اختتم بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر زيارته التاريخية للعاصمة البريطانية أمس، وأعرب في لقائه مع بعض ضحايا فضيحة الاعتداء الجنسي علي الأطفال عن حزنه لمعاناتهم وصلي معهم وسط احتجاجات آخرين علي تعامل الكنيسة مع القضية. وقد قدم البابا اعتذاراً علنياً لضحايا الجرائم الجنسية بحق الأطفال، وذلك خلال قداس أقامه في كاتدرائية وستمنستر الكاثوليكية في إنجلترا. وقال البابا: إنه تأثر بعمق مما أخبروه به وأعرب عن حزنه لمعاناتهم. وأعرب البابا عن أسفه الشديد لما وصفه بالجرائم النكراء. إلا أن الإدانة العلنية من جانب بابا الفاتيكان، لفضائح الاعتداء الجنسي علي أطفال، والتي تحدث عنها صراحة أمس السبت، لأول مرة خلال زيارته لبريطانيا، لم تكن كافية لإثناء آلاف المحتجين عن النزول إلي شوارع العاصمة البريطانية للتعبير عن غضبهم من تعامل الكنيسة الكاثوليكية مع تلك الفضائح. وقد تجمع آلاف المتظاهرين في حديقة «هايد بارك» بوسط لندن، واتهموه ب «حماية الكهنة الذين يستغلون الأطفال جنسيا». وقال بيل كلجالون - رئيس هيئة رعاية الشئون الكاثوليكية الوطنية -: وهي المجموعة الكنسية التي نظمت لقاء الضحايا المذكورين مع البابا، إن خمسة أشخاص من الضحايا التقوا مع البابا لمدة تتراوح بين 30 و40 دقيقة. وعبَّر البابا في ثالث يوم من زيارته التاريخية لبريطانيا، والتي استمرت لأربعة أيام، عن أمله بأن تساعد مثل تلك «المذلة» علي بلسمة جراح الضحايا ومساعدة الكنيسة علي تنقية وتصفية نفسها وتجديد التزامها بتثقيف الشباب. كما أعرب أيضا عن «حزنه العميق» للمرة الثانية بسبب «الجرائم التي لا توصف»، معترفا ب «المعاناة الهائلة» التي تسبب بها الكهنة الضالعون بالفضيحة للعديد من الأشخاص. وكان البابا قد أدلي بتصريحات قبيل وصوله إلي بريطانيا أقرَّ فيها ب «فشل الكنيسة الكاثوليكية في التصرف بشكل حاسم وسريع بما يكفي للتعامل مع قضية القساوسة الذين يغتصبون ويستغلون الأطفال جنسيا». ومثلت تصريحات البابا تلك أول اعتراف له بإخفاقات الكنيسة بمعالجة فضيحة الاعتداءات الجنسية، والتي عادت إلي الأضواء مجددا مع الكشف مؤخرا عن وجود مئات الضحايا في بلجيكا، انتحر منهم 13 شخصا علي الأقل. وكان البابا قد التقي في وقت سابق أمس الأول بمقر إقامته في لندن كلا من رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، ونائبه نِك كليج، وزعيمة حزب العمال المعارض بالوكالة، هاريات هارمان. وقد احتدم الجدل وتصاعدت حدة الانتقادات الموجهة للبابا من قبل منظمات وجهات مختلفة بعد الخطاب الذي ألقاه أمام ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في قصر هوليرو دهاوس بإدنبره في مستهل زيارته إلي البلاد، والذي أشار فيه إلي وجود «رابط بين الإلحاد والنازية». إلا أن الكنيسة الكاثوليكية تحركت بسرعة للتقليل من وقع كلمات البابا، قائلة: إنه «مدرك تماما لمعني الإيديولوجية النازية». لكن منظمات وشخصيات ذات ميول غير دينية اعتبرت تلك التعليقات «مساسا بها وإهانة» لمن لا يؤمنون بالفكر الديني.