قالت مصادر محلية وأمنية وشهود عيان برفح المصرية أن الأعمال متوقفة بشكل تام في الجدار الفولاذي الذي تقيمه مصر على حدودها مع قطاع غزة بسبب وجود العديد من منازل المواطنين في مسار الجدار خاصة في منطقتي الجندي المجهول وصلاح الدين. وقال شهود عيان أن معدات الحفر والرافعات متوقفة تماما عن العمل وتقف في منطقة الجندي المجهول شمالي معبر رفح في حين غادر جميع العمال مواقع العمل، وأضافوا أن الشاحنات التي تحمل ألواح الحديد المستخدم في إقامة الجار قد توقفت منذ عدة أشهر عن نقل شحنات من الحديد إلى منطقة الحدود بين مصر وغزة. وتابعوا أن هناك أربعة عمارات سكنية على الأقل والعشرات من المنازل ذات الدورين تقف في مسار الجدار خاصة في منطقة بوابة صلاح الدين التي يوجد بها أكبر عدد من الأنفاق إضافة إلى وجود العديد من المنازل المعرضة للإنهيار في هذه المنطقة بسبب كثرة الأنفاق وتعرض المناطق الفلسطينية المقابلة لها لعمليات القصف الإسرائيلي بالقنابل الارتجاجية. وقال السكان انه لم يتم حتى الآن التوصل إلى اتفاق بشأن تعويضات السكان عن المنازل التي سيتم إزالتها لاستكمال مسار الجدار، وأنهم على استعداد لتركها عند حصولهم على التعويض اللازم، وأشار مصدر محلي بمدينة رفح أن الأعمال بالجدار متوقفة بالفعل وان ما تبقى من الجدار يصل طوله إلى نحو أربعة كيلومترات فيما تم الانتهاء من غرس الألواح الحديدية في بقية الجدار. وأضاف أن المنطقة المتبقية هي منطقة ذات كثافة سكنية عالية وينتشر بها عدد كبير من الأنفاق والمنازل المعرضة للانهيار، وهناك ما بين 150 إلى 170 أسرة تعيش في هذه المنطقة التي تقع عند بوابة صلاح الدين الحدودية شمالي معبر رفح وهي المنطقة التي تتركز فيها معظم أنفاق التهريب. وتقدم العشرات من السكان الذين يمتلكون منازل على الحدود بطلبات إلى مجلس مدينة رفح والمجلس المحلي يطالبون فيها باستعدادهم للتنازل على منازلهم بشرط أن يتم تعويضهم بمنازل أخرى داخل الكتلة السكانية. وتجرى اتصالات حاليا بين المسئولين بمحافظة شمال سيناء ووزارة الدفاع لتوفير مساحة من الأرض. ويقول السكان أن الحكومة المصرية منحت بعضهم تعويضات سابقة بواقع 150 جنيها لكل شجرة تم اقتلاعها خلال بعض الأعمال الأمنية التي تمت على خط الحدود، وتنتشر على طول الحدود بين مصر وغزة مزارع الفاكهة خاصة الخوخ والكنتالوب والليمون. وقال مصدر أمني طالبا عدم الكشف عن اسمه أنه سيتم استكمال العمل في الجدار فور إخلاء المنطقة من السكان حيث أن التعامل معها يحتاج إلى الحرص لأنها الأكثر كثافة من ناحية عدد السكان والمنازل بها معرضة للانهيار. وتأمل إسرائيل في أن يكتمل الجدار الذي تقيمه مصر تحت الأرض على حدودها مع قطاع غزة بحلول نهاية العام وتهون مصر من شأن العمل الذي يجري على امتداد الحدود البالغ طولها 14 كيلومترا، لكن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير القطاع تندد به وتصفه بأنه "جدار الموت" الذي يمكن أن يكمل حصارا تقوده اسرائيل عبر إزالة أنفاق التهريب من شبه جزيرة سيناء.