الحجة الجاهزة دائماً هي توصيل الغاز والكهرباء وبعض الشوارع يستمر العمل بها أربعة أشهروجود أعمال حفر وتكسير بشوارع الإسكندرية أصبح أمراً معتاداً وليس بجديد حتي نرصده الآن، ولكن ما يستحق التوقف هو قيام المحافظة بعمليات الحفر لمجموعة من الشوارع لمد شبكات الكهرباء أوالصرف أوالغاز وبعد إنجاز المهمة وإعادة رصف الشوارع يفاجأ السكان ببدء أعمال الحفر من جديد إما لإصلاح خطأ في العمل الأول أو لمد شبكة أخري لنفس الشارع، وإما أن يكون هذا الشارع قد حان دوره في قائمة تغيير رصيفه، لتعاد أعمال الحفر والرصف بدلا من التنسيق بين شركات المقاولات ليتم الحفر والرصف مرة واحدة. من أبرز الأمثلة علي الشوارع التي تم حفرها أكثر من مرة مؤخرا شارع الجلاء بغرض مد خط الغاز الطبيعي، حيث تم حفر الشارع علي مدار خمسة أشهر ثم تم رصفه ليعاود العمال تكسير ما تم رصفه بنفس المكان لتعديل وضع المواسير وبعدها مرة أخري لإصلاح بعض العيوب الفنية وهو نفس ما حدث بشارع المزلقان. الأمر نفسه تكرر في شارع دكتور محمد الفحام بالإبراهيمية؛ فبعد أن تم تغيير الرصيف بآخر جديد كما حدث في كل الشوارع تم تكسير هذا الرصيف منذ ثلاثة أشهر لتوصيل كابلات الكهرباء، وبعد تركيب الرصيف مرة أخري تم تكسيره مجددا لمد الغاز الطبيعي وتم تركيب رصيف جديد، أي أنه تم تركيب رصيف لنفس الشارع ثلاث مرات خلال ثلاثة أشهر فقط، أما عن الشارع نفسه فقد تم حفره لإصلاح شبكة الصرف الصحي منذ شهر، وبعد أن أعيد رصفه حدث به هبوط يتسبب حاليا في شل حركة الشارع، والمشكلة نفسها موجودة في أجزاء من شارع الليجاتية بالإبراهيمية. ومن أبرز الشوارع التي تعرضت لأعمال الحفر والرصف المتكررة شارع مستشفي شرق المدينة - مستشفي جيهان- الذي حفر من وسطه أواخر العام الماضي من أجل مد كابلات للكهرباء استلزمت إزالة حجر الجزيرة الوسطي وإعادة وضعه بعدها، قبل أن يرفع مرة أخري في شهر أبريل الماضي لمد مواسير الصرف الصحي، وتركت الجزيرة دون رصف منذ شهر إبريل إلي شهر يونيو ليتم وضع حجر جديد للمرة الثانية. ومن الامثلة الأخري الواضحة علي عدم التخطيط بدء شركة المقاولين العرب الحفر بشارع بحري خط القطار بسيدي بشر منذ حوالي شهر لتعديل شبكة الصرف، حيث استمر الحفر لمدة ثلاثة أيام إلي أن مر المحافظ صدفة وشاهد أعمال الحفر وأمر بوقفها؛ حيث إنه ممنوع بالمحافظة الحفر طوال أشهر الصيف، وبالطبع هذا أمر يعلمه الجميع ولكنهم أغفلوه ليتم رصف ما تم حفره دون أي استفادة من عملية الحفر التي أهدرت مئات الآلاف من الجنيهات. وإذا ابتعدنا قليلا عن مركز المحافظة واتجهنا لخارجها، لحي الماكس تحديدا سنجد نفس المشكلة موجودة في الشارع الرئيسي الواصل من الورديان إلي ما قبل استاد الحرس، حيث تم حفر الشارع لإدخال شبكة الغاز الطبيعي وبعدها بفترة بسيطة أعيد حفره لإصلاح شبكة الصرف الصحي ومؤخرا تم تكسيره للمرة الثالثة. الأمر نفسه تكرر في شارع الترام الواصل بين محطة مصر والرصافة؛ أما أشهر الطرق التي تعرضت للتكسير بمنطقة العجمي هو شارع فضة الذي تم حفره عام 2003 لمد شبكة الصرف الصحي، والذي ظل علي حالته أربعة سنوات حتي أتمت المحافظة المهمة ورصفته ليفتح بعدها مرة أخري لتوصيل الغاز الطبيعي للمنطقة، وكأن الأربع سنوات لم تكن مدة كافية كي تستغل! وليست الأمثلة السابقة وحدها شواهد إهدار المال العام بالإسكندرية، فالشواهد عديدة، ومنذ فترة طويلة، وكان أبرزها فيما مضي نفق قناة السويس الذي تم تجديده وتثبيت قطع الفسيفساء كاملاً نظراً لأنه تم تركيبها بطريقة غير صحيحة من البداية.