براكبيها وأودت بحياتهم والأهم من كل هذا رصدت صحف المعارضة " ظاهرة قلم صحفي للايجار" وهم الصحفيون الذين باعوا ضميرهم المهني لنظام مبارك السابق من أجل مبالغ ورواتب مرتفعة وتحقيق مصالحهم الشخصية " وأشار الكاتب إلى أن "التاريخ سيذكر لحسني مبارك الفقر والبنية التحتية المتدهورة والاهمال في تطوير مصر والذي لم ينجح في السيطرة عليهم طول سنوات حكمه الطويلة والتي امتدت ل30 عاما لن ينسى له المصريون جهوده المضنية لتوريث نجله الفاشل جمال مبارك الحكم كما لو كان كرسي الرئاسة ميراث عائلي لأسرة مبارك ، سيذكر المصريون لمبارك قانون الطوارئ والذي استخدمته قوات الأجهزة الأمنية المصرية لقمع معارضي النظام بدون اي قيود على ما يفعلون بل ان تلك الاجهزة وبفضل قانون طوارئ مبارك كانت تقوم بعمليات اعتقال ومصادرة لممتلكاته بل ووصل الأمر الى حد إخلاء مناطق من سكانها ومنع وصول أموال التبرعات التي لم يتم اعتمادها ، وهو القانون الذي تعرض بسبب مبارك لضغوط من الخارج والداخل والتي طالبته بالغاء هذا القانون وهذه الاجراءات القمعية مؤكدين له ان تلك ليست الطريقة المثلى لمحاربة ما يرى فيهم متطرفين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمون" .