قال ديفيد إجناتيوس في مقاله بصحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر اليوم أن باراك أوباما – الرئيس الأمريكي – التزم الهدوء في تصريحاته الخاصة بأحداث مصر وليبيا للدرجة التي تجعل من السهل أن تفقد الشعور بوجود أي تغييرات في استراتيجيات الولاياتالمتحدة في هذا الصدد. أضاف إجناتيوس أنه فيما يخص دعم موجات التغيير التي تحدث بالدول العربية وبالرغم من التحذيرات التى أطلقها الحلفاء التقليديين لأمريكا مثل إسرائيل والسعودية، إلا أن أوباما يراهن رهانا كبيرا على أن الحكومات الديمقراطية للدول العربية سوف تكون أكثر ثباتا وأمانا، ومن ثم سوف يتم تعزيز مصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة. وواصل الكاتب قائلا: أن من وجهة نظره الشخصية كشخص ظل يزور الدول العربية لأكثر من 30 عام أن أوباما على حق في رؤيته، مؤكدا أن أوباما كرئيس يعتقد أن التغيير مرغوب وأن الولاياتالمتحدة يجب عليها أن تصطف إلى جانب القوى الجديدة لتشكيل العالم. وأشار إجناتيوس إلى أن أحد المسئولين الإسرائيليين خلال زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي أبدى حذره مما يحدث قائلا: "يجب علينا أن نكون أكثر اعتدالا في تقييماتنا للأمور، وأن نضع العديد من علامات الاستفهام في النهاية". فيما قال أحد المسئولين بالبيت الأبيض أنه إذا كان أوباما قد أظهر بعض التحفظ تجاه ما يحدث في الشرق الأوسط فإنها خطة تكتم محسوبة مفادها توصيل رسالة بأن هذه الثورات تخص العرب أنفسهم وليس للولايات المتحدة أي شأن بها. ولفت الكاتب إلى أن جذور سياسات أوباما الحالية ترجع إلى شعوره في أيامه الأولى بالرئاسة بسوء العلاقات العربية بالأمريكية واستيعابه لمدى استبداد بعض القادة في المنطقة العربية مما جعله يتأهب للتغيير. كما أوضح الكاتب أن أوباما كان قد طلب من مستشاريه إظهار إمكانيته الانفتاح والتغيير لشعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حتى يمكن من التحكم في الأوضاع العربية الأمريكية. وأنهى الكاتب مقاله قائلا: إن التغيير سوف يكون له جانب سلبي ولكن أحد المحللين الأمريكيين أبدى تقييمه للأمور قائلا: أن هذا العالم يمكننا التعايش معه، فعلاقاتنا بمصر يمكن أن تصبح مختلفة وبالغة الصعوبة إلا أنني اعتقد أنها لن تكون عدائية بطبيعتها. واستطرد قائلا: "وبالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين الأكثر خوفا بالنسبة لنا، فإنها تخطط حاليا لخوض الانتخابات البرلمانية ب150 منطقة فقط من إجمالي 454 منطقة مصرية، ودون أن يترشح أي مرشح للانتخابات الرئاسية.