أعلن من قبل أنه لا يحتاج سوى 10 خريجين فقط للعمل فى الآثار.. ثم أعلن عن وظائف لكل الخريجين فى الوزارة الجديدة! قبل أن يصبح وزير أكد للجميع أن المتحف تم سرقته وكذلك مخازن سقارة... وبعد أن أصبح وزيراً أكد أن المتحف لم يتم سرقته.. وعاد ليؤكد أن المتحف سرق بعد تنحى مبارك! زاهى حواس تنطلق كلمات زاهى حواس من منطقة لا نعرف لها شكل أو لون؟ كلما تغير شئ تغيرت كلماته وتلونت وذهبت إلى ما يستجد من الأمور.. ظل لسنوات عديدة يرفض كل من يقول له :"أنت مرشح لمنصب وزير الثقافة" مؤكداً أنه عالم آثار فقط لا غير!.. ثم وفى ظروف غير عادية بالمرة يأتى به الرئيس المخلوع "مبارك" فى أخر حكومة له كوزير للدولة لشئون الآثار.. ماذا حدث؟ ومن فكر فى أن تصبح هناك وزارة للآثار فى هذه الساعة المتأخرة من الحكم ؟ فى الأيام الأولى من ثورة 25 يناير وعقب نزول البلطجية للشوارع يتصل بأكثر من قناة فضائية ليؤكد أن المتحف المصرى ومخازن آثار سقارة يجرى سرقتها مناشداً الجيش بسرعة التدخل لحماية آثار مصر من اللصوص.. بعد أيام قليلة وعقب توليه منصب وزير الدولة لشئون الآثار فى حكومة شفيق اتصل أيضاً بالقنوات الفضائية ليؤكد أن المتحف المصرى لم يتم سرقته وأن كل آثار مصر فى مأمن تماماً من اللصوص.. يتنحى الرئيس "مبارك" فيصرخ بنفس الصوت :"المتحف المصرى اتسرق منه ثمانى قطع آثرية".. هذا هو "زاهى حواس" رجل كل الأوقات والمراحل الذى لا يمل أبدا من الحديث للوسائل الإعلامية فى كل الحالات والظروف وللغرابة هو مطلوب فى كل وقت ويتعامل مع نفسه على أنه عالم آثار فقط ويفهم فى مجال لا يعرف الشعب المصرى عنه شئ!.. لكن هل وعينا لهذه التصريحات المتناقضة عن آخرها؟ وأنها مغايرة لبعضها البعض 100 %.. وربما أكثر! ولأن ثورة 25 يناير كانت فيسبكاوية فقد قامت وزارة الدولة -الجديدة- لشئون الآثار بإنشاء صفحة خاصة جديدة لها على الموقع الإجتماعى لنشر أخبار الوزارة وبالطبع أخبار الوزير الجديد، وما يثير الإهتمام فعلاً ليس الصفحة لكن الإعلان عن وجود وظائف كثيرة جداً وطلب خريجى الآثار للعمل، رغم أن زاهى حواس هو القائل: "الدولة بتخرج كل سنة عشرة آلاف أثرى، ولا أحتاج منهم إلا عشرة فقط، وعلم الآثار له خصوصية كبيرة فلابد من وجود علاقة حميمة بين الأستاذ والطالب، كليات الآثار فى العالم لا تضم إلا خمسة أفراد أو ستة على الأكثر، كلية الآثار مش كلية الزراعة، ولن آخذ منها إلا ما أحتاج إليه، فمستوى خريجى الآثار لا يؤهلهم للعمل لأنهم لم يتدربوا بما فيه الكفاية، والمجلس الأعلى للآثار لا يقدر أن يدفع مرتبات كل هؤلاء، والأموال التى تدخل إلى خزينة المجلس مخصصة لترميم الآثار، يعنى أعيّن خريجين وأسيب الآثار تقع؟" وذلك منذ فترة ليست طويلة وفى حوار لإحدى الصحف الخاصة. مشكلة زاهى حواس الآن وحسب أحد مستشاريه هى شعوره بأن الوزراة جاءت فى الوقت الخطأ فعندما تم إخباره بأنه أصبح وزيراً فرح كثيراً معتقداً أن الأمر سيدوم له، لكن بعد التنحى تمنى ألا يصبح وزيراً حتى لا يكون محسوباً على النظام القديم ويعتمد عليه النظام الجديد أى أن الأمر ليس له علاقة بحبه للآثار وعالميته فى المجال التى لا ينكرها إلا جاحد فعلاً، ويضيف المصدر أن حواس كان يريد الوزارة منذ زمن عكس ما يقول وأحس أنه اقترب منها وقت ترشح فاروق حسنى لمنصب مدير هيئة اليونسكو.. وهو الوقت نفسه الذى خاف فيه حواس وصول وزير ثقافة جديد يقوض صلاحياته لذا طالب –وقتها – بأن يتبع المجلس الأعلى للآثار مجلس الوزراء مباشرة بدلا من وزارة الثقافة، وهو الطلب الذى لم يبت فيه. هو رجل يحب الإعلام.. قديما ظل حواس يعمل سنوات عديدة بمناطق الآثار المختلفة على مستوى الجمهورية دون أن يعرفه أحد، فأحس أنه يحلق خارج السرب..يعمل ويجتهد ويحصل على درجة الدكتوراه من الخارج.. لكنه كان يشعر دائما بأن حياته العملية ينقصها الشهرة.. البداية كانت مع توليه منصب مدير منطقة آثار الجيزة ولم تنته حتى الآن.. حزمة من المشاكل مع عدد من خيالة الهرم إلى جانب العاملين فى الحقل الآثرى جعلته محط الأنظار.. وهنا بدأ حواس يعالج مشكلته.. خبر فى جريدة وفقرة فى برنامج ثقافى.. فترة زمنية قصيرة أخرى وتولى حواس رئاسة المجلس الأعلى للآثار.. منصب جعله يتخطى كثيرين كانوا يرون أنهم أحق منه برئاسة المجلس بإعتبارهم أكاديميى المجال الآثرى فى مصر وهو مجرد مفتش آثار شاطر ولذا فهم الأحق منه بالمنصب.. نظروا إليه بأنه جاء من الخارج ليجلس على كرسيهم.. النقطة بذاتها أمسك فيها حواس وجعلها "سنده" فى مشواره نحو"النجومية" التى يبتغيها..وصل بالفعل إلى ما يريد بجهد يستحق أن يقدر ويشار إليه.. لكن جنون التجاهل فى الماضى طارده فأصبحت إنجازاته كلها إعلامية أكثر منها عملية.. الكاميرا أحبته وأضحت تجرى وراءه بعدما كان يتمنى الوقوف أمامها ولو لحظة، وكأنها تشاركه حل المشكلة.. مشكلة تجاهله فى البداية. الآن ليس لديه سوي التناقض فالرجل دأب خلال الأسابيع القليلة الماضية علي مناقضة نفسه، يخرج بتصريح لتكن مهمته التالية هي نفي هذا التصريح وفي كل مرة يولي لنا وجهه وينظر في في الكاميرا محدقا فينا دون أن يخطر علي باله أننا لم نفقد ذاكرتنا بشكل نهائي بعد، هل هو يريد أن يقول لنا أن خبراته في الآثار وفي مناقضة الذات تؤهلانه ليكون رجلا لكل المراحل.. يبدو أنه أخطأ كثيرا هذه المرة..!