النظام سيلعب هذه المرة كل ألعابه، فى محاولة لحصول حزبه على أكبر نسبة برلمانية ممكنة، تماماً كما أصَّر صدام حسين على الحصول على نسبة مائة فى المائة ، من أصوات الناخبين ، قبيل سقوطه مباشرة ... واهتمام النظام بالنسبة الكبيرة له ما يبرَّره ، فهذه النسبة هى التى ستؤيد الرئيس القادم لمصر ، والذى على الأرجح ، لن يكون الرئيس الحالى ، وإلا لما كان كل هذا التوتر ، ولما كانت كل هذه الهيستريا والعصبية ... ولا كان كل هذا الاستبداد ... أما جيش المنافقين ، فلا ينبغى أن نشغل أنفسنا به ، لأنه سيتحوَّل إلى جيش الساقطين ، مع سقوط النظام ، وهو بالطبع قد راهن على ان النظام سيبقى أبد الدهر ، وعلى أن دوام الحال ليس من المحال ، ولكنه سيدرك ، وهذا ما علمنا إياه التاريخ ، أن دوام الحال حتماً من المحال ، وان كل الانظمة ، مهما كانت قوتها ، ومهما كان جبروتها وطغيانها ، تسقط ، وتنهار ، ويذهب ريحها ... وقد يبدو الحديث مضحكاً ، إذا ما قلنا أن النظام يوشك بالفعل على السقوط ، ولكن بعد أشهر قليلة ، لن يبدو هذا الحديث مضحكاً ، وبالتأكيد لن يقبله جيش المنافقين ، بل سيسارع إلى تأييد النظام الجديد ، حتى ولو كان معادياً للنظام الحالى ، وسيركع ليلحس نعل حذاء النظام القادم ، حتى ولو كان قد سار به على دماء النظام القديم ، وربما يكون أول ما سيعلن تأييده أيضاً ؛ لأنه جيش منافقين ، وهذا هو الدور الوحيد الذى يجيده ... النفاق ... الامر الآن يبدو أشبه بنكتة سخيفة ، وسيبتسم لها الأمن ساخراً حتماً ؛ لأنه واثق ، مثلما كان واثقاً ، قبل ثورة إيران ، وثورة روسيا ، وحركة يوليو ، من أنه يحكم قبضته على البلد، ومثلما كانت مجموعة مايو متأكدة منه ، عندما قررَّت مواجهة السادات ، ومثلما كانت شلة المشير عامر واثقة بشانه ، عندما قررَّت تحدَّى ناصر ومجموعته ... دوماً الامن واثق ، ودوماً مخطئ فى ثقته ، ودوماً يكون هو الضحية فى النهاية ، عندما يسقط النظام ، ويبدأ النظام التالى محاسباته ... ولكن الواقع أن الحقيقة فى أعينهم ، فلا يبصرون .... وإن غداً لناظره قريب ، فيا أمن انت ... خيبات ... كثيرة.