هدأت عاصفة الجدل التي فجرتها أزمة أبو العز الحريري - القيادي اليساري البارز - ورفعت السعيد - رئيس حزب التجمع - بقرار الأمانة العامة لحزب التجمع بفصل «أبو العز» بعد صولات وجولات كشف فيها الحريري عن صفقات الحزب مع النظام وتزويرات مجلسي الشعب والشوري - حسب وصفه - إلا أن «الحريري» عاد ليفجر الجدل من جديد بتأكيده بطلان قرار فصله من التجمع، واستمراره في ممارسته لمهامه كعضو لجنة مركزية بالحزب ليعود الصراع من جديد بين «الحريري» و«السعيد» داخل أروقة الحزب فكان هذا الحوار مع قيادي التجمع المثار الجدل حول عضويته. كيف تري مسيرتك السياسية بعد فصلك من حزب التجمع؟ - سأواصل المسيرة التي بدأتها قبل التجمع وأثناء التجمع، ولكني لا أعترف بفصلي من الحزب لأن القرار باطل ولم تعترف به اللجنة المركزية للحزب ولم يصدق عليه المؤتمر العام، وهناك العديد من أمانات المحافظات أعلنت بأكملها رفض القرار، فضلا عن أن الأمانة العامة ليس لها الحق في فصلي، ومازال زملائي في الحزب يتعاملون معي بوصفي «عضو لجنة مركزية»، ويقوم حاليا أكثر من 100 عضو بالحزب بإعداد ورقة تطالب الأمانة العامة بالتراجع عن قرارها الباطل بفصلي وإلا سيقوم الأعضاء الموقعون الذين يمثلون ثلثي اللجنة المركزية بالدعوة لاجتماع عاجل للجنة لإعلان بطلان قرار الفصل الذي فجر أزمة بين السعيد وقواعد الحزب في العديد من المحافظات. هل خرج التجمع عن مبادئه وفلسفته؟ - يتم وصفه التجمع الآن بتعبيرين، البرنامج والمواثيق التي تخرج من المؤتمر العام ومن قواعد الحزب، والتعبير الآخر هو قيادته المتحولة، فلا يزال حزب التجمع حتي الآن يحمل برنامجاً صحيحاً وموقف الحزب الوطني والموقف العربي ورؤيته في حل مشاكل الشعب المصري في عمومها وقواعد الحزب في المحافظات وأنصاره كل ذلك لا يزال صحيحاً، ولكن حدث انقسام غير معلن بقواعد الحزب، لأن القيادة استغلتها بشكل سيئ وتحولت عن مسار الحزب في عمومه منذ منتصف الثمانينيات، وللأسف تحولت قيادات الحزب ليس تحولا أيديولوجيا إلي الرأسمالية مثلا ولكنه التحول ل «الذيلية» والتبعية التي تساند الاحتكار والفساد، وأصبح هؤلاء مشاركون في هذا الفساد، فرفعت السعيد لم يتحول إلي الرأسمالية ولكن تحوله إلي الذيلية والتبعية. رفعت السعيد قال إنه يمتلك من الحقائق عنك ما لا يريد أن يفشيه حتي لا يؤنبه ضميره، فما طبيعة تلك الحقائق؟ - الله أعلم.. ولكني أزعم أني أحد قلائل المناضلين اليساريين والوطنيين بشكل عام الذين أدوا دورهم بشرف ونزاهة ولست مسئولا عن خلل في أذهان الآخرين، ولدي أسئلة محرجة للسعيد، فإذا كان لديه أشياء مخجلة عني فلماذا لم يفتحها وأنا نائبه كرئيس للحزب، أو وأنا عضو في الأمانة العامة منذ عام 1977، أو وأنا عضو في المكتب السياسي بعدها. وأقول للسعيد: إن محل الصراع بيننا هو حزب التجمع، فأنا أقدم كلاماً سياسياً وتنظيمياً شاركني فيه الجميع ولم يستطع أن ينكره وعليه أن يرد عليّ بإجابات واضحة عما أسال عنه. هل تعتقد أن ما يريد السعيد التلويح به يحمل جانباً من حياتك الشخصية؟ - لا أعلم إذا كانت أشياء شخصية، ولكن إذا كانت كذلك فهذا وضع مهين له، فأنا أحاكمه علي مواقف سياسية وتنظيمية وكل ذلك أمام الناس وقواعد الحزب وفيما عدا ذلك لا توجد بيني وبينه روابط شخصية، ولا أعرف ما يريد أن يلوح به. كيف تري مستقبل حزب التجمع في الفترة المقبلة؟ - أرجح أن التجمع سيستعيد نفسه خلال الفترة المقبلة، وأري أن الأحداث التي تفجرت نتيجة لصراعي مع السعيد ومجموعته كشفت غطاء الواقع الحزبي سياسياً وتنظيميا ولذلك أدركت القواعد الحزبية حقيقة الصراع وبدأت الدخول في مواجهة مع قيادات الحزب لأنها أدركت أن حسم الصراع بالكيفية المطروحة يقضي علي حزب التجمع. كما أنه لأول مرة تخرج مؤسسات الحزب وقياداته لترفض قرار الأمانة العامة، ولذلك أري أن هناك محاولات لاستعادة الحزب خاصة أن المجموعة المرتبطة برفعت السعيد تمارس ممارسات سياسية وتنظيمية مخالفة لخط حزب التجمع والمصلحة الوطنية بشكل عام، فنحن أصبحنا حزباً ومجموعة، والصراع بيننا صراع وجود، إما رفعت ومجموعته أو الحزب. ما رأيك في جمع التوقيعات لشخصيات سياسية عامة لعمل لجنة تأسيسية تدعو لتعديل الدستور؟ - هي حالة إيجابية تعبر عن أن الشعب المصري يبحث عن الخلاص من واقع سياسي واجتماعي بالغ البؤس والفساد، وتعبر عن أن الأحزاب القانونية أسقطتها وسقطت بها، فبدلا من أن تكون القيادة محركة للجماهير بدأ المجتمع يمسك بزمام الأمور بنفسه لذلك تجمعت الشخصيات العامة والمثقفون والمهنيون في تجمعات ضد التزوير وغيره من سبل الفساد. كيف تري مصر عام 2012؟ - لا أحد يستطيع أن يتصور تداعيات الأحداث في العالم لأن مصر جزء من العالم، والعالم أصبح متداخلاً في الشأن الوطني بدرجة كبيرة، وما يحدث في مصر من أحداث متتالية كما حدث في نجع حمادي والحوادث الكبري المتكررة وأزمات إنفلونزا الخنازير والطيور وغيرها كل ذلك سيزيد ردود الأفعال في الفترة المقبلة في حالة لجوء النظام لتزوير انتخابات مجلس الشوري المقبلة وانتخابات مجلس الشعب التي تليها، والتي ستشهد أوسع نطاق لفضح التزويرات التي ستكون شاملة في الإجراءات والتصويت والنتائج، وستنعكس تلك التزويرات علي الحراك العام في الشارع والتحركات السياسية داخل النقابات السياسية، وسيتزايد حراك 6 أبريل وغيرها من المجموعات الشبابية لضمان انتخابات نزيهة، وقد يزورنا عزرائيل فيفتح فجوة في جدار الرئاسة، فليس بمقدور أحد أن يحدد نظرة تفصيلية للقادم.