رفعت يونان: حذف إثيوبيا يؤكد أن الأوضاع السياسية تؤثر في كتابة التاريخ لأن ما يكتب في عهد عبد الناصر يتم حذفه في عصر مبارك عبد الحفيظ طايل: أغلب المناهج المقررة تحمل وجهة نظر الحزب الوطني.. فما بالنا بالتاريخ أحمد زكي بدر بعد سلسلة التعديلات التي قامت بوزارة التربية والتعليم بإجرائها علي مناهج الدراسات الاجتماعية في كل المراحل قامت الوزارة بحذف موضوع عن دولة إثيوبيا التي تعد واحدة من أبرز دول حوض النيل والتي يتم دراستها منذ سنوات طويلة في منهج التاريخ المقرر في كتاب الدراسات الاجتماعية علي المرحلة الإعدادية وقامت باستبدالها بدولة «نيجيريا» وهي ليست من دول الحوض التي كانت خلافات القيادة السياسية المصرية محور حديث وسائل الإعلام طوال الفترة الماضية وكأن الوزارة أرادت أن تعاقب دولة حوض النيل وتلقي بها خارج خريطة مناهجها حتي لا يعرف الطلاب عنها شيئا لأنه لو كان الاستبعاد هدفه تعليميا فقط لكان من الأولي استبدالها بدولة أخري تحمل الصفات نفسها لكن الحذف له دلالات سياسية حتي وإن كانت من بعيد! المؤرخ الدكتور رفعت يونان يقول: إن التعديلات التي قامت بها وزارة التربية والتعليم في منهج الدراسات الاجتماعية عن طريق حذف دولة إثيوبيا يؤكد أن الأوضاع السياسية تؤثر في كتابة التاريخ لأن ما يكتب في عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتم استبعاده في عصر الرئيس مبارك فما كان يكتب عن الثورة في عهد عبد الناصر يختلف عما كتب في عهد السادات، كما يكون الهدف من كتابة مادة التاريخ تمجيد الحكام الموجودين في ذلك الوقت، ولكن المفروض أن تتم كتابة مواد التاريخ بحرية، وأضاف أن من لا يكتب التاريخ بواقعية يعتبر مؤلفًا وليس مؤرخًا فالمؤرخ يكتب الأحداث كما وقعت دون إبداء وجهة نظر. أما عبد الحفيظ طايل مدير مركز الحق في التعليم فيري أنه طوال الوقت يتم تحميل منهج التاريخ والجغرافيا وباقي المناهج بصورة عامة وجهة نظر الحزب الوطني وهذا ليس جديداً فمثلا في منهج التربية الوطنية هناك 30 صفحة تتحدث عن إنجازات الرئيس مبارك ومن الوارد جداً أن يكون حذف دولة إثيوبيا وإضافة نيجيريا بناء علي وجهة نظر سياسية وهذا يعني أن تتحكم العناصر السياسية في العملية التربوية وهذا خطر كبير لأن ما يتحكم في المنهج ليس التربية ولا العلم ولكن الصراع والدعاية السياسية المبتذلة ولكن يمكن للطالب أن يدرس بعض الثوابت الوطنية مثل المواطنة والمساواة، والسؤال هنا: هل بحذف دولة إثيوبيا وإضافة نيجيريا يعتبر هذا تطويرًا للمناهج؟ بالطبع لا فتطوير المنهج هو عرض المعلومة داخل الكتاب المدرسي بطريقة متطورة وعدم الاكتفاء بالكتاب المدرسي، بل أيضاً الاهتمام بالأنشطة والمهارات لدي الطالب. ويري كمال مغيث خبير التعليم أن حذف دولة إثيوبيا وإضافة نيجيريا في منهج الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الإعدادي لم يكن لأسباب سياسية بسبب الخلافات مع دول حوض النيل ولكن دولة إثيوبيا تدّرس في المناهج منذ 15 سنة فحذفها وإضافة دولة نيجيريا لا يعتبر مشكلة لأنها أيضاً دولة أفريقية كبيرة ولكن كان يجب علي الوزير عندما يقوم بتغيير المناهج أن يراعي الشفافية في أي تغيير فالعملية التربوية ليست مهمة الوزير فقط وعلي الوزارة أن توضح سبب تغيير، المناهج بشفافية حتي لا تكون عرضة للتأويل وفهم الأمر بصورة غير صحيحة وحتي إذا كان هناك خلافات مع إثيوبيا فهذا سبب لدراستها والعمل علي تقوية العلاقات معها لأنها تحتوي علي 80% من مياه النيل ولهذا يجب أن ننأي بالمناهج عن الخلافات السياسية.