دخل سيد رجب الساحة الفنية ممثلا مسرحيا فى أوائل التسعينات من خلال عدة أدوار صغيرة، ولكن على الرغم من صغر حجم هذه الأدوار فإن الممثل والمؤلف سيد رجب نجح في أن يرسم لنفسه حطا مميزا، أيضا عرف مؤخرا كممثل سينمائي حيث شارك في أفلام "إبراهيم الأبيض" ثم في فيلم "الطريق الدائرى"، وهو يشارك أيضا في أفلام يتم التحضير لها حاليا منها "أسماء" مع هند صبرى، و"صرخة نملة" مع عمرو عبد الجليل، لكن التميز الحقيقي كان من خلال عمله كمؤلف حيث كتب سيناريو فيلم "الشوق" الذى ظهر من خلاله سيد رجب كممثل أيضا، ورغم أن الفيلم يعتبر أولي تجاربه في مجال الكتابة إلا أن الفيلم حصل علي الجائزة الكبري في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي.. كيف بدأت فكرة كتابتك لسيناريو فيلم "الشوق"؟ البداية كانت من خلال قصة قصيرة تمت ترجمتها للإنجليزية ونشرت فى الولاياتالمتحدة، وطلب منى وقتها أن تكون هذه القصة جزء من رواية يتم نشر فصولها تباعا، وهو ما أوضحته لهم بأنها نواة لسيناريو وأننى أرغب فى أن تترجم بشكل كامل ولكن من خلال الفيلم نفسه. مدة عرض الفيلم كانت أطول من المعتاد، هل واجهتك صعوبة أثناء كتابة السيناريو الطويل جدا؟ السيناريو لم يكن طويلا، كما أنني لا أحضّر للفيلم بمفردي بل هو عمل جماعى، والإيقاع فى الفيلم مسئولية المخرج، والسيناريو كان 122 مشهد فقط كما هو معتاد. ألم تقلقك فكرة أن تكون تجربتك الأولى فى الكتابة تأتى من خلال فيلم روائى طويل؟ على العكس فأنا أعتقد أنها بداية جيدة، وأنا سعيد جدا بالمستوى الذى حققه الفيلم حيث فاز بجائزة الهرم الذهبى بمهرجان القاهرة. كيف رسمت شخصية فاطمة فى السيناريو وهل كانت هي الشخصية الرئيسية في القصة القصيرة أيضا؟ ملامح الشخصية كانت واضحة فى القصة، وعندما شرعت فى كتابة السيناريو أظهرت الشخصية بشكل أكبر، لأنها لم تظهر بكل هذه التفاصيل في القصة القصيرة، لذلك أرى أن السيناريو أوضح بشكل أكبر التحولات التى مرت بها الشخصية بشكل أعمق، وأظهر سلطاتها، وتفاعل باقي الشخصيات معها. وهل الشخصية مستمدة من شخصيات حقيقية قابلتها في حياتك؟ بالفعل فالشخصية مستلهمة من شخصية حقيقة كنت أراها فى صغرى وكانت بائعة بن، وعندما يشترى أحدهم منها البن كانت تعطيه باقى نقوده فى شكل عملات صغيرة، وكنت أتسائل "هى الست دى بتجيب الفكة دى كلها منين؟ هى بتشحت ولا إيه؟"، ومن هنا جاءت الفكرة. هل ظهرت شخصية فاطمة فى الفيلم كما تخيلتها عند قيامك بكتابة السيناريو؟ نعم، كما قلت العمل فى السينما جماعى وقد أضاف المخرج لمسته على الفيلم وكذلك سوسن بدر أضافت لمستها على الشخصية، وهو ما ساهم فى إثراء العمل. هل طلب المخرج خالد الحجر أى تعديلات على السيناريو أثناء التحضير للفيلم؟ هى ليست تعديلات، بل إضافات طفيفة على السيناريو وذلك بسبب خوفه من عدم فهم الجمهور لبعض الموضوعات المتعلقة بالفيلم، مثل توضيح لعلاقة حسين وشوق، حيث قمنا بإضافة مشهد ذهاب شوق لحسين وتطلب منه الاستمرار في العلاقة، وهو ما يرفضه حسين. هل عرضت السيناريو على مخرجين قبل خالد الحجر؟ نعم عرضته علي أكثر من مخرج وجميعهم أعجب به، لكن المشكلة كانت في أن السيناريو "مكنش قريب منهم"، والفيلم منذ البداية كان رهان ومن الممكن أن هولاء المخرجين لم يرغبوا فى المراهنة عليه، وهذا لا ينقص من قيمة الفيلم أو من قيمتهم. وهل جاءت فكرة اشراك جهة فرنسية في انتاج الفيلم تخوف المنتج محمد ياسين من فشل التجربة؟ بالطبع لا، كل ما هنالك أننى باعتباري ممثل وليست لى علاقات بشركات الإنتاج فكانت فرصتى فى أن أقوم بتقديم السيناريو من خلال ورش عمل خارجية عبر الانترنت فى الأردن، والمغرب، وقد تم قبول السيناريو ضمن 80 سيناريو فى الأردن، ومن ضمن 65 سيناريو فى المغرب، مما أعطانى دفعة، وعند تواجدى بالمغرب تمت دعوتى لمهرجان "كان"، ونهناك من نصحني بتقديم السيناريو لمنظمة "ڤون سود" التابعة لوزارة الثقافة الفرنسية، وهذه المنظمة من الممكن أن تدعم الفيلم إنتاجيا كمساعدة من المنظمة لإيجاد التمويل الكافى لإنتاج الفيلم، قام بعدها خالد الحجر بعرض السيناريو على المنتج محمد ياسين الذي تحمس له أيضا، وشارك في انتاجه. هل الإنتاج المشترك أو التمويل الأجنبى من الممكن أن يكون حل لإزمة السينما الحالية فى مصر؟ بالنسبة لفيلم "الشوق" تحدديا فالأمر لايمكن تسميته بأنه انتاج مشترك بالمعني التقليدي، ولكن الفيلم حصل على دعم مالي قيمته 110 ألف يورو، أى ما يوازى تقريبا 900 ألف جنية مصرى، وهذا المبلغ لا يكفى لإنتاج فيلم، ومن تحمل مسؤلية إنتاج الفيلم هو المنتج محمد ياسين، كما أن مبلغ الدعم لم يأت فى شكل مادى بل هو مصاريف يتم إنفاقها على الفيلم بفرنسا مثل تصحيح الألوان، أو الميكساج، ويمكن القول أنه دعم تقنى للفيلم فى حدود المبلغ الذى ذكرته. لماذا اخترت شخصية والد شوق لتقوم بأدائها فى الفيلم؟ أنا لم اختار دورى فى الفيلم، وقرار أدائى لشخصية والد شوق هو قرار المخرج، وعندما اختارنى لأداء هذه الشخصية سعدت جدا، على الرغم من محبتى لكل الشخصيات فى السيناريو. أخيرا، هل خرج الفيلم بالصورة التى تخيلها سيد رجب عندما قام بكتابة السيناريو؟ بالتأكيد، الصورة العامة للفيلم مرضية جدا بالنسبة لى، لكن هناك ما أرغب فى إيضاحه وهو أن شخصية فاطمة ليست ممسوسة كما يعتقد البعض، هى امرأة مصابة بمرض عصبى أو درجة من درجات الصرع وهى تستغل هذا المرض إلى جانب قراءة الفنجان فى تحقيق أهدافها فى السيطرة على جيرانها، وهذا ما قصدته فانا لا أومن بالخرافات والموضوع ليس سوى حيلة من حيل فاطمة.