لا يُخفي الإسرائيليون فرحتهم وترحيبهم بأي خطوة يرون فيها مساندة لتل أبيب في حربها ضد الفلسطينيين وبالأخص فلسطينيي قطاع غزة الذين تشبعهم إسرائيل كل أصناف العذاب المتمثل في حصار اقتصادي وتوغلات عسكرية وحرمان من الغذاء والدواء والأمن، آخر هؤلاء الفرحين كان يورام ميطال - رئيس مركز «هرتسوج» - لبحوث الشرق الأوسط التابع لجامعة «بن جوريون» والذي عبر عن مدي سعادته بإنشاء جدار حدودي مصري علي قطاع غزة لمنع التهريب. ويعد الرجل من أكثر المشجعين والمتبنين للتطبيع بين القاهرة وتل أبيب فمعروف عنه تأييده لإعادة افتتاح المعابد اليهودية بمصر معتبرًا الأمر إحياء ل «الثقافة اليهودية المصرية»، كما أنه صاحب فكرة إجراء زيارات للطلاب الإسرائيليين إلي مصر وعدد من دول العالم العربي والشرق الأوسط واصفا الفكرة بأنها تهدف إلي تقليل حدة الكراهية والبغضاء لدي طلاب تل أبيب تجاه العالم العربي، مشيرًا إلي أن تلك الزيارة من شأنها أن تساعد في فتح عقول هؤلاء الطلاب تجاه الآراء المختلفة بل إنه يعترف دائما أن تلك الزيارات مستمرة ومتكررة، وفقا لما تنقله عنه وسائل الإعلام العبرية. ميطال ومن خلال مقالاته بصحيفة «هاآرتس» يؤكد أن النظام المصري يعمل علي خدمة تل أبيب مستشهدًا بإقامة الجدار الفولاذي علي الحدود بين سيناء وقطاع غزة لمنع التهريب وإغلاق معابر رفح أمام الفلسطينيين بل إنه يشير إلي أن كلاً من القاهرة وتل أبيب تنظران لحركة المقاومة الإسلامية حماس علي أنها «منظمة إرهابية» يجب استئصالها والقضاء عليها بقوة الذراع. الأكاديمي الإسرائيلي يؤكد في مقالاته دائما أن القاهرة خائفة من حماس، موضحا أن مصر تنتهج عدة خطوات للعمل علي عرقلة الحركة الفلسطينية ومنع تثبيت حكمها وسلطتها بغزة علي مدي الزمن، وعلي رأس تلك الخطوات إقامة الجدار الحدودي لوقف التهريب ورفض القاهرة فتح معبر رفح واصفًا ما تفعله الأخيرة بأنه يشكل تعبيراً مباشراً وملموساً عن معارضة مصر لقيام «دولة صغيرة» لحماس وخوفها من نتائج التهريب علي أمنها القومي، مشيرا أيضا أإلي ن سياسة النظام المصري تجاه غزة تحظي بانتقاد لاذع سواء داخل مصر أو خارجها وأنه لهذا السبب يتابع هذا النظام وبمنتهي القلق سهام الانتقادات التي يطلقها نحوهم الناطقون بلسان المعارضة والذين يربطون احتجاجاتهم علي السياسة المصرية تجاه حماس بكفاحهم لمنع توريث الحكم من مبارك لنجله. ميطال يصف قيام القاهرة ببناء الجدار الفولاذي وإغلاق بوابات رفح بأنهما «ينسجمان» مع مطالب تل أبيب وواشنطن من مصر بالعمل علي منع «التهريب» من أراضيها، وينبعان من خوف أصحاب القرار بالقاهرة من اجتياح مئات آلاف الفلسطينيين إلي سيناء كنتيجة لهجوم إسرائيلي أو أزمة إنسانية بالقطاع وتفادي مطالبة مصر بتخصيص أراض في سيناء وضمها إلي الدولة الفلسطينية المقبلة.