أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الولاياتالمتحدة ليست في حرب مع الإسلام ولم تكن يوما كذلك، ولكنها في حرب ضد "المتطرفين الذين يجب أن لا نسمح لهم بتشويه صورة الإسلام"، مشيرا إلى أن بلاده أحرزت تقدما في سبيل تحسين العلاقة مع العالم الإسلامي ولكن هناك حاجة لمزيد من الجهد. وقال الرئيس الامريكي إن هناك حاجة لمزيد من العمل لاصلاح العلاقات الأمريكية المشحونة مع العالم الإسلامي في اعتراف بصعوبة تخطي "سنوات من انعدام الثقة". وقال أوباما في خطاب وجهه إلى العالم الإسلامي اليوم الأربعاء من جامعة إندونيسيا في جاكرتا "يجب إلحاق الهزيمة بالقاعدة وأنصارها، ونحن لسنا ضد دين عظيم مثل الإسلام"، مشيرا إلى أن تقدما قد أحرز لإزالة سوء الفهم وعدم الثقة بين واشنطن والعالم الإسلامي، لكنه أقر بأن جهوده في هذا الشأن لم تكتمل بعد وأن الطريق ما زال طويلا. ويعد الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي استكمالا للكلمة التي ألقاها في القاهرة في يونيو 2009 للتواصل مع العالم الإسلامي والتي اعلن فيها عن "بداية جديدة" في العلاقات الأمريكية مع المسلمين بعد التوترات التي سادتها في أعقاب هجمات 11 سبتمبر عام 2001 وما أعقبها من رد فعل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش. وأشار إلى أنه دعا من القاهرة إلى بدايات جديدة في العلاقة بين واشنطن والعالم الإسلامي، معتبرا أنه من الممكن إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم بين الجانبين في هذا الصدد. ومنذ كلمته في القاهرة مازالت العلاقات متوترة على الجانبين. فتنظيم القاعدة مازال يسعى لمهاجمة اعدائه الغربيين. كما تعثرت مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وأدت حروب الولاياتالمتحدة الطويلة في دول إسلامية مثل أفغانستان والعراق الى فقدان الثقة في واشنطن. وتحدث أوباما في جانب من خطابه عن سنوات طفولته وقال "إندونيسيا جزء مني"، وأشاد بالتجربة الديمقراطية في إندونيسيا، معتبرا أنها ستتعزز بنظام المراقبة ومنظمات المجتمع المدني وانخراط مواطنيها في العمل السياسي. وأشار إلى أن الدين ركيزة أساسية في حياة المجتمع الإندونيسي، مشيدا بفكرة "أن الناس في إندونيسيا يعبدون الله بطرق مختلفة". وأكد سعي الولاياتالمتحدة لتعزيز علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع إندونيسيا وإقامة شراكة كاملة وقوية معها وتعزيز برامج التبادل الطلابي بين البلدين، وأشار إلى أن حدوث تنمية فيها يعد مصلحة للولايات المتحدة. يشار إلى أنه على هامش الزيارة وقّعت الولاياتالمتحدة وإندونيسيا اتفاقا لإقامة شراكة شاملة بين البلدين، يهدف إلى تعزيز علاقاتهما في عدة مجالات منها الاقتصاد والأمن. وكان عشرات الأشخاص قد تظاهروا أمام السفارة الأمريكية في جاكرتا أمس احتجاجا على زيارة أوباما ورفعوا شعارات تطالبه بالعودة إلى بلاده منتقدين ما سموه الاستعمار الأمريكي للدول الإسلامية، كما أعربوا عن خيبة أملهم في سياسته منذ توليه الحكم قبل عامين. وجرت المظاهرة بصورة سلمية واستمرت أكثر من ساعة تحت أنظار الشرطة الإندونيسية. يُذكر أن أوباما قضى في إندونيسيا أربع سنوات من طفولته مع والدته، وقد أجل من قبلُ زيارته لإندونيسيا مرتين، إحداهما في مارس الماضي عندما كان يكافح لإقرار مشروع قانون للرعاية الصحية بالولاياتالمتحدة والأخرى في يونيو الماضي عقب حادثة التسرب النفطي من بئر تابعة لشركة بريتيش بتروليوم (بي بي) في خليج المكسيك. وسيزور الرئيس الأمريكي بعد إندونيسيا كوريا الجنوبية حيث يشارك في قمة مجموعة العشرين، ثم يتوجه إلى يوكوهاما في اليابان للمشاركة في اجتماع اقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي.